مشوارها الفني مليء بالتفاصيل التي من الطبيعي أن تؤدي لصناعة ممثلة متميزة ومختلفة من خلال شريط من الأدوار التي بدأت بنمطية لنظرة بعض المخرجين لملامحها البريئة ولكنها تمردت على نفسها وقدمت الكثير من الأدوار المختلفة والتي نقلتها الى اماكن جديدة في التمثيل، ومما لاشك فيه أن وقوفها أمام ممثلين من الكبار أمثال يحيى الفخراني أفادها كثيرا.
. هي الممثلة يسرا اللوزي التي تتحدث لـ"الفن" عن مشاركتها الأخيرة في رمضان بمسلسل "بالحجم العائلي"، وعن السينما وإبنتها وخصوصية حياتها وطموحاتها ومواهبها الأخرى الخفية، ولماذا لم تربط بينها وبين عملها بالتمثيل وتفاصيل أخرى كثيرة في اللقاء التالي:
في البداية، متى تابعتِ أصداء مسلسل "بالحجم العائلي" الذي شاركت في بطولته، خصوصا أن تصوير المسلسل إستمر حتى الايام الأخيرة من رمضان؟
بدأت في متابعة أصداء العمل عقب إنتهاء عرضه بعد شهر رمضان، وعند عرض العمل، كنت أصور مشاهدي فيه لساعات طويلة كل يوم، والحمد لله الأصداء التي وصلتني طيبة للغاية وغالبيتها كانت تصب في الجو العام للمسلسل، البعيد تماما عن مشاهد العنف والأكشن، لاسيما وأن الجمهور كان يرغب في مشاهدة مسلسل خفيف وقريب من الناس بالكوميديا يتميز بالجو الهاديء.
دورك في "بالحجم العائلي" يمثل إبتعادا عن أدوار البنت البريئة والملامح الهادئة للشخصية، هل هذا هو سبب قبولك للعمل؟
مما لاشك فيه أن الدور عامل أساسي في قبولي العمل وهو إبتعاد بالفعل عن أدوار الفتاة البريئة، اضافة الى أن وجود الممثل الكبير يحيى الفخراني كفيل أن يجعلني أنا أو غيري نقبل العمل، فلقد سبق وتعاونت معه في "دهشة" وأحببت ان أُكرر هذا التعاون، كما ان وجود مخرجة كبيرة ومتميزة مثل هالة خليل شجعني أيضا وكذلك فريق العمل كله، ودور "هدى" الذي قدمته في العمل لا يمكن رفضه، ولقد قلقت من الدور لأنه جديد عليّ ولكنني تخطيت ذلك بالجلوس مع المخرجة هالة خليل والتحضير للشخصية والوقوف على تفاصيلها.
وهل تمت الإستعانة بـ"باروكة" من أجل دورك في "بالحجم العائلي"؟
تمت الإستعانة بها بسبب قيامي بقص شعري لتعرضه للتلف عند تصويري مسلسل "عائلة الحاج نعمان" ولم يكن هناك وقت كي ينمو الشعر من جديد فقمنا بالإستعانة بها، ولكننا وجدنا أنها رسمت ملامح بريئة ومغايرة لطبيعة شخصية "هدى" التي لابد أن تظهر عليها الجدية والصرامة، فوجدت المخرجة هالة خليل أنه من الأفضل الظهور بدونها والأمور صارت بالشكل الصحيح، وألغينا فكرة الإستعانة بـ"باروكة".
وما المختلف في الوقوف مرتين أمام الممثل الكبير يحيى الفخراني؟
لم يختلف إطلاقا في روحه الطيبة التي تطغى على الكواليس، وسعادتي بالتعاون معه من جديد ازدادت وكنت أتمنى أن يحدث هذا التعاون من جديد بعدما شاركت في "دهشة" منذ سنوات، وأفضل ما يميز اعماله مناقشتها لقضايا مهمة تحمل رسائل مجتمعية هامة تتم مناقشتها بشكل هادئ وراقٍ قد يحمل في تفاصيله الكوميديا والروح الخفيفة للعمل، من دون الإعتماد على الكوميديا الخالصة، وأهم ما في الأمر أن أعمال هذا النجم الكبير تعيش طوال العمر.
