اقيم في الثامن من حزيران في قصر الاونيسكو في بيروت، حفل بمناسبة يوم الرجل اللبناني والعربي، دعت اليه الاعلامية ليليان اندراوس، وكان برعاية وزير الثقافة غطاس خوري ممثلا بالدكتورة كلوديا شمعون ابي نادر. بحضور الوزيرة السابقة منى عفيش والنائب السابق دوري شمعون وممثلين عن المكرّمين ووجوه اجتماعية واعلامية. العنوان العريض لهذا اللقاء حمل عنوان "أريحية الرجل اللبناني والعربي 2018"، وذلك لتكريم اسماء خطّت انجازات ولم تمر على هذه الحياة مرور الكرام. الحفل توجه بشكل خاص في لفتة تكريمية الى الرئيس الراحل كميل شمعون بسبب انجازاته الكبيرة، فهو جعل لبنان اول بلد عربي منح المرأة حق الانتخاب والترشّح، واول من باشر في اقامة مهرجانات بعلبك الدولية وقد اختار لها رئيسة هي السيدة مي عريضة. المؤلفين الراحلين الاخوين محمد وأحمد فليفل لإبداعهما اللبناني والعربي بأناشيدهما التي لم تميز بين خط سياسي وآخر او بلد وآخر، فقد وضعا النشيد الوطني لاكثر من بلد وكذلك الاناشيد الحزبية لاحزاب مختلفة في خطها السياسي وعقيدتها، اضافة الى علاقاتهما الانسانية المميزة، ولعل من اشهر اعمالهما " موطني"، التي يرددها الناس في كل زمان ومكان والتي يزيدها مرور الزمن منذ تأليفها روعة وجمالا، اما آخر المكرمين، فرجل الاعمال المكسيكي من اصل لبناني المهندس خوسيه م. العبد، لصلته بعارف العبد الذي تكفّل بدفع تكاليف ساعة العبد التي كانت تتصدر الساحة في وسط بيروت للدلالة على استمرارية الحياة والتقدم.
في حديث لـ "الفن"، مع صاحبة الدعوة الاعلامية ليليان اندراوس، دار الحوار التالي:
اخبرينا عن إطلاقك هذه المبادرة
العام الماضي أُطلق يوم الرجل وهذا العام، انطلقت فاعليات هذه المناسبة تحت عنوان "أريحية الرجل"، والتي ستكون العنوان السنوي لهذه المناسبة. "أريحية"، كلمة تدل على كل الصفات الحميدة للرجل، وكل من سوف نكرّمهم هم أكبر من التكريم وأكبر من الجائزة ويملكون الكرم، الشهامة، المرؤة، الجود، العطاء، التضحية وصفات حميدة كثيرة يتحلى بها الرجل الرجل، وذلك لنكرّم الرجل كما يستحق بعيدا عن الصفات التي يلصقونها به مثل الفاسق، الفاسد، المغتصب، القاتل وغيرها من الصفات المجحفة بحقه.
من المستغرب ان تطلق امرأة هذه المبادرة، من ناحية، ومن ناحية ثانية انت تملكين كل صفات " الاريحية"، ما تعليقك؟؟
(تضحك)، هذا جميل، فكما يقال، كل انسان فيه من الجنسين وربما يتحرك بي الآن النصف الرجل الذي ينتفض للدفاع عن الرجل. هناك رجال يستحقون التكريم وبَنَوْا مجتمعات، ومن اخترنا ان يتم تكريمهم هذا العام هم من اكثر من دعموا المرأة وحققوا انجازات في حقها. فالرئيس كميل شمعون كان وراء حصول المرأة على حق الانتخاب والترشح وكان اول من اطلق مهرجانات بعلبك وجعل امرأة على رئاستها هي الراحلة مي عريضة. الاخوان فليفل وهما من اكتشفا السيدة فيروز ووضعا اناشيد لا تميز بين الديانات والافكار والدول والتوجهات، وخوسيه العبد الذي ارتبط اسمه باسم ساعة العبد وما حققته هذه العائلة من إنجازات.
كيف كانت اصداء السنة الاولى من الاحتفال بيوم الرجل؟ وماذا تتوقعين لهذا العام؟
البعض شجعوا الفكرة والبعض الآخر استغربها! الا اننا سوف نستمر لان الرجل يستحق منا الثناء والدعم، وسوف نطلب من اتحاد البلديات اطلاق ما سوف نسميه "الرجل المثالي"، في كل منطقة، وسوف نُفَعّل هذا التكريم في خطوة للاضاءة على دور الرجل واهميته وانجازاته في المجتمع، كي تنتقل عدوى المثالية الى الجميع.
