باسل خياطمثّل فأبدع وأسر المشاهدين، فأقنعهم بأدواره فلُقّب بجوكر الدراما نسبة للأدوار المتعدّدة، المركبة والصعبة التي جسدها، أوصلته إلى شهرةٍ عربيةٍ وعالميةٍ.
إسمه ارتبط بالروقي والإحتراف والثقافة الفنية، أما بين حياته الخاصة والمهنية، فهو يعرف جيداً الفصل بينهما من دون أن تؤثر الواحدة على الأخرى.
طفولةباسل خياط
وُلدَ باسل خياط في حيّ شعبيّ في شارع بغداد يوم 29 آب/أغسطس عام 1977، وتربى في كنف عائلة فنية وكان والده يولي إهتماماً كبيراً في مجال الفن، وكان يصطحبه الى سينما خاصة بالأطفال، وذلك ترك فيه أثراً كبيراً في مستقبله المهني، إذ قاده الى مهنة التمثيل.
ومنذُ سنّ الثامنة شارك في مسرح الأطفال مع حمزة أبو علي، ضمن فرقة كشفية تنظم فقرة تمثيل ومسرح في نشاطاتها.
المفاجأة أن المعهد العالي للفنون المسرحية رفضه عندما تقدَّم لاختبارات القبول لأوّل مرّة، ولكنه قُبل في العام التالي بعد أن أثبتَ نفسه أمام اللجنة، وقد تَخَرَّج في الدفعة نفسها مع زملائه قصي خولي، وسلافة معمار، ونادين تحسين بيك.
باسل خياطالممثل
مسيرة باسل خياط غنية بالأعمال التلفزيونية والمسرحية، لكنّه لم يكتفِ بذلك ودخل الى عالم السينما من بابه العريض. بدأ مهنته التلفزيونية في مسلسل "كان ياما كان" عام 1995، وتبعه مسلسل "الطير والخيزران" والعديد من الأعمال الأخرى.
لعب دور عامر في مسلسل "أسرار المدينة" عام 2000، وهو من إخراج هشام شربتجي وتأليف حسن سامي يوسف وبطولة أمل عرفة، منى واصف، خالد تاجا وغيرهم من الفنانين السوريين.
شارك باسل خياط في بطولة مسلسل "أحلام كبيرة" من إخراج حاتم علي عام 2004، ولعب فيه دور "عمر"، وهو أحد الأبناء الأربعة لوالده أبو عمر "بسام كوسا" ووالدته أم عمر" سمر سامي"
شارك في مسلسل "سوق الورق" من إخراج أحمد إبراهيم أحمد لعام 2011، يروي المسلسل حكاية الفساد في الجامعات، ويتطرق إلى معاناة الطلاب مع بعض الأساتذة الفاسدين.
وقدّم باسل خياط مسلسل "الأخوة" عام 2014 ، الذي يُعد تعاونًا عربيًا من ثلاثة مواسم من إخراج كلٍّ من سيف الدين سبيعي وسيف الشيخ نجيب. لعب باسل خياط دور أمير، أحد الأبناء الخمسة الذين تبناهم فريد نوح غير القادر على الإنجاب، لكن يتضح لاحقًا أنّ لديه ابنةٌ ووريثةٌ شرعيةٌ لأملاكه.
حقّق له دور "عادل" في مسلسل "عشق النساء" من إخراج فيليب أسمر وتأليف منى طايع نجاحاً كبيراً، وهو مسلسل درامي رومانسي مستوحى من قصةٍ حقيقية، دارت فصولها في تسعينيات القرن الماضي في لبنان. عالج المسلسل من خلال علاقات حبٍّ متنوعة معضلاتٍ تشغل مختلف مجتمعاتنا العربية اليوم كالعنف الأسري، العنف ضد المرأة، والإدمان على المخدرات في المدارس والجامعات.
كما حقّق شهرة كبيرة في مصر، من خلال مسلسل "الرحلة" بشخصية الدكتور أسامة المركبة والصعبة، التي أجهدته أثناء التحضير لها على المستوى النفسي.
وأشار باسل خياط في إحدى المقابلات أنه حين خلع ملابس الدكتور أسامة شعر أنه ترك إنساناً عاش معه فترة وتركه، ولفت الى أن حرفيته تجعله يينفصل كلياً عن الشخصية قبل العودة الى المنزل، خصوصاً أن أحياناً تكون الشخصية خطيرة، لكن أثناء تأديته للشخصية غالباً ما تؤثر عليه، وتجعله يفتح صناديق سوداء في حياته كان قد اتخذ قراراً في إقفالها.
ولعب دور "عتبة بن الأكتم" في المسلسل التاريخي "أوركيديا" من إخراج حاتم علي عام 2017، وعالج المسلسل قصصًا تتضمن حروب الممالك وأطماع الحكم والنفوذ والثأر والاجتياح والكرّ والفرّ في مفاصل الدولة والنزاعات مع الداخل والخارج.
وفي رمضان 2018 لعب دور البطولة في مسلسل "تانغو"، وجسد شخصية "عامر الباشا".