وكيف تعاملتِ مع فكرة التصوير بمدينة ساحلية وهي "مرسي علم" والإبتعاد عن الأسرة لأسابيع طويلة؟
الأمر كان صعبا لأسباب عديدة وهي تواجدنا لأسابيع طويلة أثناء تصوير هذا العمل، والجميع كانوا بعيدين عن أسرهم، ولكن هناك من يقف ورائي ويدعمني ويدعم حضوري ونجاحي وعلى رأسهم زوجي ووالدتي ووالدي، وإبنتي كانت تحضر أحيانا بصحبة والدها للتصوير وكنت أحصل على أجازة سريعة للقاهرة وأعود مُجددا خلال ساعات، وفي الوقت نفسه كنا نصور في درجات حرارة عالية ولكن الكواليس كانت جيدة برغم ما واجهناه من صعوبات أثناء فترة التصوير.
ولماذا شاركتِ بمسلسل واحد هذا العام؟
لا أحب الظهور بأكثر من عمل في موسم واحد، قمت بذلك مرة واحدة العام الماضي لاقتناعي بإختلاف تفاصيل الدورين تماما، ولكن هذا العام لم أكن أستطيع التصوير والتنقل بين عملين في وقت واحد. خصوصا أن دوري في "بالحجم العائلي" كان يحتاج الى تركيز وتفرغ كبيرين، فضلا عن تصوير المسلسل بمدينة "مرسى علم" وهي بعيدة كثيرا عن القاهرة.
وماذا عن السينما، هل من جديد؟
ليس هناك من جديد لديّ في السينما حاليا. هناك بعض الأعمال التي عُرضت عليّ مؤخرا وإعتذرت عنها لأنها لم تناسبني ولم أجد نفسي فيها، وهذا لا يعني أن مستوى السينما ضعيف بل ما يُعرض عليّ لم يكن مناسبا، ولا شك في أن تطورا كبيراحصل في مستوى السينما خلال السنوات الأخيرة وهناك أفلام متميزة حققت نجاحا كبيرا مؤخرا.
هل تميلين للسينما أو الدراما أكثر؟
لا أميل لطرف معين ولكن السيناريو والعمل المتميز هما الميزان لهذا الأمر بالنسبة لي، أنا أحب أن أُقدم أعمالا سينمائية ودرامية بإقتناع شديد لأنني لا أتواجد لمجرد التواجد، وطوال سنوات لم يجذبني سيناريو جيد للسينما ولهذا حضرت على صعيد الدراما أكثر، وبشكل عام أحب أن أقوم بعمل يوازن بين ظهوري هنا وهناك.
لديكِ الكثير من المواهب المتعلقة بالفن، لماذا لم تستغليها في أدوارك وأعمالك الفنية؟
هذا يكون على اساس الدور الذي يتم عرضه عليّ، والأمر ليس قائما على المواهب الأخرى الموجودة بداخلي وحسب إنما يكون على أساس ما يُعرض عليّ، وأنا أتمنى تقديم أدوار لها علاقة بدراستي للباليه والمواهب الأخرى الموجودة لديّ.
بعيدا عن حياتك الفنية، هل تفرضين سياجا من الخصوصية على حياتك الأسرية وخصوصا إبنتك "دليلة"؟
عملي لا علاقة له بحياتي الاسرية ولا أحب أن أتحدث عن أسرتي أو أظهر إبنتي في العلن ولا أريد أن يؤثر عملي في الفن على خصوصية حياتي، لذلك لا أحب أن أقحم إبنتي بعملي بل أتركها تعيش حياتها بشكل طبيعي مثل بقية الأطفال.
وفي النهاية..ما هي الطموحات التي تسعين لتحقيقها في عملك وحياتك الخاصة؟
لديّ الكثير من الطموحات التي أسعى لتحقيقها، فأنا أحب أن أُقدم أدوارا فنية كثيرة تكون مختلفة عما سبق وظهرت به، وأتمنى النجاح والإستمرارية فيه، إلى جانب أنني أطمح الى تربية إبنتي بأفضل شكل ممكن وأن تكون حياتي مستقرة، وأمضيت أجازة مع زوجي وإبنتي وعائلتي بعد إنتهاء ماراثون رمضان وحصلت على قسط من الراحة كي أستكمل نشاطاتي الفنية بشكل صحيح من دون ضغوطات خلال الفترة المقبلة.