صاحب صوت صخري اصيل حقق في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم مكانة فنية كبيرة، فكان من الاصوات التي تحمل امالا فنية قيمة على صعيد الغناء في المستقبل، الا ان سوء الادارة والظروف عاكسا انتشاره واضاعا منه نجوميته.
الفنان عفيف شيا يفتح قلبه لموقعنا متحدثا عن تفاصيل من حياته يعلنها للمرة الاولى.
عفيف شيا مستبعد ام بعيد بقرار شخصي عن الساحة الغنائية؟
يا سيدي الكريم، الظروف العامة أبعدتني عن الانتاجات الغنائية بسبب الضغوطات الاقتصادية و عدم وجود شركات انتاج تحترم تاريخ الفنان وتتعامل معه على مستوى مشواره وتاريخه الفني.
هل التمثيل كان حافزا لابعادك عن الغناء؟
صحيح، هذه نقطة مهمة، اذ لما كانت ايامنا جيدة انا والكاتبة جنفياف عطا لله، انتجنا الكثير من الاعمال وحضّرنا العديد من المهرجانات الغنائية وكان مكتبنا بحركة مكوكية مثل خلية النحل، ولكن حين اقفلنا هذا المكتب، ساءت الامور وتغيرت الظروف.
بماذا تميز حضورك على الساحة الغنائية؟
يومها كتبت الصحافة الكريمة عني اروع المقالات، وقالوا إن في شخصيتي كاريزما و كان لشكلي وحضوري على المسرح خصوصيتهما. وكما تعرف كان لحضور المغني ايام الاذاعة اللبنانية علامات على الحضو .
يا ترى الغناء كان الداعم الاساسي لك في مجال التمثيل؟
اكيد .. لانه عزّز صورتي وحضوري لدى الجمهور.
لاي مدى الوظيفة الرسمية أثّرت عليك كفنان؟
بصراحة انا كنت موظفا في وزارة الزراعة وهذه الوظيفة شكّلت بالنسبة لي حصانة ساعدتني على ان أُحسن اختيار الاعمال التي قدمتها.
كيف تعرفت على الكاتبة والمنتجة جنفياف عطا الله؟
كان ذلك عام 1969، في مهرجان "عين عنوب" حين حَضَرتني على المسرح واستمعت الى صوتي، يومها غنيت من دون ميكرفون، فطلبت من الملحن نعيم حمدان ان يعرفها عليّ، ومن يومها حصل الاعجاب المتبادل.
هل كنت تتوقع ان تتحول العلاقة الى إعجاب؟
بصراحة كلا، لكن عملنا معا منذ اول مهرجان في " دير القلعة " في بيت مري، في مسرحية من كتابتها مثّلت فيها دور شاب فقير، وهذا قرّب مسافة الاعجاب بيننا.
عفيف شيا رجل يضعف امام المرأة ويستسلم؟
ابدا، فأنا احترمها جدا واتعامل معها من باب الاحترام، ولكنني اعشقها برومانسية واتعامل معها بصدق وكرم لانها لا تطيق الرجل البخيل.
ما هي حكاية غنائك امام فريد الاطرش؟
حصل هذا الامر حين غنيت امامه بحضور سمو الاميرة" ام عبد العزيز" وذلك في بحمدون، فأُعجب جدا بصوتي يومها ووصفه بالصوت الصخري.
عفيف شيا بعد زيارتين الى دولة الامارات في الثمانينيات، عاد خائبا!؟
برافو عليك شو عرّفك؟ حصلت هذه الحادثة حين حضّرت الفنانة هيام يونس للقاء لجنفياف ولي مع سمو الشيخة فاطمة آل نهيان، يومها أكرمت الشيخة جنفياف بمبلغ خوّلها شراء شقتها وقطعتي ارض، وأنا لم أعلم بحقيقة الامر الا بعد فترة طويلة من الزمن ومن صحافي صديق.
هذه الحادثة أثّرت عليك؟
بصراحة أحزنتني لانني لم اتوقع هذا الامر من انسانة ضحّيت معها.
تعلّمت أن طيبة القلب قد تدمر احيانا صاحبها؟
لا تضحك عليّ! حاولت ان اتعلم وكنت كلما اتخذت القرار بذلك اتراجع وتغلبني طيبة قلبي من جديد، هذا طبع يا صديقي من الصعب ان تغيره.
حضورك في الدراما في غالبيته حضور ضيف شرف فلا مكانة ثابتة لك في هذا العالم؟
بالعكس، انا لعبت العديد من الكاركتيرات انما دوري في مسلسل "الهيبة" وفي عدد قليل من المسلسلات كان كضيف شرف. فالممثل يضطر احيانا ليكون في هذا الموقع خصوصا اذا كان ممثلا لا تهمه مساحة الدور بقدر ما تهمه أهميته .
زواجك المتأخر حمّلك مسؤوليات جسام؟
ليس بالضرورة، انما عدم انتباهي للمستقبل وتبذيري من دون حساب، جعلاني أندم على ما أضعته، لكنني سعيد جدا بعائلتي وزواجي.