هو النشيد الوطني اللبناني، الذي يجمع كل اللبنانيين بمختلف إنتماءاتهم الحزبية، هو النشيد الذي يصف بكلماته عظمة هذا البلد، ويختصر بلحنه العز والمجد لوطن أبى أن ينكسر، بالرغم من كل الضربات التي تلقاها من هنا وهناك.
بمناسبة مرور 91 عاماً على إقرار النشيد الوطني اللبناني، أقامت لجنة تكريم رواد الشرق إحتفالاً تكريمياً، وأحيت ذكرى رائدي النشيد رشيد نخلة ووديع صبرا، مساء يوم الخميس، في الجامعة اللبنانية الدولية في سن الفيل، برعاية وزير الإعلام ملحم الرياشي، غناء سامي كلارك، لور عبس وشادي عيدموني، عزف الأوركسترا الهارمونية الوطنية التابعة لموسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة المقدم أنطوان طعمة، بحضور العقيد فرنسوا رشوان ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، النقيب جوزيف نداف ممثلاً مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، ورؤساء بلديات وإعلاميين، كما وأقيم للمناسبة معرض لنخبة من الفنانين التشكيليين.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه تقرير مصور عن النشيد وكاتبه رشيد نخلة وملحنه وديع صبرا.
وأطلت مقدمة الحفل الزميلة الراقية وداد حجاج وقالت :"في هذا الصرح الثقافي الشامخ، الجامعة اللبنانية الدولية، نفتتح ليلة مضيئة رصدتها لجنة تكريم رواد الشرق لمناسبة مرور 91 عاماً على إقرار النشيد الوطني اللبناني وتكريم رائدي النشيد رشيد نخلة ووديع صبرا".
وأضافت :"في حضرة الكلام عن نشيد قلبنا، النشيد الوطني اللبناني، تكون لحظة صدق لبناني وخياراً محسوماً لمعنى رحلة إرتباط الآباء بالأجداد بالآباء والأجداد في لبنان، الذي نتقاسم وجع الإنتماء إليه جميعاً، فما كان منا، ولا يكون لأبنائنا إلا هذا الموقف من الحب والوفاء والتكريم".
رئيس لجنة تكريم رواد الشرق أنطوان عطوي قال إنه من وجهة نظره، لدينا بَعد في لبنان أرز الرب والجيش اللبناني والنشيد الوطني، وأي مغترب لبناني لو عاش 20 عاماً في الخارج ولم يحفظ نشيد الدولة التي يعيش فيها لا يمنحونه الجنسية، حتى لو كان صيته حسناً وقام بأمور جيدة، وقال :"نحن نعد مشروع قانون لنقدمه من خلال وزارات مختصة، وعلى رأسها وزارة التربية ووزارة الثقافة ووزارة الإعلام، وبدورها الوزارات ترسل الملف إلى مجلس الوزراء، وربما يكون هناك شيء في مجلس النواب، وذلك ليصبح لدينا عيد للنشيد الوطني اللبناني، كما لدينا مشروع قانون سنقدمه لوزارة التربية لتتخذ قراراً ليصبح النشيد مادة أساسية في المنهج التعليمي".
وتابع قائلاً :"والمشروع الثالث هو القيام بطباعة منشورات وcd وdvd وغيرها للنشيد الوطني وطريقة تعليمه، وندخل من خلالها إلى كل بيت ومؤسسة تربوية وفي كل مكان، وحتى توزيعها إلى دول الإغتراب، وإذا لن نكون هكذا شعب، فأنا خائف على لبنان".
وتحدث مدير الجامعة اللبنانية الدولية الدكتور كابي خوري وقال :"تتشرف الجامعة اللبنانية الدولية بإستضافة هذا الحفل التكريمي بمناسبة مرور 91 عاماً على إقرار النشيد الوطني اللبناني، كان ذلك في العام 1926، حين تفوق أمير الزجل رشيد نخلة في إيجاد نشيد جامع لمختلف النزاعات في الوطن الواحد، محققاً ما يهدف لتحقيقه نشيد كل دولة في العالم، شحن الروح المعنوية لأفراد الشعب وجمعهم على هدف واحد، ودعوتهم إلى التمسك بالهوية وحماية الوطن".
