من قلب بيروت ومن وسط ساحة النجمة، انطلقت الدّورة التّاسعة من مهرجانات جوائز البياف، لتكرّم نجوما من لبنان والعالم العربي والعالم. اختارت هذا العام تكريم الممثل المصري العالمي الرّاحل عمر الشّريف عن مُجمل أعماله في التّمثيل.
غصّت السجادة الحمراء بالنجوم، في ما غابت النّجمة اللّبنانيّة هيفا وهبي لأسباب صحيّة. الجميع صُعق بالخبر، حالة قلق سادت على الـ "Red Carpet"، النّجمة الرّئيسيّة لحفل البياف غابت عن الحضور، وهذه أول نقطة تسجّل ضدّ المهرجان.
بعد ذلك حاولنا إجراء مقابلة مع ضاهر كونه رئيس المهرجان، ليوضح لنا سبب غياب المكرّمة الرّئيسيّة، إلا أنّه تهرّب أكثر من مرّة منشغلا بضيوفه، مع العلم أنه أعطى عدّة مقابلات لمواقع أخرى، فالرّد على تساؤلاتنا جاء عندما تصفحنا مجلّة المهرجان الموزّعة على مقاعد الضيوف ولفتنا غياب صورة هيفا عن صفحاتها.
تسارعت عقارب ساعة ساحة النجمة حتى دقت معلنة انطلاق المهرجان بالنّشيد الوطني اللّبناني، تلاه التكريم الأساسي للراحل الممثل المصري العالمي من اصل لبناني عمر الشريف عن مجمل أعماله في السّينما والدّراما في مصر والعالم، محطات أرجعتنا إلى زمن الماضي الجميل.
بعد كلمة ضاهر، انطلق العدّ العكسي لتوزيع الجوائز، إفتتحت التّكريمات بجائزة للممثل التركي خالد آرغنش المشهور بدور السلطان سليمان في مسلسل "حريم السلطان" كأفضل ممثل عالمي، وانضمت إليه زوجته بيرغوزار كوريل وكُرّمت كأفضل ممثلة عالميّة وعبّرت بعفوية مطلقة بأنّها حرصت أن تكون إطلالتها برّاقة من أجل التألّق مثل النّجمات اللّبنانيّات بإعتبار أنّهنّ يخترْنَ الفساتين البرّاقة وببساطة سألتهُنَّ: "هل أحبَبتُنّ فستاني اللّيلة"؟ وتابعت لتشكر المهرجان على التكريم بالقول :"وجودي هنا لا يقدّر بثمن، اللّغة واللّهجة ليسا معياراً للنجاح، إنّما المهم، كيف نوصل الكلمة".
من التمثيل الى السياسة، كرّمت الـ BIAF الدكتور غطّاس خوري بعد انتقاله من مهنة الطّبّ الى مجال السّياسة، ونوّه بالقطاع الخاص الذي يحرص على تكريم القطاع العام في خطوة لتعزيز السّياحة والثّقافة والفنّ، ودعي وزير السياحة افيديس كيدانيان لكنه لم يصعد الى المسرح من دون معرفة السبب.
كان للصحافة أيضا تكريم، للمذيعة الأجنبية وكاتبة الروايات رولا جبريل التي اشارت الى الصحافيين الذين يواجهون المشاكل لنقل اخبار النجوم والضحايا الذين يقومون بواجبهم ويتعرّضون لانتهاك حقوقهم.
كلمة جبريل جاءت مطابقة لما حدث معنا على Red Carpet المهرجان! مَرجلات بالجملة، دفع وتهديد، تخطّى الكلام الى الفعل من قبل إبن رئيس المهرجان، حيث كان لمراسل "الفن" أيضًا حصّةً من كل ذلك، فلحظة وصول الممثلة اللّبنانيّة ستيفاني صليبا والفنان المصري الشّعبي حكيم، الشّاهدَيْن على ما جرى، كان قد تجمّع الصّحافيون لاجراء مقابلات، فهاجم كاميرا فيديو "الفن" ودفعها بيده الى الخلف، وقال بعصبية للمصوّر "شيل كاميرتك من هون هلّأ"، كادت الكاميرا ان تسقط وتتحطم على الارض، فاستاء المصوّر من هذا التّعامل وطلب منه التحدّث بإحترام، فطلبنا منه أن يكفّ عن التّصرف بهذا الأسلوب مع الصّحافيين، وعدم التّعرض للكاميرا والمصوّر مرّة أخرى لأنّنا نقوم بواجبنا لصالح المهرجان وتغطيته بإحترام، وجاء الرّدّ صبيانيًّا بإمتياز وبنبرة كبرياء : "والله هلّأ منشوف شو رح بصير"! وتوارى عن الأنظار. اللّافت في هذه اللّحظة كان ردّ فعل الممثلة اللّبنانيّة ستيفاني صليبا التي بادرت الى تهدئة الجوّ وقالت :"روقوا بليز! روقوا خلص، إمْسَحوها بدقني".
