ممثلة مميزة، حفرت إسمها في بيوت المصريين والعالم العربي من خلال الدراما الرمضانية، وتميزت في السينما بأعمال كثيرة، وحققت نجاحا كبيرا وتألقت من بين بنات جيلها، وهذا الأمر يعود لإحساسها الفني العالي والذي تعتبره الميزان الذي تقيس به مدى إحساسها بهذه الأعمال ومن ثم تختار.
. هي الممثلة مي عز الدين التي تتحدث لـ"الفن" عن كواليس مسلسل "رسايل" وشخصية "هالة" وظهورها بالحجاب، وتكشف لنا عن موقفها من إرتدائه في الواقع وعن المعيار الذي تختار به أعمالها والسينما والأجور الخيالية والمنافسة وتفاصيل أخرى كثيرة في اللقاء التالي:
في البداية.. كيف كانت أصداء "رسايل" بالنسبة لكِ؟
أصداء المسلسل طيبة للغاية حتى من قبل بدء عرض المسلسل في رمضان وتلقيت ردود فعل إيجابية كثيرة بمجرد عرض برومو العمل قبل رمضان بأيام، فظهوري بالحجاب في العمل كان مفاجأة للجمهور وخصوصا لأنني لم أُقدم دورا مُشابها من قبل، اضافة الى أن أصدقائي وزملائي في الوسط الفني هنأوني على العمل وهذا أسعدني للغاية، فحين تُقدم عملا مميزا وتتلقى التهنئة من زملائك فهذا أمر مهم بالنسبة لي.
أصرّيتِ على تقديم شخصية "هالة بديع" بالحجاب وإخترتِ لوكا مختلفا.. لماذا؟
من أهم أهدافي لإرتداء الحجاب هو أن أظهر بدور الفتاة المحجبة الشيك التي يليق بها الحجاب، فالكثيرات من الفتيات لا يرتدين الحجاب لاعتقادهن أنهن سيظهرهن بمظهر غير جيد ولكن هذه ليست الحقيقة فقد ترتدي الحجاب وتظهر بأفضل شكل ممكن، والحمد لله تفاصيل الشخصية كلها بشكل عام نالت إستحسان الجمهور وهذا الامر أسعدني كثيرا.
ولماذا قررتِ الظهور هذا العام بمسلسل تشويقي يحمل الكثير من الأحداث المفاجئة؟
أُعجبت بسيناريو المسلسل منذ أن عُرض عليّ منذ ثلاثة أعوام وفضلت تأجيل تقديمه للظهور بأفضل شكل ممكن ولم أختر عملا آخر بديلا له لإقتناعي الكبير بقصة العمل وإعجابي بها، وهذا الأمر نابع من إحساسي العميق بشخصية "هالة" والعمل كله بشكل عام، والحمد لله نجحت في فكرة التشويق هذا العام، وفي النهاية النجاح كله بتوفيق من الله.
ولكن ألم يكن لنجاح الدراما التشويقية خلال السنوات الماضية دور في إصرارك على تقديم "رسايل" هذا العام؟
لا أعتقد ذلك، فظهور الدراما التشويقية وإنتشارها في مصر لم يكن منذ سنوات طويلة ولم أتجه لهذه النوعية منذ ظهورها بل فضّلت تقديم مسلسلات درامية تخصني وقريبة من أفكاري، كما أنني لا أحب السير على نمط معين بل إن التنويع في ما أُقدمه هو من أهم أولوياتي، وعندما شعرت بضرورة تقديم الدراما الكوميدية والرومانسية والإجتماعية، قررت هذا العام تقديم مسلسل تشويقي، وكل ما حدث كان من هذا المنطلق وحسب.
وما هو تفسيرك لشخصية "هالة" التي قدمتيها وخصوصا لناحية "الرسايل" التي تأتيها عن طريق الأحلام؟
هناك شخصيات قريبة من "هالة" في الواقع وقد تكون أكثر منها في الشفافية والهبة التي منحها إياها الله، حيث يمكن أن يبعث الله لها رسايل في أحلامها تدلها على ما سوف يحدث من أحداث، وأعتبر هذه الشخصية ليست خيالية مع أنها من خيال المؤلف، ولكن الدراما هي مزج ما بين الواقع والخيال.
