سلافة معمار ممثلة سورية موهوبة، أبهرت الجميع بأدوارها الجريئة والمميزة التي قدمتها، والتي جسّدت فيها الواقع بشفافيّته وبساطته وصراحته.

هي الفتاة التي أدّت دور "المسترجلة"، وكاتبة السيناريو التي أسّست مدرسة درامية جديدة، حين روت أحداث حياتها من داخل المعتقل.

هي التي تفيض أنوثة وقوة معاً، والتي تُضفي تميزاً على أي عمل تشارك فيه لأدائها الرائع، وتفانيها في تقمّص الأدوار التي تؤديها.

نشأتها وبداياتها

وُلدت سلافة معمار يوم 26 نيسان/أبريل عام 1976، في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماة.

درست في جامعة دمشق الأدب الإنكليزي، لكن ميولها وحسها الفني دفعاها للتسجيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، لتتوالى عليها الأدوار بعد أول أدوارها نظراً لموهبتها وحضورها القويين.

كان ظهورها الأول على الشاشة وهي طالبةٌ في المرحلة الثانوية، من خلال مسلسل "عيلة خمس نجوم" عام 1993 كضيفة شرف في إحدى الحلقات، وكانت أولى أدوارها في مسلسل الأطفال "كان يا ما كان" في الجزأين الثالث والرابع عامي 1999-2000، وهي طالبةٌ في السنة الثالثة.

عام 1999، سجلت حضورها في مسلسل "قضية عائلية" بدور البنت الكبرى. وكان عام 2001 بمثابة نقطة الإنطلاق بمسيرتها الفنية، وشاركت مع نجوم الدراما العربية والسورية في المسلسل التاريخيّ "صلاح الدين الأيوبي"، بدور ماريا كومنينا، وفي العام نفسع ظهرت في مسلسل "ألو جميل ألو هناء" مع أيمن زيدان ونورمان أسعد بدور مها، وبعد عام مثّلت في مسلسل "الوصية".

عام 2002، شاركت سلافة معمار في مسلسل "صراع الزمن" بدور جلنار، وبعد عام سجلت حضورها في مسلسل "ذكريات الزمن القادم" حيث أدت دور رجاء، وشاركت في مسلسل "بيت العز"، و مسلسل "الداية" بدور سهام.

تميّزت عام 2005 في مسلسل "أشواك ناعمة" بتجسيد دور طالبة المدرسة نضال، التي ترغب في أن تصبح شاباً. دورها في المسلسل لفت الأنظار إليها ونال إعجاب النقاد، وحصلت على جائزة أدونيا عام 2005 لأفضل ممثلة دور ثاني، عن دورها في المسلسل.

شاركت أيضاً في المسلسل التاريخي "الظاهر بيبرس" بدور إيزابيلا، كما ظهرت في مسلسل "أحقاد خفية".

نجاحها الكبير في "الإنتظار" وأعمالها

دورها في مسلسل "الإنتظار"، الذي يعد من أجمل المسلسلات السورية مع الممثل تيم حسن وبسام كوسا ونجوم الدراما السورية عام 2006 لاقى كل النجاح، حيث قامت بدور مروة الفقيرة التي تسكن مع عائلتها في سكنٍ عشوائي وتتزوج سراً بمديرها في العمل المتزوج، كما شاركت في مسلسل "ندى الأيام" مع سلاف فواخرجي.

عام 2008 شاركت سلافة معمار في العديد من الأعمال، منها "ليس سراباً"، وأبدعت في دورها بمسلسل "طوق الياسمين"، بشخصية ياسمين، وشاركت مع قصي خولي وسلاف فواخرجي ببطولة مسلسل "يوم ممطر آخر"، بدور مها.

أبدعت في مسلسل "زمن العار" عام 2009 مع تيم حسن وقمر خلف، بأداء شخصية "بثينة"، التي أفنت حياتها لخدمة أمها المصابة بمرض أقعدها في الفراش طوال 11 عاماً، وتتزوج سراً من زوج صديقتها، وكانت نقطة التحول والصعود للشهرة من خلال هذا الدور، وفازت بجائزة أدونيا عام 2009 لأفضل ممثلة دور أول في هذا المسلسل.

عام 2010 كان مليئاً بالأعمال المميزة لها، وأظهرت شخصيتها المحبة للتمرد في مسلسل "تخت شرقي" إبداعها، من خلال شخصية غريتا، كما تميّزت بِبطولة مسلسل "ما ملكت أيمانكم"، الذي لاقى أيضاً نجاحاً كبيراً، وحصلت على جائزة الموريكس دور لأفضل ممثلة عربية لعام 2011، عن دوريها في مسلسلي "تخت شرقي" و"ما ملكت أيمانكم". وظهرت في الجزء الثاني من مسلسل "أهل الراية"، بشخصية عناية في العام نفسه.