وأضاف :"ماذا بقي بعد 91 عاماً من هذه الأهداف؟ أين نحن اللبنانيون كافة كباراً وصغاراً، أصحاب مراكز ورجالات دولة، أين نحن اليوم من نشيدنا؟ من أرزنا الخالد ومجدنا الضائع؟ أين نحن من لغة نشيد لم ندرك معناها ولا لفظها؟".
مدير عام وزارة الإقتصاد والتجارة علياء عباس قالت :"إن النشيد الوطني ليس مجرد كلمات تقال أو لحن يعزف، إنما هو عنوان ورمز للهوية الوطنية، هو رمز السيادة الكاملة غير المنقوصة لتراب الوطن، هو صوت حر لضمير الوطن، هو تعبير رمزي عن الوطنية والإنتماء والولاء، هو عشق الأرض، وتجذّر الإمتداد الحضاري عبر فصول التاريخ، هو تعبير واحد يتفق عليه اللبنانيون جميعاً للإعراب عن إنضوائهم وإلتفافهم وتفانيهم بالحب والعطاء، والعمل من أجل رفعة ومجد وعزة الوطن وكرامته، ولسان حالهم يؤكد أنه لا يمكن التفريط أو التهاون في كل ما يمس هذا الكيان الشامخ في ضمائرهم، قبل قلوبهم وعقولهم".
مستشار وزير الإعلام أنطوان نجم قال :"عندما نتحدث عن النشيد الوطني، نتحدث عن أهم وأكثر المعزوفات نبلاً وأكثرها تأثيراً في الجماهير، لأنها تعني ما تعنيه من الفخر والشعور بالإنتماء والمواطنة، حين كنا منذ أيام في أجواء كأس العالم لكرة القدم، رأينا بعض اللاعبين، لا بل معظمهم، يبكون عندما يسمعون نشيدهم الوطني، لأن الكلمات والموسيقى تدخل إلى أعماقهم، وتجعلهم يتذكرون قصص وحكايات الأجداد حول كيفية حصولهم على إستقلالهم، ومعظم كلمات الأناشيد الوطنية تتضمن أحداثاً أليمة، وهذه التضحيات التي تجعل الأشخاص يشاهدون أمامهم تلك المشاهد التي حدثت أحياناً منذ مئات السنوات، وتصيبهم حالات نفسية فرحة أو محزنة، وبأغلب الأوقات يفقدون وعيهم حين سماعهم نشيدهم الوطني، ونشيدنا الوطني اللبناني يتضمن الكثير من هذه الأمور ولكن لأسباب أو لأخرى، فقدت الكلمات معانيها، ربما لفقدان الشعور بالوطنية، أو لعدم الإحساس بوقع كلمات نشيدنا الوطني التي تعلمناها في صغرنا".
وأطل الفنان سامي كلارك وألقى كلمة تحدث فيها عن أهمية النشيد الوطني اللبناني، وإستذكر حين كان يطل عبر شاشة تلفزيون لبنان في سبعينيات القرن الماضي في برنامج خاص لتعليم النشيد الوطني اللبناني، وغنى "تسلم يا عسكر لبنان"، أما الفنانة لور عبس فغنت "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" و"طلعنا على الضو...الحرية"، وغنى الفنان شادي عيدموني "كيف حالهن" و"بيقولوا زغيّر بلدي"، فأبدع الفنانون بأدائهم.
وفي ختام الحفل، أنشد الفنانون الثلاثة النشيد الوطني اللبناني بمشاركة الحضور.
موقع "الفن" عاد بهذه التصريحات الخاصة.
