غالبا ما يتطور مرض الزهايمر ببطء على مدى عدة سنوات. ويقول الخبراء إن المرض لا يظهر دائماً منذ البداية، لأن الأعراض يمكن أن تتداخل مع أمراض أخرى.
الأمر أكبر من فقدان مفاتيح السيارة ونسيان مكانها
مرض الزهايمر أكثر من مجرد نسيان الأشياء من حين لآخر. يمكن للجميع أن ينسى في بعض الأحيان مكان ترك كوب الشاي أو أسماء بعض الأشخاص. فنسيان الأشياء يمثل أيضا جزءا لا يتجزأ من الشيخوخة الطبيعية.
ولكن هذه الأمور ليست بالضرورة علامات على الإصابة بمرض الزهايمر، أو أي شكل آخر من أشكال الخرف.
لكن فقدان الذاكرة هو أكثر خطورة، وغالباً ما يكون واحدا من أولى علامات الإصابة بالمرض.
عادة ما تتأثر الذاكرة قصيرة المدى، مما يتسبب في نسيان الناس ما فعلوه قبل 10 دقائق أو نسيان حديثهم قبل دقائق.
ويمكن أن تؤدي مشكلات الذاكرة أيضا إلى أن يكرر الأشخاص ما فعلوه من قبل، أو عدم تذكر الأحداث التي وقعت مؤخرا أو مواجهة المهام اليومية المعتادة، مثل اتباع وصفة معينة أو استخدام بطاقة مصرفية.
صُنع كوب من الشاي
يمكن أن تصبح الأنشطة اليومية العادية، تحدياً في المراحل الأولى من مرض الزهايمر.
فمثلا صنع كوب من الشاي ليس معقداً ولا يتطلب الكثير من التفكير، ومع ذلك، يمكن أن يتحول إلى مهمة صعبة بسبب الزهايمر، مما يؤدي إلى معاناة الكثير من الناس لمعرفة ما يجب القيام به.
غالباً ما تكون التغييرات بسيطة ولا يمكن ملاحظتها، ولكنها قد تصبح شديدة بما يكفي للتأثير على الحياة اليومية.
وقد يلاحظ الشخص أو عائلته كم يعاني أثناء استخدام الهاتف أو أنه ينسى بانتظام تناول أدويته.
كما يمكن الأمر أن يتطور ليصبح هناك مشكلات في الكلام واللغة، مثل صعوبة إيجاد الكلمات المناسبة.
لماذا أنا هنا؟
التوتر والارتباك بسبب المكان الذي يوجد فيه الشخص وعدم معرفة السبب في وجوده هنا، هو علامة شائعة أيضا حول الإصابة بالزهايمر.
ويمكن أن يضيع الناس، لا سيما في الأماكن غير المألوفة، ويمكن أن يصبحوا مرتبكين في المنزل أيضا.
فعلى سبيل المثال، يمكنهم الصعود إلى الطابق العلوي، أو إلى غرفة أخرى ولا يتعرفون عليها.
يمكن أن يعني الارتباك عدم معرفة ما هو اليوم أو الشهر.
تغير في المزاج
عندما يعاني شخص من جميع الأعراض المذكورة سابقاً، من المتوقع أن تظهر عليه علامات تغير في المزاج أو السلوك.
قد يشعر بالضيق او الاستياء بسهولة، أو يشعر بالإحباط أكثر وقد يفقد الثقة أيضا.
وقد يمتد هذا إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية أو يصبح أقل مرونة، وأكثر ترددا لتجربة أشياء جديدة.
وغالبا ما يتبع هذه الأعراض حالة من القلق والهياج.
معظم الناس يعرفون أن هناك خطأ ما
تقول كاثرين سميث، من جمعية الزهايمر، إن الخرف "ليس جزءا طبيعياً من الشيخوخة، إنه مرض في الدماغ".
ولا يؤثر فقط على كبار السن. فأكثر من 40 ألف شخص تحت سن الـ 65 يعانون من الخرف في بريطانيا.
وتوضح أن تجربة الجميع مختلفة ولا يوجد نوعان من الخرف متشابهان، لكن معظم الناس يدركون متى يكون هناك خطأ ما، ولن يحصلوا على الدعم الذي يحتاجونه ما لم يذهبوا إلى الطبيب.
وتقول كاثرين سميث :"من الممكن العيش بشكل جيد مع الخرف لسنوات عديدة. والتشخيص لا يغير طبيعة الشخص على الفور".
لكنها تدرك أن وصمة تشخيص مرض الزهايمر تعني أن الكثير من الناس يشعرون بالعزلة، ويُساء فهمهم إذا كشفوا عنها.