يقام في مدينة بعلبك هذا العام، سمبوزيوم بعلبك الدولي الاول في لبنان، وللتعرف عن كثب على هذا الحدث المميز، كان لموقع الفن حديث مع رئيسة جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت السيدة ديما رعد، رئيسة هذا الملتقى.
منذ متى تُعِدّون لهذا الحدث؟ ولماذا تقيمونه في بعلبك تحديدا؟
نُعِدّ لهذا الملتقى منذ سنة ونصف، واخترنا ان نقيمه في منطقة بعلبك بسبب اهمية هذه المدينة ولكي نقول للعالم ان في بعلبك ولد عدد كبير من الشعراء والادباء مثل شاعر القطبين خليل مطران والرسام رفيق شرف وكركلا وغيرها من الاسماء الكبيرة، والفن فيها لا يقتصر فقط على الغناء والرقص وان تكون المهرجانات فقط للتسلية بل انها ذات رسالة ثقافية ايضا، وحان الوقت لكي نضيء على هذا الوجه الثقافي الحضاري لهذه المدينة والاضاءة على اشخاص توجد في داخلهم طاقات ابداعية ونحن نُوجِد لهم المساحة لاخراج هذه الطاقة. نحن مع كل ما يُنمّي هذه المدينة ويكشف عن وجهها الثقافي والحضاري وللمهرجانات على تنوّعها بالطبع دور كبير في ذلك.
كيف تم اختيار المشاركين؟
الاسماء العالمية التي اخترناها هي في الاساس ذات شهرة في هذا المجال وتشارك في نشاطات عالمية من هذا النوع، ونحن اخترنا هذه الاسماء الآتية من فرنسا وايطاليا والمكسيك والارجنتين والشرق الاقصى ومصر وفلسطين وسوريا وغيرها من البلدان، لتزور لبنان وتتعرف على بلدنا وتقيم عندنا طوال مدة السمبوزيوم من 24 وحتى الـ 9 من شهر ايلول. لقد نسّقنا معهم منذ سنة تقريبا، لكي نكون ضمن أجندتهم وأكدنا لهم الامر منذ أربعة اشهر حين تم تأمين المكان الذي سنقيم عليه الملتقى.
وأين سيكون هذا المكان؟
خلف قلعة بعلبك، في ارض تابعة الى مبنى اتحاد بلديات بعلبك، مساحتها حوالي 20 الف متر مربع، وفور معرفة المكان، بدأنا بإعداده ليناسب هذا الحدث، ان من حيث استقدام الصخور المناسبة للنحت والتي يبلغ ارتفاعها 3 امتار، او تأهيل الارض وزرع الورود ونصب الخيم وتأمين كل ما سيحتاج اليه المشاركين فيه وما يجعل الزوار يستمتعون في جولتهم في أرجائه.
وماذا سيتضمن؟
كل مشارك ستكون له مساحته على امتداد اكثر من اربعة امتار يعرض فيها عمله، والاهم انه سيعمل على منحوتته الخاصة، والعمل على منحوتات يبلغ ارتفاعها 3 امتار وضخمة جدا، ليس بالامر السهل ولهذا السبب سيتطلب الامر 17 يوما من العمل على كل منحوتة، ويقدر ثمن كل منها عند انتهائها بما بين 300 و400 الف دولار اميركي.
والجدير ذكره ايضا، انه ستكون هناك مساحة لمن يرغبون بالحضور للتفرج والتفاعل مع الفنانين اثناء عملهم وايضا من يحبون ان يرسموا يمكنهم ذلك مباشرة في المعرض وفي ختام فاعليات هذا الحدث، سوف نقيم معرضا لهذه اللوحات، من يريدون اخذها يمكنهم ذلك ومن يريدون عرضها الامر يعود اليهم، وهدف المشاركات من هذا النوع، ان يكون هناك تفاعل بين الفنانين اللبنانيين والاجانب.
وايضا، سيكون هناك ميني سمبوزيوم من عمر 5 سنوات وحتى 13 سنة، محترفات للاطفال، سيراميك ورسم وغيرها، والهدف منه إشراك الطفل بطريقة عمل الفنانين وكيف تمكنوا من ان يصبحوا عالميين. وذلك كنوع من تهيئة الطفل لرؤية فعلية وقراءة اللوحة والمنحوتة والتعلم على كيفية فهمها منذ الصغر لان ليس في لبنان متحف فنون للاسف.
وأين ستُعرض المنحوتات بعد انتهاء فعاليات الملتقى؟
سوف تُترك في الساحات العامة في مدينة، بعلبك، واذا اصبح هذا الحدث من النشاطات المُقامة سنويا، فسوف نملأ مدينة بعلبك بهذه المنحوتات الفنية الجميلة، وسوف تكون جاذبا سياحيا كبيرا، يدعم هذه المدينة التاريخية العريقة التي نسعى جاهدين الى اظهار هذا الجانب منها. هي الراسخة في التاريخ من الفينيقيين فالعصر الاسلامي والبيزنطي وصولا الى العهد الروماني، هي التي صمدت امام خمسة زلازل ولم تتزعزع، دورنا ان ندعمها ونُري العالم قيمتها الكبيرة التي تجعلها احدى اهم الدول التاريخية.
من اين تحصلون على الدعم المادي لاقامة ودعوة اسماء عالمية للمشاركة في هذا الحدث؟
يمكن القول ان وزارات الثقافة والسياحة والاعلام تقدم كل الدعم المعنوي، وهناك دعم جدّي من وزارة الخارجية وايضا من وزارة الزراعة اما الدعم الاكبر فلإتحاد بلديات بعلبك الذي يتكفل بربع التكاليف تقريبا، ورئيسه السيد نصري عثمان لا يوفر اي جهد لدعم هذا الحدث، كما قدم لنا عددٌ كبيرٌ من ابناء المنطقة الدعم والمساعدة كل بحسب مهنته وامكانيته، فقدم صاحب فندق مثلا الاقامة للمشاركين، والبعض قدم الطعام والبعض الآخر النقليات والمياه وايضا بطاقات السفر، ابناء بعلبك كانوا معطائين لدرجة كبيرة وكذلك الهيئات الثقافية التي تقدم دعما معنويا واعمالا تطوعية، اضافة الى اعتمادنا ايضا على " التروكات".
كم عدد المشاركين؟ ومن هم؟
يضم السمبوزيوم 9 نحاتين و9 رسامين وكلهم من دول غربية وعربية اضافة الى اثنين لبنانيين. وهم:
فرانسيسكو كارديناز مارتينيز من المكسيك، شربل فارس من لبنان، لطفي رُمحين من سوريا، زاو لي من الصين، بسام كيرلس من لبنان، شهريار ريزاي من ايران، خالد زكي من مصر، رافايل مانوكيان من ارمينيا، لاورا ماركوس من الارجنتين، فابريزيو دييسي من ايطاليا، حمزة بونوا من الجزائر، ماي لاشاوري من جورجيا، ايمانويل بودان من فرنسا، ارا شاهوميان من ارمينيا، محمود شوبر من العراق، تيسير بركات من فلسطين و ليلى سلماوي من تونس.
وفي الختام، تمنت السيدة رعد ان يكون هذا السمبوزيوم الدولي الأول، فاتحة خير على مدينة بعلبك لتنعم بما تستحقه من انماء واهتمام وانتشار وخصوصا في ظل الامان الذي باتت تنعم به والذي يشعر فيه الزوار الذين يقصدونها من كل مكان وفي اي وقت.