وجه تلفزيوني مألوف، لعب العديد من الادوار في الدراما اللبنانية وتميز باداء كاركتير الرجل القروي، كانت له اطلالة مميزة في مسلسل "كل الحب كل الغرام"، في موسم رمضان الفائت. الممثل المخضرم جوزيف ابي خليل، يسجّل عتبا على وزارة الثقافة والمنتجين في لبنان، وهو متفائل بالحركة الفنية في الدراما اللبنانية. موقعنا استضافه في هذا الحوار الصريح.
لأي مدى ساعدتك مهنة الصحافة في تأسيس كيانك في التمثيل؟
اولا ما بين الصحافة والتمثيل حالة من التوأمة والتلازم لأنهما مرتبطان ارتباطا وثيقا، انما في التمثيل تبقى الموهبة هي الاساس، ثم في ما بعد يأتي الاحتراف والمهنية، وعلى قول النجم فريد شوقي : ان لم تكن من بطن امك فنانا فعلى الفن السلام.
التنويع بالادوار، ماذا اضاف الى موهبتك كممثل محترف؟
الممثل المحترف و " الحريف " في فنه، يقدم كل الانماط والشخصيات وهذا واجبه الفني، وكذلك عليه التنويع والاجادة في طرح الشخصية بكل ابعادها النفسية والجسدية والا لا يكون ممثلا .
لعبت ادوارا عديدة، هل شعرت أن نوعية من الادوار تناسبك اكثر من غيرها؟
بالعكس، لعبت دور الشحاذ والمافيا والقروي والشرير والطيب وفي كل شخصية كنت اتفرد بادائها عن الاخرى. فمثلا في مسلسل "حنين الدم"، العب دور محامي، بينما في " كل الحب كل الغرام " لعبت دور المختار وشخصية كل منهما مختلفة عن الاخرى.
لماذا تنجح بأداء الشخصية القروية اللبنانية؟
ربما لان تعابير وجهي توحي بذلك.
هل الممثل الدرامي قادر على ان يكون ناجحا في الكوميديا؟
الكوميديا هي من اصعب الفنون وتتطلب معطيات معينة يتميز فيها الممثل الكوميدي لأن الفن الكوميدي الراقي يقوم على النص الكوميدي الجيد و الاحتراف في توظيف " القفشة " في موقعها. انا شخصيا لعبت كل الادوار وكنت موفقا بكل عمل قدمته لسبب واحد اني ادرس الكاركتير من كل جوانبه وأُحسن الاختيار، فلا تهمني مساحة الدور بقدر ما يهمني جوهره.
جوزيف ابي خليل من الممثيلين الذين حققوا حضورا في مصر، كيف تقيّم هذا الحضور؟
هذا صحيح، شاركت في العديد من الاعمال المشتركة ولديّ حاليا عمل مع الممثلة غادة عبد الرازق اسمه " الدولة ". الحضور بمصر يقوم على ثلاثة عناصر التمسك اكثر بهويتك اللبنانية، الحفاظ على نوعية اختيارك للادوار والالتزام بحرفية في مواعيدك. الحمد لله استطعت بكل تواضع كسب ثقة المنتجين والفنانين والمخرجين وأسست أرضية صلبة لحضوري في مصر.
ما هي اول خطوة تتخذها قبل الموافقة على العمل؟
اقرأ الشخصية لاكتشف ان كنت قادرا على التأقلم معها ثم أتعمق في تركيبتها وابعادها، فانا سريع التأقلم مع الدور اذا اعجبني وسريع الانصهار به، لهذا السبب اتمهل كثيرا قبل الموافقة.
ما هو رأيك بحضور الفنانيين السوريين على الساحة الفنية في لبنان ومشاركتهم في البطولات؟
بصراحة هذا الخليط خلق اختلالا بالموازين بالنسبة للعملية الحسابية فنيا، فقد ادى انبهار المنتجين في لبنان بالفنانين السوريين الى خلق ازمة اجور ضاغطة لم يكن الممثل السوري يحلم بها وبالتالي جاءت على حساب الممثل اللبناني الذي بات مغبونا في مكان ما.
يُحكى عن أجور خيالية لبعض النجوم؟
ليس كل ما يحكى بالاعلام حقيقة، فمثل هذه الارقام خيالية وليست حقيقية.
من المسؤول عن تدهور الفن في لبنان؟
بالدرجة الاولى وزارة الثقافة واهمالها للموضوعات الفنية الجادة، بعدها النقابة الفنية وللاسف النقابة عندنا مشرذمة ومقسومة، بينما في مصر لا يغادر الممثل الاجنبي قبل ان يدفع الضريبة على العمل الذي نفذه ووزارة الثقافة عندهم تدعم النشاطات الفنية .نحن بحاجة الى نهضة رسمية من الدولة بمؤازرة وزارة الثقافة للنهوض بالفن الى اعلى المراتب لانه لا ينقصنا شيء من الناحية الفنية .
لماذا الدراما السورية نجحت اكثر في الحارة الشعبية منها في المودرن؟
لان الحارة أرشفت التاريخ السوري وأعادت الصورة النضالية الى الواجهة وكانت حميمة بالنسبة للمشاعر الانسانية. جسدت الحارة في غالبية الاعمال حضارة سوريا، وانطلاقا من ذلك لاقت مثل هذه الاعمال رواجا عند المشاهدين.
برأيك، هل لدينا كتّابا قادرين على ابتكار نصوص لاعمار تجاوزت الخمسين من العمر؟
"ما في ممثل ما عندو دور مهما كان عمره"، لكننا في لبنان والوطن العربي لا نولي حياة الانسان ما بعد الخمسين الاهتمام الكافي وتصبح مجمل الادوار محصورة بدور الاب والجد ورجل الاعمال . للاسف في الغرب يتطرقون لنصوص تهم المتقدمين بالعمر وتعالج مشاكلهم وقضاياهم لان المنتجين عندهم يهتمون لمثل هذه القضايا.
جوزيف ابي خليل باختصار، الفن يحتل مساحة عريضة من حياتك؟
بالطبع، فهو الرئة التي أتنفس بها والملاذ الذي اهرب اليه من ضغط الحياة فيشعرني بالامن والامان.