إعتدنا مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي، أن تتحوّل أي ظاهرة إلى "تريند" بشكل سريع بين روّاد هذه المواقع.
أحداث غريبة قد يصادف وقوعها في حياتنا اليومية، ولا نتخيّل يوما ان تحظى بإنتشار واسع كأمور سبق ووقعت وأحدثت شبه انفجار عبر هذه الوسائل!
وقد شهدنا مؤخرا ظاهرة "غسّان" وهو الاسم الذي نادت به امرأة احدهم أمام كاميرا أحد المراسلين من دون قصد، ليتبين أن هذا الفيديو يعود للعام 2013 وليس حديثاً كما يظن البعض، وكان أثناء إعداد القناة السويدية الرابعة تقريرا عن القدس، حين فوجئ المراسل Stefan Borg بإمرأة تنادي بالعبرية "هرتسل" وليس "غسّان" كما ظنّ الآلاف!
نحن مع أن نُضحِك المتابعين من خلال تقليد المرأة في الأيام الأولى من انتشار هذا الفيديو، وتقليده والتعليق عليه، وحتى تصوير فيديو مشابه له بطريقة كوميدية، لكنّنا ضد ان تتحوّل إلى موضة تصيبها المغالاة وتحوّلها من نهفة تدعو الى الضحك الى نكتة سخيفة جعلها التكرار والتركيز عليها مملة.
وعلى ما يبدو أن هناك بعض الشخصيات الفنية التي تحاول دائما أن تتماشى مع كل ما هو "تريند" من أجل كسب نسب مشاهدة ولفت انظار المتابعين لا أكثر. ومع ذلك لم ينجحوا بخطتهم، فتعرضوا للعديد من الانتقادات باعتبار أن هناك أمورا أهم من ذلك يجب تسليط الضوء عليها، أو بالأحرى، أن يحاولوا جذب المتابعين من خلال أعمال مميزة يطلقونها.
ربما حالة "غسان" هي حالة سخيفة، لكنّها في المقابل عكست مدى قوة مواقع التواصل الاجتماعي بتسليط الضوء على امر معين بشكل كبير وبسرعة قياسية، ما يدعو محبي التحكم بقرارات المتابعين وخصوصا المشاهير منهم الّذين يمثلون شريحة ضخمة من الجمهور، والذين تغريهم نسب المشاهدة الكبيرة التي يستقطبها فيديو معين فيستغلونه بأية طريقة ليستقطبوا هذا الاهتمام لانفسهم، ما يحوّل نعمة وسائل التواصل التي هدفها الاول والاخير هو سعة الاطلاع الى نقمة الاستغلال التي مل منها الناس وكأنهم باتوا سلعة يتلاعب بها كل من وجد نهفة تلفت انتباه الناس وتحثهم على مشاهدتها!