الفنان سامي كلارك :"بدأت بتعليم النشيد الوطني اللبناني منذ العام 1976، وهو الأساس مثلما نتعلم الأبجدية في المدرسة، وإن كان هناك من لا يعرف نشيد وطنه وعلم بلده ولا يعترف بهما ولا يكونان الأساس في نمط حياته الوطنية، فلا يكون لبنانياً، أنا لست متفائلاً كثيراً بالوطنية في هذا البلد لأن كل جيل يأتي يكون "أنزع" من الجيل الذي سبقه، ليس هناك تنشئة وطنية من المدرسة، المدارس لا تعتمد نظام رسالة، لازلنا في نفس الأمور".
وتابع قائلاً :"المسؤولية تقع على وزارة التربية، وعلى نقابة الفنانين أن تضبط الموضوع، ويجب أن يكون هناك برامج مخصصة في التلفزيون، كذلك طلاب الجامعات لا يعرفون النشيد الوطني،كل عام أكرر نفس الحديث وهو أن عليهم أن يبدأوا مع الصغار في المدرسة وينموا هذه الفكرة لديهم، ومن النشيد ينتقلون إلى العَلَم، ومنه إلى كل الأمور الوطنية".
الدكتورة لور عبس :"النشيد الوطني يجمع اللبنانيين على مختلف إنتماءاتهم، وهو مكوّن أساسي لهويتنا اللبنانية، ومن ناحية الكلام والموسيقى له علامة فارقة بين الأناشيد العالمية، أتمنى أن نتعمق كلنا في معانيه لنستطيع تحقيق ولو القليل من ما تمناه الشاعر، والسياسيون يتمنون ما تمناه، ولكن التحقيق يكون بشكل ضئيل جداً، ونحن علينا أن نسعى لنحقق معاني النشيد من خلال أعمالنا".
وأضافت :"في النشيد، هناك تركيز كبير على القول والعمل، وهذا يتطلب تضحيات من المواطن، كل بميدان عمله يجب أن يكون لديه القول بعد الدراسة، والتنفيذ بعد الخبرة ولا أن تكون تجربة، خصوصاً أنه على القيمين والمسؤولين على بلدنا أن يكونوا ضليعين في الأمور التي يديرون البلد من خلالها".
الزميلة وداد حجاج :"فخر لي أن أقدم هذا الإحتفال، فعندما يكون الموضوع متعلقاً بالوطن والجيش اللبناني وعَلَمنا وأرزتنا ونشيدها أكون حاضرة للتقديم، وأعتز بإطلالتي على مسرح الجامعة اللبنانية الدولية في هذا الإحتفال الكريم، وذلك بناء على طلب الأستاذ أنطوان عطوي، ونحن نلتقي تحت قبة جامعة، وعندما يقدم الإعلامي إحتفالاً على مسرح جامعة يكون هناك نكهة مختلفة تماماً، أنا سعيدة بالحضور الرسمي والشخصيات والأصدقاء والمواطنين الذين جاؤوا ليشاركونا في هذا الإحتفال".
وتابعت قائلة :"يجب أن يكون هناك عمل أكثر ليكون ليحفظ كل اللبنانيين النشيد الوطني اللبناني، وهذا يتطلب جهوداً مع عدة أطراف وليس من فريق واحد، مثل وزارة الثقافة ووزارة الإعلام والمجتمع المدني والجمعيات، ليتهم يهتمون بإقامة يوم معين لهذا النشيد، وخصوصاً للأجيال الجديدة، فأنا شخصياً أعرف الكثير من الأولاد الصغار الذين حفظوا موسيقى النشيد ولكنهم لم يحفظوا الكلام، وهذا خطأ، ودور العائلة وتحديداً الأب والأم مهم جداً، وعلينا إحترام النشيد لناحية تعليم الأولاد الوقوف عند سماعه، فالنشيد الوطني اللبناني هو رمزنا وفخر لنا".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا.