هو من الفنانين اللبنانيين الذين قدموا لسنوات طويلة أجمل الأعمال على الساحة الغنائية، وتعامل مع كبار الملحنين والشعراء، والى جانب أرشيفه الفني الذي يزداد يوماً بعد يوم من خلال أعماله الجديدة التي ينتظرها الجمهور، إضافة إلى حفلاته ومهرجاناته الناجحة، ويعد الفنان نقولا الأسطا من الفنانين الفاعلين بالعمل النقابي في نقابة الفنانين المحترفين في لبنان.
ولأن الوضع في النقابة ليس على ما يرام في ظل تراشق الإتهامات، ومع إقتراب موعد إنتخاب جديدة للنقابة، أعلنت عنها وزارة الثقافة وستجري في الرابع عشر من تشرين الاول الحالي، تواصلنا مع الفنان نقولا الأسطا لنطّلع منه على رأيه بكل ما يحصل، وكان لنا معه الحوار الآتي.
كيف كان موسم حفلات الصيف؟
كان موسماً جيداً قدمت أكثر من 14 حفلاً في مهرجانات مختلفة بمناطق متفرقة في لبنان، بأجواء جميلة جداً.
كما أنني أطلقت في الصيف الماضي أغنية وكليب "مش هيك بيحبو" والتي صنعت حضوراً جميلاً ومتقدماً في طريقة الظهور الخاصة بي في الكليبات، كما كانت لي عدة انتاجات أخرى منها أغنية "يا حامي عزتنا" بمناسبة عيد الجيش، وأغنية "بحلف" وغيرها. أحمد الله على هذا الموسم الجميل، وانا راضٍ عنه بغض النظر عن ان المنطقة والبلد يعيشان حالة تشنج اجتماعي وسياسي، ونتمنى ان يكون لبنان أفضل في الفترة المقبلة.
كنت قد قررت الهجرة الى كندا، هل ما يزال هذا المشروع قائماً؟
كل شخص يأمل أن يعيش مع أولاده في بلد يؤمن له الحد الادنى من مقومات الحياة كالأمن والسلام والطمأنينة، الموضوع ما زال قائماً، لكنه مؤجل في الفترة الحالية.
ماذا تحضر لنا من أعمال؟
لديّ أعمال سأصدرها في الفترة المقبلة، وهي عبارة عن خمس أغنيات ستصدر تباعاً، وقبل الصيف كنت أحضر لألبوم "اليوبيل"، لكن إنشغالات الصيف، والوضع السياسي السلبي لا يشجعان الفنان على أن يصدر عملاً ويحصد نجاحه، خصوصاً أنني من الفنانين الذين ينتجون أعمالهم من جيبهم وهذا جعلني أتريث قليلاً.
اليوم يوجد خلاف كبير في نقابة الفنانين المحترفين، كيف تصف المشهد؟
بالبداية لا بد من أن نبدأ من نقطة أساسية وهي أنني أنتمي لعائلة إسمها نقابة الفنانين المحترفين وبالعائلة دائماً تحدث خلافات بين الأخوة أو بين الأبناء والوالدين، لكن الاهم أن تكون هناك حكمة ووعي لحل الأمور وإحتواء اي خلاف للحفاظ على المصلحة العامة للنقابة، وبالأوقات الإستثنائية يجب أن يكون هناك رجال إستثنائيين يأخذون قرارات استثنائية وهذا شعاري في الحياة، ما حدث في موضوع السيدة سميرة بارودي، والذي أنا لي رأي فيه، كنت أحبذ أن يحل بطريقة مختلفة وواعية نحافظ فيها على الكرامات، ونوصل الرسالة التي يجب أن نوصلها بموضوع التجاوز الإداري الذي حصل.
كلامك يؤكد على وجود تجاوز إداري؟
لقد تم إتهام السيدة بارودي بالاختلاس عن غير وجه حق ،اذ انه حصل تجاوز إداري عن حسن نية أقرّت به بارودي، أما بموضوع تغيير مهام النقيب إحسان صادق فإن وزارة الوصاية (الثقافة) أصدرت قراراً بعدم قانونية هذه الخطوة، وبالتالي وقف مهام المجلس وإلزام الجميع بالذهاب لإجراء انتخابات وهذا ما كنا طلبناه من الأساس داخل النقابة قبل وصول الامور الى ما وصلت إليه، وذلك للمحافظة على الإنجازات التي حصلت في السنوات السابقة، ولحماية الفنان اللبناني، لكنهم لم يتجاوبوا.
باوردي قالت إن كل القرارات التي إتخذتها والتي منها اليوم ما هو موضع تشكيك من قبل البعض، كانت بعلم الجميع.
نعم حصل ما حصل، اذ لا وجود لسرقة أو إختلاس، وعتبي على من نصَّب نفسه قاضياً وسمح لنفسه بإطلاق هكذا توصيفات على كبار من لبنان، خصوصاً أننا فنانين ودعاة سلام وسفراء خير ومحبة ووجب علينا الحفاظ على هذه القيم وعلى بعضنا البعض، وليس التوصّل الى التشهير بالاعلام، اذ كان عليهم أن يتنبّهوا إلى أن هناك كرامات، وهناك عدة طرق لمعالجة الامور، وإلا لما تعددت صفات الأشخاص من ذكي، حكيم، مُحب، عادل، ساذج، ومتهور ....
هل أنت مرشح للإنتخابات المقبلة؟
نعم أنا مرشح على لائحة "وحدة النقابة" اذ انه اضحى الوضع بحاجة الى جرعة كبيرة من المحبة للوصول الى الوحدة المرجوة برأيي، ومن لا يريد وحدة النقابة يمكنه ان يعلن ذلك ، ولكل من يحاول زجنا في إدعاءات غير صحيحة نقول له إننا لسنا إستمرار لأي أحد اذا ان كل فردٍ منا لديه نضاله وتجربته وسمعته بالمناقبية والالتزام وبالاخص الوفاء لمن سبقنا وإكمال المسيرة على خدمة الفن الفنان .
هل ممكن أن نراك نقيباً؟
صدقاً أنا لا أسعى للمناصب، أولويتنا اليوم هي وحدة النقابة، والرتب لا نقررها نحن بل من يقررها هم الناخبون بحسب ثقتهم وأملهم برؤية اللوائح والأشخاص والتوجه في هذه المرحلة.
من يختار نقولا الأسطا نقيباً؟
بعيداً عن التسميات، كي لا أسوّق لأحد، عندما نضع في رأسنا أننا جزء من نقابة فنية، ونحن سفراء لفن بلدنا في العالم، يجب علينا العمل على حل مشاكلنا كعائلة، كي نحترم أنفسنا ونحافظ على احترام الناس لنا.
وأقول هنا: "كان يمكننا ان نتحاشى كل ما حدث، مع تسليط الضوء على الأمور التي حصلت والتي إعترف اصحابها بها، والتي ذهبت للقضاء وبالتأكيد ستكون النتيجة لخير النقابة، ولكن لا يحق لأحدنا أن يعين نفسه قاضياً ويحاكم غيره، بل كان يجب أن ننهي هذه الحالة بالحكمة والوعي، وأن نحتكم للقضاء للفصل بكل الأمور.