وبالعودة الى أمسية التكريم، بادرة جيّدة أن يتمّ تكريم وائل كفوري بعد نجومية دامت ربع قرن من قبل الفنان اللّبناني ملحم زين والإعلامية جيسيكا عزار.
واعتبر ملحم زين أنه جاء ليكرمه لانه نجم ويتمتع بأخلاق عالية وأغنى المكتبة العربية بأعماله الفنية، وأضاف "محبتي له جابتني كرّمو اليوم" وشهدت هذه البادرة أوّل نقطة إيجابية في هذا المهرجان.
وقبل أن يغني وائل كفوري أغنيته الجديدة "أخدت القرار"، قال بطريقته الشعرية المعتادة :"أخدت القرار رح إبقى هون ومش ممكن فل من هون". نلفت الإنتباه الى ان الحشد الجماهيري من حول المسرح سارع لأخذ الصور مع وائل كعادته.
نقطة ثانية أيضا إيجابية في رصيد المهرجان، الفنانة التونسية لطيفة تكرّم الفنانة المصريّة أنغام الى جانب الإعلامي نيشان والاعلامية رشا الخطيب.
أثناء التقديم، اشتدّت اللّهجة بين نيشان من جهة، وذلك حين طلب من الحضور التصفيق للبرازيل، ولطيفة من جهة ثانية، حيث قاطعته بحزم طالبة التشجيع للفرق العربية أي تونس والسعودية ومصر. وفي خطوة غير مسبوقة غنّت لطيفة لأنغام على المسرح بعد مسيرة ربع قرن في الفن وإطلاقها أكثر من عشرين ألبوماً.
قالت انغام: "هذه ليلة استثنائية وانا أكرّم في بيروت من زميلتي في الدّراسة ولم أكن على علم بهوية من سيكرّمني".
وبمبادرة حسنة منها غنّت بدورها "احلى كلام" للفنانة لطيفة مباشرة على المسرح من دون موسيقى. كرّم المهرجان انغام وسلّمتها الجائزة فغنّت لطيفة مكانها Play Back وهذا أمر استغربه الحضور!! لماذا تغني لطيفة والتكريم لأنغام؟!
حازت الإعلامية ماغي فرح التكريم أيضا وتأثّرت عندما استرجعت ماضيها وحقيقة اكتشافها للخيبة في المنطقة والى اي اتجاه يتجه البلد، وفرحت عندما ادركت أن شعب لبنان يحب الناس ويقوم بالمهرجانات، واختتمت حديثها بقول لطاغور "ساعدني كي أقول كلمة الحق في وجه الاقوياء وان لا اقول الباطل كي انال تصفيق الضعفاء".
التكريم أيضا لصاحبة أغنية "Mr. Saxobeat" الكسندرا استان الرومانية، كأفضل نجمة عالمية، وللنجم اللبناني الأسترالي "FAYDEE".
وفي تحية الى كوكب الشرق أمّ كلثوم، غنّت الفنانة ريم الشريف أغنية "انا في انتظارك" بلوحة استعراضية ساحرة على طريقتها لاسترجاع تاريخ كلثوم الفني.
تكريم للممثلة والكاتبة اللّبنانية كارين رزق الله كأفضل ممثلة عن مجمل اعمالها في الكتابة والتمثيل، وقالت:"منجي عالدني لنقوم بتجربتنا ولما نمشي نكون تركنا شي ورانا". بدوره حاز الممثل اللبناني بديع ابو شقرا جائزة افضل ممثل.
واسترجع آخر مرة كان فيها متواجدا في ساحة الشهداء في التظاهرات عندما منع من الدخول الى ساحة النجمة واليوم هو على المسرح في ساحة النجمة حيث لا يستطيع أحد أن يمنعه وقال:"رح نبني متلما نحنا منحلم".
ستيفاني صليبا كرّمت من عاصمة مصر نجم الاغنية الشعبية المصرية الفنان حكيم ، الذي قال :"لبنان بلد عياش بحب الفرحة وانا من الناس يلي بيصنع الفرحة وباخذ الطاقة من بيروت عشان اصنع حاجة فرح فيها للناس". وأهدى هذه الجائزة للمنتخبات الرياضية العربية والكابتن محمد صلاح وغنى اغنية "حلاوة روح" من فيلم النجمة التي كان من المقرر تكريمها هيفا وهبي.
جاء تعليق هشام حداد كأفضل إعلامي كوميدي بوقع قوي حين علّق بكوميدية على خروج ألمانيا من المونديال، وأهدى الجائزة الى زوجته واولاده وأسرته واخواته والشعب اللّبناني "المعتر" لانه منهم صنع نفسه بنفسه وهو من الذين لم يرثوا شيئا من احد او بالوساطة، وقال :"يللي ورتان رزقة من دون كفاءة من بي او من بي مرتك فليذهب الى الجحيم".
واختتم باندريه ملفارين ابداع الفن في رسم اللّوحات حين كانت المقاعد أصبحت فارغة بأغلبيتها، أطلقت المفرقعات النّارية لإختتام الحفل بدلا من افتتاحه، التوقيت جاء متأخرا جداً وغير مناسب.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملا اضغط هنا