في عام 2011 شاركت سلافة معمار في بطولة مسلسل "الغفران" مع باسل خياط، كما لعبت دور صبحة في مسلسل "السراب" مع بسام كوسا، ومثّلت في الدراما السعودية في مسلسل "توق" التاريخي الفانتازي.

أدت مع الممثل السوري قصي خولي بطولة مسلسل "أرواح عارية" عام 2012، وجسدت شخصية ربى بطريقة مميزة وأداء ممتاز، وشاركت أيضاً لأول مرة في الدراما المصرية في مسلسل "الخواجة عبد القادر" مع يحيى الفخراني، كما شاركت بعد عام في مسلسل "سنعود بعد قليل" مع دريد لحام، بالإضافة الى مشاركتها في المسلسل التاريخي "خبير"، بشخصية دعد بنت شاس.

في عام 2014 عادت بمسلسل "قلم حمرة"، في شخصية متميزة وهي "ورد" كاتبة نصوص تعيش في دمشق في ظل الأزمة، وتُعتقل في إحدى السجون السياسية.

تميّزت بأدائها ونالت جائزة بياف لأفضل ممثلة لعام 2015، كما شاركت في مسلسل "العبور" مع عباس النوري.

سجلت سلافة معمار حضورها في عام 2015 من خلال مسلسلي "بنت الشهبندر" و"العراب"، كما شاركت بعد عام ببطولة مسلسل "دومينو"، بدور لارا، ومسلسل " خاتون " بدور نعمت، ولعبت مع غسان مسعود بطولة مسلسل "نبتدي منين الحكاية".

وفي عام 2017 نالت دور بطولة المسلسل الشامي " وردة شامية "، وأدت شخصية وردة ببراعة وإتقان.

في رمضان عام 2018، شاركت في بطولة الجزء الثاني من مسلسل "وردة شامية"، كما ظهرت في عدة حلقات من مسلسل " شبابيك "، وكان لها مشاركات في العديد من الأعمال أيضاً، منها "بقعة ضوء"، "أهل الغرام"، "ورود في تربة مالحة"، "قبل الغروب"، "أوركيديا"، "حرملك"، "مسافة أمان" و"حارة القبة".

أمّا في السينما، فلم تسجل حضوراً كبيراً، وشاركت في عددٍ من الأعمال منها: "أحلى الأيام" عام 2001 و"مشروع أم" عام 2002 و"علاقات عامة" عام 2005 و"تحت السقف" عام 2005، كما نالت دور البطولة في 3 مسرحيات، هي "صدى" و"كسور" و"رجل متفجر".

زواجها من سيف الدين سبيعي ثم إنفصالهما

تزوّجت سلافة معمار من المخرج والممثل السوري سيف الدين سبيعي في عام 2002، ورزقا بإبنتهما الوحيدة "ذهب" عام 2006، وأردات سلافة أن تؤسس عائلة تعود إليها بعد التصوير والسفر، وقد حاولت أن لا تغيب كثيراً عن المنزل وتوفق بين عائلتها وعملها، لكن يبدو أن نجاحها الكبير في عملها جعلها تدفع ضريبة كبيرة في حياتها الخاصة.

من ناحيته لم يكن يشعر سيف الدين بالإرتياح في هذه العلاقة، وواجها العديد من المشاكل بهذا الشأن، خلال زواجهما الذي إستمر 10 سنوات.

وفي عام 2012 قرر الثنائي الإنفصال، وحول سبب إتخاذهما هذا القرار صرّحت سلافة معمار أن السبب في طلاقهما أنها لم تستطع التوفيق بين حياتها الفنية والزوجية، ولم ترد أن تظلم زوجها أكثر، ولا يوجد أي سبب أخر.

أما سيف الدين سبيعي ، فقد قال إن الإنفصال حصل بسبب رغبته في أن يعيش منفرداً، لأنه يحب الوحدة كثيراً، حتى أنه إضطر أن يزور أخصائية نفسية لحل هذا الأمر.

الجميل في هذا الثنائي أن كلاً منهما لام نفسه على فشل هذا الزواج، ولم يتراشقا الإتهامات والإنتقادات لبعضهما.

إصابتها بمرص إلتهاب الكبد الوبائي A

أُصيبت سلافة معمار عام 2016 بمرض إلتهاب الكبد الوبائي A، بعد أن إنتقل إليها من طريق العدوى.

وطمأنت الجمهور على وضعها الصحي آنذاك، والذي وصفته بالمستقرّ، وأضافت أنها خضعت للعلاج الذي يتطلب الراحة والعزلة خوفاً من العدوى، واعتذرت عن كل الأعمال التي عُرضت عليها بداعي الراحة .

وبعد فترة من العلاج والراحة تعافت من المرض، وصرّحت في مقابلة صحفية، قائلة: "الحمدلله أزمة ومرّت على خير...".