تلبية لدعوة صندوق الامم المتحدة للسكان UNFPA، شارك الممثل مصطفى الخاني في ورشة العمل التي أقيمت في دمشق والتي تمحورت حول "حزمة الحد الأدنى من خدمات الصحة الانجابية" وتمركز عمل الخاني مع المتدربات حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، وكيفية المساهمة في التوعية الاجتماعية.
وأكد الخاني على أهمية تضافر جهود الأفراد مع المدرسة ورجال الدين والاعلام والعائلة والمؤسسات والمنظمات..، للوصول الى أفضل النتائج، وقيام كل شخص منا من مكانه بالدور الذي يستطيع القيام به كاملا، من دون يأس واستعجال حصد نتائج هذا العمل، فهكذا نوع من الأعمال تظهر نتائجها على المدى البعيد ومن خلال تراكم الجهود.
وأكد الخاني " بدون شك مجتمعاتنا أصبحت تعاني مؤخرا من ازدياد العنف فيها، ليس فقط ضد المرأة وإنما ضد كل أفراد هذا المجتمع، ولكن قد تكون النسبة الأكبر هي ضد المرأة، وبالتالي علينا جميعا العمل بوعي على مكافحة هذه الظاهرة، والعمل للوصول الى الطريقة الأمثل التي تضمن لكل شخص من أفراد مجتمعنا أن يتمتع بكامل حقوقه، والبحث عن طرق توافقية توصلنا الى ذلك، فهناك فرق كبير بين التحريض والتوعية، فالتحريض تكون نتائجه مشاكل أكثر وتفكك أكثر، بينما التوعية توصلنا الى توافق أكثر وعلاقات أفضل، وبالتالي علاقات عائلية وإجتماعية متماسكة بشكل أقوى، فهدفنا هو الوصول الى مجتمع خال من العنف يتمتع فيه كل شخص بحقوقه",
وإقترح الخاني شعارا أو عنوانا يكون البوصلة في هذا العمل وهو (تصادم أقل مع حقوق أكثر)، وأكد على عدم نقل التجربة الغربية لتطبيقها بحرفيتها في مجتمعاتنا، وإنما علينا دراسة مجتمعنا بشكل جيد بما فيه من عادات وتقاليد ومن ثم الخروج بالمعطيات الأفضل التي تساعدنا للوصل الى مجتمع متماسك وسليم يضمن فيه كل ذي حق حقه، وأهمية أن يدرك كل شخص ما عليه من واجبات قبل أن يطالب بما له من حقوق، الأمر الذي يجعلنا جميعا فيما لو طبقنا ذلك عرضة أقل للمشاكل".
وعرض الخاني عددا من الدراسات والإحصاءات حول هذا الموضوع، والتي أقامتها منظمة الصحة العالمية وغيرها من الجهات المختصة، محاولا تحليلها ومقارنتها والاستفادة منها، بعد عرضها للمناقشة مع المتدربات.
وقد حضرت المشاركات في ورشة العمل هذه، والتي امتدت على مدى اسبوع، من كل المحافظات السورية وتنوعن ما بين الطبيبات والصيدلانيات والممرضات وعدد من فئات المجتمع الأخرى، وستقوم هؤلاء المتدربات بالعمل لاحقا مع أعداد كبيرة من شرائح مختلفة من المجتمع، وبالتالي سيحاولن نقل ما تعلمنه واكتسبنه للوصول الى مجتمع أفضل نطمح إليه جميعا ويعمل كل منا من مكانه للوصول إلى ذلك، وأن يبدأ كل منا بالدائرة المحيطة به، ومن ثم يحاول أن يجعل هذه الدائرة تكبر وتتسع لتشمل عدداً أكبر، ومن ثم ستتقاطع هذه الدوائر مع بعضها لتغطي كامل أو أغلب أفراد المجتمع، حسب ما أطلق عليه الخاني إسم الدوائر الاجتماعية.