ولد جمال سليمان يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1959 في حي باب سريجة في دمشق في كنف عائلة مكونة من تسعة أشقاء.
عمل في طفولته في العديد من المهن من بينها الحدادة والنجارة والديكور وفي غسيل السيارات وفي الطباعة وهو في سن السابعة من عمره، بناءً على طلب والده، اعتقاداً منه أن العمل سيجعله رجلاً ويطوّر شخصيته باكراً.
عندما بلغ سنّ الرّابعة عشر اتّجه نحو الفن وأحبّ المسرح، وبدأ كممثلٍ هاوٍ وانتسب بعدها إلى نقابة الفنانين السوريين عام 1981 وتمّ فصله عام 2015 بقرار من نقيب الفنانين زهير رمضان، وإحالته الى المجلس التأديبي.
مشوار جمال سليمان الفنّي
بدأ مشواره عام 1974 واشترك مع فرقة من الممثلين الهواة تدعى "فرقة شباب القنيطرة"" وشارك في مهرجان مسرح الهواة المسرحية ثلاث دورات، الذي كانت تقيمه وزارة الثقافة السورية في السبعينيات.
دخل المعهد العالي للفنون المسرحيّة في دمشق وتخرّج من المعهد بدرجة جيّد جدّاً عام 1981 وخاض أولى تجاربه على خشبة المسرح في مسرحية "عزيزي مارات المسكين" عام 1985، وقدّم في هذه المسرحيّة شخصيّة (مارات) بعد حصوله على دبلوم في مناهج إعداد التمثيل، وبسبب تفوّقه الدّراسي أرسل في منحة دراسيّة إلى بريطانيا لمتابعة دراسته هناك، ونال الماجستير في الدراسات المسرحيّة قسم الإخراج المسرحي من جامعة ليدز عام 1988، ثمّ عاد للعمل كأستاذ لمادّة التّمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحيّة وكممثل محترف في السينما والتلفزيون، ولعب الشخصيّة الرئيسية في عدد وفير من الأعمال التلفزيونية، التي شكّل بعض منها علامات فارقة في رحلة الدراما السورية.
في مجال السينما، أدّى شخصيّة الدكتور "سعيد عوده" في فيلم المتبقي من إخراج "سيف الله داد"، ولعب دور شخصية "أبي فهد" في فيلم"الترحال" من إخراج "ريمون بطرس" وحصل على شهادة تقدير لهذيْنِ العمليْنِ.
جمال سليمان سفير الأمم المتحدة
عام 1996، تمّت تسميته كسفير لصندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، وفي عام 1998 شارك في التّحضير لانعقاد أوّل ندوة إقليميّة للإعلاميين العرب والمعنيين في الشؤون السّكانيّة بالتّعاون بين UNFA وIPPF، وبصفته سفيراً لصندوق الأمم المتحدة للسكان حضر اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتّحدة في العام 1999، المخصصة لمناقشة وضع السّكان في العالم بعد مرور خمسة أعوام على مؤتمر القاهرة للسكان، وفي نفس العام تمّ تكريمه من قبل مهرجان الشباب العربي المنعقد في المغرب.
ساهم في عدّة نشاطات إنسانيّة داخل سوريا وخارجها منها المشاركة في الحملة الخيريّة لمركز الأمل لأمراض السّرطان في مدينة عمّان والتي تمّت برعاية الملكة نور الحسين.
عام 2000، شارك في ندوة لسفراء الأمم المتحدة للنوايا الحسنة التي عقدت في جنيف. عام 2001 وبمناسبة زيارة بابا الفاتيكان إلى سوريا قام بصفته منتجاً فنياً بإنجاز سلسلة من الأفلام الوثائقيّة بعنوان "أعمدة النور" التي تتحدّث عن تاريخ المسيحيّة في سوريا ودور القديسين السّوريين في نشر المسيحيّة في العالم. عام 2015 عاد جمال سليمان للدراما السورية بمسلسليْنِ سورييْنِ من إخراج هيثم حقي والثاني من إخراج حاتم علي.
موقف جمال سليمان من الأزمة السورية
من أبرز المواقف التي أحدثت ضجة في الإعلام، موقفه من الأزمة السورية حيث أعلن عن معارضته للنظام السوري وتأييده للمعارضة في عام 2011 بعد أن كان أحد المؤيدين للرئيس بشار الأسد، الذي تبنّى مشروعاً إصلاحيًّا في بداية ولايته عام 2000، قائلاً إنه لو استمرّ في هذا البرنامج لدخل التاريخ السوري من أوسع أبوابه، إلا أنه فشل بذلك لأنه لم يستطع تزيين "الرتوش" في النظام القديم، ولم يتمكن من إزالته في الوقت عينه".
ومنذ اندلاع الأزمة، إنحاز بعض الفنانين لها، إلا أن الكثيرين ظلّوا متمسّكين بالنظام، عن هؤلاء قال:"لست ضدّ الفنان الذي يقف مع النظام، ولكنّني ضدّ الانتهازيين". وردّ على اتهامه بالخيانة والشراكة في سفك الدم، من قبل نقيب الفنانين السوريين لدى النظام، قال: "هذا الشيء لا أحترمه على الإطلاق، هناك فنانون لا يعتبرونها ثورة أساساً، هم يقولون إنها احتجاجات تمّ اقتصاصها".
بعد هذه التصريحات اضطرّ لمغادرة سوريا وتوجّه إلى مصر بسبب تعرّضه لتهديدات طالته وعائلته، وانضمّ بعدها للإئتلاف السوري للمعارضة لينسحب لاحقاً وبدأ يقدّم نفسه كمعارض مستقلّ لا ينتمي لأي حزب سياسي.
حياة جمال سليمان الأسرية
تزوج من الممثلة السورية وفاء موصللي لكنّهما انفصلا بعد ثماني سنوات، بعدها تزوّج من الإعلامية قمر عمرايا ولم يدم الزواج أكثر من أربعة وعشرين ساعة، في العام 2003 تزوّج من رنا محمد سلمان إبنة وزير الإعلام السوري السابق ولديه ابن واحد اسمه "محمد" ولد عام 2009.