تتمتع بخفة ظل غير عادية أكسبتها تأشيرة دخول الى قلوب كل من شاهدها، ومما لا شك فيه، ان عفويتها وتصرفها على طبيعتها بعيدا عن التكلف والشعور بأنها ممثلة، جعلها قريبة من الناس الذين يشعرون أنها واحدة منهم، حتى انها باتت تعتبر فاكهة الكوميديا لأي عمل فني جديد تظهر فيه. هي الممثلة الكوميدية شيماء سيف، التي تتحدث لـ"الفن" عن العوامل التي أدخلتها الى قلوب المشاهدين وعن نقطة إنطلاقتها الحقيقية، ومشاركتها في رمضان الماضي بمسلسل "بالحجم العائلي" والإرتجال والعفوية وتقديم البرامج الكوميدية، ولماذا يتم حصرها في أدوار الكوميديا فقط وعن تفاصيل كثيرة أخرى في اللقاء التالي:
في البداية..كيف نجحتِ في دخول قلوب المشاهدين بهذه الطريقة العفوية التي نادرا ما يستطيع الفنان القيام بها؟
الموضوع كله توفيق من الله عز وجل ولم أكن أضع أي خطط لهذا الأمر، ولكن بعد ظهوري الأول في إحدى المسرحيات، إنطلقت للمشاركة في العديد من الأعمال وتقديم برامج كوميدية الى ان حصلت على فرص تمثيلية في أعمال تلفزيونية وسينمائية كلها في اطار الكوميديا. في اعمالي اتصرف على طبيعتي وبعفوية كبيرة ما جعلني أدخل الى قلوب المشاهدين، وهذا الأمر أسعدني كثيرا وسهّل من نجاحي، فحب الجمهور نعمة كبيرة من الله.
ما العمل الذي تعتبرينه نقطة إنطلاقتك الحقيقية في التمثيل؟
أعتبر مسلسل "سجن النساء" مع المخرجة كاملة أبو ذكرى هو الإنطلاقة الحقيقية بالنسبة لي على الرغم من ظهوري في العديد من الأعمال قبله، ولكن طبيعة الدور فرضت نفسها وكان ذلك بعيدا عن الكوميديا وإستطعت من خلاله إخراج قدراتي التمثيلية.
ولكن تقديم البرامج جعل وصولك الى قلوب المشاهدين سهل بالرغم من أن سنوات عملك بمجال الفن والتمثيل ليست طويلة؟
سنوات عملي في الوسط الفني ليست طويلة، ومما لا شك فيه أن تقديم البرامج ساهم بشكل كبير في نجاحي. خصوصا أن ظهوري بشخصيتي الطبيعية سهّل من قربي من الجمهور ودخول قلوبهم، وبرنامج "نفسنة" كان البداية بالنسبة لي والفضل يعود بعد ربنا للمنتج طارق نور الذي أصر على حضوري في البرنامج بعدما شاهدني في برنامج "شيكروباص"، والفكرة في "نفسنة" كانت قائمة على الإرتجال والعفوية.
وهل أقلقتك فكرة الإرتجال والعفوية، خصوصا أن وجودك على الساحة كان حديثا؟
قلقت في البداية ولا أنكر ذلك وكانت هناك حسابات كثيرة في خيالي بخصوص مدى تقبل الجمهور لي، خصوصا أنني سأظهر لوقت طويل مع الجمهور، ولكن مع الأصداء الإيجابية التي وصلتني بعد ظهوري في البرنامج، عرفت أن طارق نور كان ينظر الى العفوية التي بداخلي، والحمد لله نجحت في الوصول الى قلوب المشاهدين وقدمت تجارب أخرى مهمة أفتخر فيها سواء في تقديم البرامج أو التمثيل.
ولكن العفوية وحدها لا تكفي، فهل شعور الناس أنك واحدة منهم كان سببا في نجاحك؟
بكل تأكيد..الناس كانت تشعر انني قريبة منها سواء في الشكل أو في طريقة الكلام والتعامل على الشاشة، لذا فالجمهور تقبّلني بسرعة كبيرة ولم أضع في حساباتي أنني نجمة أو ممثلة أو شخصية شهيرة، بل كنت أتصرف بعفويتي وعلى طبيعتي قبل أي شيء.
قدمتِ مؤخرا برنامج "تلاتة في واحد" الذي حقق نجاحا كبيرا، ألم يقلقك الظهور بمفردك على الشاشة ومحاورة الضيوف؟
أقلقني في بداية الأمر، ولكن كانت هناك عوامل كثيرة جعلتني أطمئن، أهمها أن الإنتاج سخي للغاية ولو أنهم يرون أنني لن أستطيع تحمل هذه المهمة بمفردي، لما كانوا ليتفقوا معي على تقديم البرنامج، كما أن ضيوف البرنامج كلهم من العيار الثقيل وهذا شيء يطمئن الى أن البرنامج سيحصل على نسب مشاهدة عالية، اضافة الى أن هناك فرصة للتعامل بعفوية وعلى طبيعتي التي اعتاد عليها الجمهور مني، والحمد لله حققت نجاحا كبيرا بهذه الخطوة وسعيدة فيها وأعتبرها إضافة كبيرة لمشواري الفني القصير.
برأيك..هل حصْرك بالأدوار الكوميدية يجعل مهمة الإختيار اكثر صعوبة في الفترة المقبلة؟
الكوميديا شيء عظيم وقريب من الناس والكثير من المشاهدين يهتم بهذه النوعية من الأعمال، ولكنني كممثلة لديّ طموح كبير لأن أُقدم مزيج من الأدوار المتنوعة والمختلفة، ولا أحب أن أتواجد فقط في اطار الكوميديا لأن الفن بالنسبة لي هو شمول وتنوَُع، ولكن هناك ما يُحدد هذا الأمر وأهمه المخرج الذي يختارني ويراني في دور جديد كما فعلت كاملة أبوذكري واختارتني بمسلسل "سجن النساء" وكان الأمر بعيدا عن الكوميديا تماما.
بنظرة على مشوارك، نجدك جريئة في نوعية قراراتك وخِياراتك وخصوصا مشاركاتك في المسرح في بدايتك..ماذا تقولين عن ذلك؟
المسرح شغف كبير بالنسبة لي وتعاوني مع محمد رمضان في "أهلا رمضان" خطوة إيجابية للغاية، وبالرغم من تحذيرات البعض لي من المسرح لصعوبة والإرتباط اليومي، إلا أنني أصريت على المشاركة في هذه المسرحية والحمد لله حققت النجاح، والأمر ليس جرأة بل يكمن بأنني أتعامل مع كل الأمور بإيجابية كبيرة.
ولأي درجة انت لراضية عما قدمتيه في مشوارك الفني؟
راضية عما قدمته وحققت من خلاله النجاح في أعمالي القليلة التي ظهرت فيها، كما أن لديّ طموح كبير أسعى الى تحقيقه بمزيد من الأدوار المختلفة والمنوعة.
وفي النهاية..كيف تقيّمين مشاركتك في رمضان الماضي بمسلسل "بالحجم العائلي"؟
سعيدة بالمشاركة في هذا العمل الذي وجدته مكتمل الأركان، فوجود الفنان الكبير يحي الفخراني لوحده في العمل كفيل أن يجعل أي فنان يقبل المشاركة حتى ولو بعدد قليل من المشاهد، والحمد لله ان المسلسل كان مختلفا عن المسلسلات الأخرى، فهو عمل خفيف وكوميدي، وأجمل ما قرأته وقت عرض العمل كان هذا التعليق: "اللي عايز يفصل ويريح يتفرج على بالحجم العائلي"! أصداء المسلسل كانت مشجعة للغاية لكل فريق العمل.