وفي رمضان 2019 قدّم باسل خياط مسلسل "الكاتب" الى جانب الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة في شخصية يونس جبران، وهو دور معقد ومركب يحاول أن يخدع المشاهد ويخبئ خفايا شخصيته.
باسل خياطالنجم
مثّل باسل خياط في العديد من الأفلام والأعمال العربية، ومنها فيلم "الشياطين" لعام 2007، وهو فيلم مصري من إخراج أحمد أبو زيد، وفيلم "الليل الطويل" لعام 2009، من إخراج حاتم علي. تمّيز الفيلم بجرأته في عرض الواقع السياسي المحلي والعربي المعاصر في المجتمعات العربية، والعديد من الأفلام الأخرى التي ساهمت في إيصاله الى العالمية.
أما في عالم المسرح، فقد شارك في العديد من المسرحيات مثل، "عشاء الوداع" و"لن يكون" و"ألو تشيخوف"، ومسرحية "سيلينا" عام 2008.
باسل خياطالمغني
يركز الممثل باسل خياط على موهبته في التمثيل، لكن ما لا يعرفه إلا المقربين فقط منه أنه يحب الزجل والغناء، وقد أظهر هذه الموهبة في أحد البرامج التلفزيونية، حين رحّب مقدم البرنامج بباسل على طريقة الزجل، معبّراً عن عدم قدرتهما على اللقاء، بسبب انشغالهما في التصوير، ليرد عليه باسل: "يا باسم الطول ويا ميجانا .. يا باسم ياخور شو بحبك أنا"، وأشار باسم الى أن صوت باسل جميل جداً.
باسل خياطوعمليات التجميل ومرضه النادر
كشف باسل خياط أنه لم يجر يوماً عمليات تجميل في وجهه، إنما نصحه طبيبه التجميلي الخاص بأن يجري عملية لفكه السفلي ليصبح متناسقاً أكثر مع وجهه، وكانت هذه العملية الوحيدة التي أجراها باسل في وجهه.
وتحدّث أيضاً أنه أصيب بحمى بحر الأبيض المتوسط، وهو مرض نادر جداً لا شفاء تاماً منه، وأنه يأخذ علاجه في الفترة التي تظهر فيها أعراض المرض في المفاصل والبطن وصداع في الرأس، لكنه إستطاع أن يتعايش معه.
كما أشار في أحد لقاءاته الى أنه يزور الطبيب النفسي، حين يشعر بأمور غريبة لا يعرف عنها من أجل الإطمئنان على صحته النفسية، خصوصاً بعدما شعر بالحزن حين إنفصل عن إحداهنَّ، وأكد أنه لا عيب في زيارة الطبيب النفسي وهذه النظرة يجب أن يتجاوزها المجتمع الشرقي، الذي يعتبر أن زيارة الطبيب النفسي هي فقط للمجانين.
حياةباسل خياطالشخصية
جمعت باسل خياط علاقة حب مع الممثلة التونسية هند صبري دامت عامين ونصف، بعدما تعرف عليها في المهرجانات السينمائية، لكن بعد إنتقاله للإستقرار في القاهرة عام 2005 لتصوير فيلم "باب الشمس" تعرف إليها أكثر، وأعلنا عن خطبتهما لكنها لم تُكلل بالزواج/ وصرّح في إحدى مقابلاته أن غيرته عليها أدّت الى انفصالهما وفسخ خطوبتهما، معتبراً أنه من الخطأ أن ينجح زواجهما ويتقف عمل واحد منهما، وكان ذلك سيرتب عليها الإقامة معه في سوريا، أو أن ينتقل الى مصر من أجلها ففضل الإنفصال.
وتزوج لاحقًا من ناهد زيدان إمرأة سورية من خارج الوسط الفني، وأنجبت منه طفلا إسمه "شمس"، وقال باسل خياط عن زوجته إنّها إمرأةٌ ذكيةٌ وعفوية إستطاعت أن تدخل قلبه.
وعن دوره كأب قال في مقابلة تلفزيونية إنه يتمنى أن يكون أباً صالحاً، وإعترف أنه أناني في حياته ولديه حساسية مفرطة.
وقد ظهرت وجهات نظره تجاه المرأة وقضايا المجتمع وغيرته وعصبيته الزائدة في أحد البرامج، الذي شارك فيه كعضو أساسي الى جانب أحمد فهمي وكريم فهمي، ويستضيفون في كل حلقة فنانة أو ممثلة لمعالجة قضايا إجتماعية، تشكل نزاعاً بين المرأة والرجل في المجتمع، وقد لعب باسل خياط في البرنامج دور الشخصية المستفزة.
جوائز ومهرجاناتباسل خياط
فاز باسل خياط خلال مسيرته الفنية المميزة بالعديد من الجوائز، كما شارك بالعديد من المهرجانات مثل المهرجان الدولي الفرنسي آفينيون، ومهرجان قرطاج في تونس.
وحاز على جائزة الموريكس دور عن جائزة أفضل ممثلٍ عربي، عن دوره "عادل" في مسلسل "عشق النساء" عام 2015، ووشارك كعضو لجنة تحكيم في مهرجان أفلام السينما والأطفال والشباب عام 2019.