أخبرينا عن الاغنية التي اطلقتِها للرجل؟
هي عن صفات الرجل الحميدة وهي هدية من عائلة بندلي. انا كتبت كلماتها، وغنتها دورا بندلي، لحّنها فادي بندلي وقام بتوزيعها رينيه بندلي.
أين الرجل في حياة ليليان اندراوس؟
هو موجود دائما في حياتي ووجوده مؤثر وأقدّره كثيرا، وفي الجينات، اذا صح التعبير، هو من يقرر اعطاء الحياة.
نتمنى لك كل التوفيق.
ماغي ابي اللمع، وهي عازفة على آلة الـ Flute de pan ، عزفت النشيد الوطني على هذه الالة مع بداية الاحتفال بطريقة جميلة جدا ومؤثرة، وهي كانت قد قامت بتسجيل عزفها موسيقى نشيد "موطني" لاول مرة على هذه الآلة، مُرفقة اياها بصور جميلة عن لبنان، وذلك تكريما للاخوين فليفل، وقد شاهد عملها الحضور. وفي حديث معنا قالت إنها سعيدة جدا بالمشاركة في هذه المناسبة الفريدة من نوعها لتكريم الرجل والتي اطلقتها ليليان اندراوس.
إحدى جوائز التكريم في هذا الاحتفال كانت تحية للرئيس الراحل كميل شمعون، وقد تسلمها نجله النائب السابق دوري شمعون، الذي كان لنا معه هذا الحديث:
ما تعليقك على هذا التكريم؟
لا شك في ان من يكرّمون اليوم يستحقون هذا التكريم، وهناك في تاريخ لبنان الكثير من الرجال الذين يستحقون التكريم والذين لا يأتي كتاب التاريخ اللبناني على ذكرهم! المواطن اللبناني له الحق في ان يعرف " مين هوي المنيح ومين هوي العاطل بهالبلد"! المصيبة ان بعض السياسيين في لبنان لا يريدون ان يتذكروا من هو جدّهم او والدهم او عمهم او اجدادهم، فيمحمنهم من التاريخ، ما يجعل المواطن اللبناني يجهل تاريخه. كل يريد ان يكون هذا الكتاب كما يريده وهذا مؤسف حقا وتشويه للحقائق والتاريخ.
اما بالنسبة لمبادرة التكريم هذه، فهي مبادرة جميلة جدا ونثمّنها كثيرا، ونتمنى ان تشمل كثيرين ممن يستحقون التكريم.
برأيك، هل يتكرر الرئيس كميل شمعون؟
كثر هم من يستحقون ان يستلموا زمام البلد من اصحاب الشخصيات المهمة والمميزة وممن يملكون قرارهم...
ولكن الشعب لم يعد يؤمن بالقدرة على التغيير!
ان هذا الشعب برأيي اعتاد على ان كل شيء يمكن ان يتغير والتاريخ "بيقلب، يوم ابيض يوم اسود" ولو بعد حين!
لبنان في نهاية الامر يستحق ان يُذكَر كِبارُه وان يظهر الى الضوء من يستحقون الحكم، ونأمل ان يحصل ذلك ولو ان البعض يسعى لان يبقى هؤولاء في الظل، الا اننا نتمنى ان يحظَوا بفرصة تماما كما النساء بتن يحظين بأكثر من فرصة في يومنا هذا، وهذا ما لمسناه في الانتخابات الاخيرة.
اما برنامج الاحتفال، فبدأ مع عزف الفنانة ماغي ابي اللمع النشيد الوطني اللبناني على آلة الـ Flute de pan ، بطريقة مميزة جدا، ثم ألقت اندراوس كلمة عن فكرة اطلاق هذا اليوم وانها حين كانت تستمع يوما لاحدى الاذاعات في يوم المرأة حيث كان كل الاهتمام منصبا على المرأة، سألت نفسها عن شعور الرجل عند سماعه كل ذلك وان كل الاهتمام موجّه للمرأة فيما هو تُوجَّه اليه دائما الاتهامات، فقررت إطلاق فكرة يوم الرجل. كما شرحت معنى "أريحية" وسبب اختيارها لها. مُعددة اسماء المكرّمين وسبب تكريمهم وانها وحفاظا على حقوق الملكية الفكرية، اتصلت بالمؤرخ جيروم تالوكسينغ الذي اطلق "يوم الرجل العالمي" عام 1999 وحدد يوم 19 تشرين للاحتفال به.