وما موقفك من الحجاب في حياتك الشخصية؟
لا أمانع إرتداء الحجاب حين يشاء القدر لي ذلك، ولكن الفكرة تكمن في ضرورة إرتدائه عن إقتناع وحين أشعر بأنني سأكون قادرة على القيام بذلك والإستمرار فيه.
وما رأيك في حجاب البعض والتمثيل فيه؟
كل شخص في هذا العالم لديه حرية مطلقة في ما يفعله ومن الضروري عدم التدخل في حرية الآخرين. كل شخص في الدنيا له طريقة تخصه وحده في التفكير ولا يمكن أن نحجر عليه في تفكيره.
تعاونك مع جهة انتاجية تقوم بتقديم العديد من الاعمال الدرامية في موسم واحد، ألم يقلقك؟
مسلسل "رسايل" هو التعاون الأول مع الجهة المنتجة ولم أقلق من أي شيء. فكل الإمكانيات المطلوبة لتقديم مسلسل ناجح كانت موجود منذ البداية، فضلا عن أن كواليس التصوير كانت تسير بشكل طبيعي ولم تكن هناك أية مشاكل وهذا الأمر أعتبره إيجابي للغاية في الصورة التي تصل للمنتج وتجعله يوجه أنظاره أكثر للعمل الذي يسير بشكل طبيعي من دون مشاكل، وفي الوقت نفسه كنت حريصة على معرفة كل التفاصيل الخاصة بمسلسلي للتوجه بالامور نحو الايجابية أو تعديل أي شيء يعود علينا سلبيا.
في ظل الأجور الضخمة والخيالية التي نسمع عنها كل عام، هل تشغلين نفسك بهذه الامور كنوع من أنواع المنافسة؟
لا أشغل بالي على الإطلاق بمثل هذه التفاصيل بل أركز فقط على تقديم عمل مميز يقدمني بشكل جيد من دون النظر لأجور غيري من الفنانات أو الحصول على أعلى أجر، وفكرة المنافسة نفسها ليست في الحسبان لأنني أنظر الى المنافسة مع نفسي فقط من دون الأخريات.
وكيف تختارين أعمالك، هل بإحساسك تجاهها أو بالمنطق والتفكير؟
أختار أعمالي بناء على إحساسي الداخلي وبعيدا من إقحام نفسي في تفكير طويل في ما أُقدمه، فأنا أختار الأعمال التي أجدها قريبة لي وأحسها قريبة مني وأُقدمها، ومن خلال خبرتي التي إكتسبتها من سنوات عملي في الوسط الفني، كما أن كل مرحلة لها تفاصيلها وخصوصا في ما يخص المزاج العام الذي أعيشه، فلو وجدت رغبة داخلية بتقديم عمل كوميدي أختار ما يناسبني من بين ما هو معروض عليّ، وهكذا ايضا بالنسبة للنوعيات الأخرى.
وهل إنتهائك من تصوير مسلسل "رسايل" قبل رمضان، سمح لكِ بمشاهدة بعض الأعمال المعروضة؟
بكل تأكيد.. هذا الأمر يحدث معي للمرة الأولى منذ سنوات، أن أنتهي من تصوير مسلسلي قبل رمضان، ما أشعرني براحة كبيرة وعدم تعرضي للضغوطات التي تعرضت لها من قبل، وبالفعل شاهدت الكثير من الأعمال ومن بينها "ضد مجهول" لغادة عبد الرازق وأعمال أخرى، والحقيقة أن مستوى الدراما مميز للغاية هذا العام.
وختاما، ماذا عن السينما؟
السينما عشق بالنسبة لي وأحبها كثيرا وليس هناك تقصير بالظهور السينمائي إنما كنت أنتظر تقديم عمل مميز يُقدمني بشكل جيد ومختلف عما ظهرت به، وحين وجدت ذلك في "فتفوته" وافقت عليه، كما أن هناك أعمالا أخرى معروضة عليّ في الوقت الحالي وسأختار من بينها في الأيام المقبلة.