في لفتة ثقافية وتراثية وفنية للإضاءة على ضرورة حماية والحفاظ على المباني التراثية التي يزخر فيها لبنان من شماله إلى جنوبه فجبله،
أقامت جمعية تشجيع حماية المواقع الطبيعية والأبنية القديمة في لبنان "APSAD " بالتعاون مع بلدية "بعبدا-اللويزة"، حفلا موسيقيا بعنوان "بعبدا تحيي تراثنا"، أحيته فرقة الموسيقى العربية لبرنامج زكي ناصيف في الجامعة الأميركية بقيادة الجنرال جورج حلو وبمشاركة الفنان اللبناني كارلوس عازار.
رعت الحفل السيدة الأولى ناديا الشمالي عون، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والبلدية والعسكرية والإجتماعية.
بداية الحفل كانت مع النشيد الوطني اللبناني، بعدها كانت كلمة ترحيبية من مقدمة الحفل الإعلامية باسكال شمالي ليعرض بعدها فيلم وثائقي عن سراي بعبدا تناول تاريخ هذا المكان الذي يحمل في طياته العديد من الرموز التاريخية والذي كان شاهداً على الكثير من الأحداث خلال فترات زمنية متباعدة.
ثمّ ألقت رئيسة جمعية "APSAD" السيدة ريا الداعوق كلمة قالت فيها:" ان هذه المعالم الأثرية ومعظم أبنيتنا القديمة الرائعة مهددة إذا لم نسع لترميمها، وهي واجب علينا. إنها وقفة ضمير وصرخة استنجاد لكل من يستطيع أن يمد يد العون للبناننا الحبيب: بلد يعاني من شتى الأزمات وحروب متتالية قضت على إمكانياتنا المادية التي كانت أصلا محدودة".
وأضافت:" إن التراث جزء من الثقافة، والثقافة لا حدود لها، وهي لغة العولمة تحاور جميع الشعوب بشتى اختلافاتها، هي كالموسيقى، لغة الإلفة والجمال، لغة الرقيّ والحوار".
وكانت كلمة بإسم بلدية "بعبدا-اللويزة" ألقتها عضو البلدية الإعلامية سينتيا الأسمر قالت فيها:" نحن، وإذ نحتفل هذا المساء، شِعرا وأنغاما وموسيقى، لا بد وأن نستذكر ما يعانيه إخوتنا أبناء هذا الشرق الحزين، المغلوب على أمره، من ويلات وعذابات وآلام، طالبين لهم الخلاص من هذا الكابوس الجهنمي، الذي يحاول أن يخطف منطقتنا، لرميها في غياهب العتمة والتخلف، وتقديمها لقمة سائغة إلى طغاة العالم وتجاره الفاجرين".
الكلمة الأخيرة كانت لرئيس مجلس الادارة المدير العام لشركة ألفا مروان الحايك قال فيها:" الحفاظ على التراث والبيئة والموارد الطبيعية غنى، لا بل هو في صلب عمل دول تحترم الإنسان قيمة وجوهرا. وتشويه التراث والبيئة تشويه للوطن، للتاريخ، للهوية، لا بل هو جريمة بحق الوطن يفترض ان يعاقب مرتكبه تماما كما يعاقب كل قائم بجنحة او جناية".
ثم قُدّم درعا تذكارية الى السيدة الاولى تقديرا لعطاءاتها وتضحياتها، وكانت إنطلاقة الحفل الموسيقي مع الفرقة الموسيقية بمشاركة كارلوس عازار والذين أعادوا إحياء العديد من الأغنيات الخالدة لكبار الشعراء والملحنين والفنانين اللبنانيين كأغنيات : "نزلت تتنقل"، "طلوا حبابنا"، "خدني معك"، "غريبين وليل"، "نسم علينا الهوى"، "حبيتك تنسيت النوم"، "بكتب إسمك يا بلادي" و"راجع يتعمر".
وفي الختام أُقيم عشاء للمناسبة.
موقع "الفن"، الذي كان حاضراً في هذه الأمسية الثقافية والفنية، كان له لقاء مع الإعلامية سينتيا الأسمر، عضو المجلس البلدي في "بعبدا-اللويزة"، التي أشارت إلى أن هذا الحفل هو فكرة للجمعية، عرضتها على المجلس البلدي بشخص رئيسه الذي قرر إقامته برعاية السيدة الأولى.
وكانت الغاية منه الإضاءة على سراي بعبدا التراثي وإعادة إحيائه والتشجيع على ترميمه لأنه من المواقع القليلة التي ما زالت موجودة في لبنان ونحن قادرين على المحافظة عليها.
وعن غياب الدولة في ما خص هذا الموضع في ظلّ إنشغالها بالتخبطات السياسية ودور البلديات في هكذا ظرف؟ أشارت إلى أنهم كبلدية لا يمكنهم أن يقوموا بهذا الأمر لوحدهم مضيفةً أنهم يمكنهم أن يسلطوا الضوء على هكذا مشاريع لكي تهتم الدولة أكثر وأكثر.
وأيضاً كان لنا لقاء مع الفنان كارلوس عازار الذي أشار إلى أن هكذا مناسبات يحبّها جداً ويشعر أنه معني فيها وموجود في هكذا مكان على المسرح ومعه الأوركسترا مضيفاً:" سعيد جدا بهذه المناسبة خصوصا لأنني أحيي أغاني من التراث لفنانين لبنانين، شعراء وملحنين مهّدوا لنا الطريق في درب الفن اللبناني ويجب أن نردّ نحن لهم الجميل ونكمل الطريق".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغط هنا .