ثم عُرض شريط الاغنية التي ألّفتها ليليان للرجل، فكلمة الجنرال تالوكسينغ المسجلة بالفيديو والتي شكر فيها اندراوس على مبادرتها، مشددا على أهمية الاحتفال بهذه المناسبة في جميع الدول.
ثم كانت كلمة للدكتور النفسي صلاح عصفور تحدث فيها عن قدرة التحمل لدى كل من المرأة والرجل وان المرأة في العشرين سنة الماضية حصلت على بعض الحقوق التي حصلت عليها المرأة في الغرب منذ زمن طويل، حتى ان احداهن قالت نحن لا نريد ان نأخذ من درب الرجل. وتحدث عن الكبت الذي يعانيه الرجال منذ سن الطفولة وكيف يُحرَمون حتى من البكاء لان الصبي لا يجب ان يبكي، وهذا بالطبع خطأ. وأن نسبة 76% في آخر دراسة عن الانتحار كانت من الرجال، وخصوصا لدى الفئة العمرية بين 15 و 30 عاما والتي يكون فيها بأمس الحاجة الى من يسانده فيما ينشغل الاهل بامور الحياة فيتوجه الابناء الى الممنوعات او الانتحار.
وخلال الاحتفال وجّهت ليليان تحية الى من تعتبره والدها الروحي الاعلامي الكبير الراحل ايلي صليبي والذي كانت زوجته لودي تحضر الحفل.
ثم قدمت العازفة ماغي ابي اللمع معزوفة موسيقية لاغنية "موطني". تلتها كلمة السيدة ماري كلود كرم ضو، عددت فيها ما يتحمله الرجل من الجميع وخصوصا المرأة في حياته اليومية.
فرقة "نغمات"، المؤلفة من المؤديات ريتا ورفقا وريم ضومط، قدمت اغنية "اهلا بهالطلة" للشحرورة صباح بقيادة عازف العود روجيه متى، وعازف الغيتار يرفانت بغديجيان، وترافق ذلك مع صور على الشاشة لصباح والرئيس كميل شمعون، وله وحده ومع عائلته.
ثم ألقى مدير قصر الاونيسكو سليمان الخوري كلمة لفت فيها الى ان الرجل والمرأة هما واحد في كيانين متكاملين لكل منهما طباع خاصة تتكامل، وبالتالي الانسان الواحد هو رجل وامرأة.
اما ممثلة وزير الثقافة السيدة كلوديا ابي نادر شمعون، فألقت كلمة لفتت فيها الى ان اليوم العالمي للرجل يلقي الضوء على الرجال العاديين الذين يكسبون عيشهم بعرق جبينهم، ويركز على اسهامات الرجال الايجابية في المجتمع عموما وفي حياتهم الخاصة ضمن العائلة، مشيرة الى التمييز الذي يعانيه الرجل في العمل والمجتمع وفي اطار القانون الجزائي، وان الانتحار يطال الرجال اكثر من النساء وان القانون المدني يحرمه من اطفاله في الكثير من الحالات، معتبرة ان يوما واحدا في السنة للمرأة او للرجل، لا يعوض الاجحاف الذي يلحق بالانسان طيلة الايام الباقية.
ثم قدمت الدكتورة ابي نادر والوزيرة السابقة عفيش "أريحية الرجل اللبناني" الى النائب السابق دوري شمعون تكريما للرئيس الراحل كميل شمعون والى الجنرال المتقاعد حسان فليفل تكريما للفنانين الراحلين محمد واحمد فليفل. والى قريبة خوسيه العبد، ماري جو العبد.
وعُرض فيديو مصور للمهندس خوسيه العبد شكر فيه اندراوس وطالب شمعون بالعمل مع المسؤولين للحفاظ على ساعة العبد التي بناها جده".
اما الاريحية التي قُدّمت للمكرّمين، فهي عبارة عن "اللبّادة" وما تحمله من معنى في كد وعمل الرجل منذ القدم، مع اسم المكرّم على مجسّم يحمل اللبّادة.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغط هنا.