تميز بالمزج بين عدة أنواع من الموسيقى، مما جعله يكون رقماً صعباً في المجال الذي يعمل فيه بإحتراف عالٍ جداً.

وضع الموسيقى التصويرية للأفلام، وحصد جوائز عالمية، وبعد إطلالاته في مهرجانات بعلبك، بيت الدين وجبيل..، يطل هذا العام في مهرجانات البترون الدولية، وسيكون الفنان الوحيد الذي يشارك هذا العام في هذه المهرجانات وذلك ليلة السبت 11 آب/أغسطس، مقدماً أبرز مقطوعاته التي تمزج الجاز بالموسيقى الشرقية، بحيث ستتضمن مهرجانات البترون نشاطات كثيرة ومتنوعة منها "يوم رياضي بإمتياز"، "مهرجان الأفلام المتوسطية" و"مهرجان البيرة، والنبيذ وثمار البحر".

عازف البوق والمؤلف والموزع الموسيقي العالمي إبراهيم معلوف يحل ضيفاً على موقع "الفن"، وكان لنا معه هذا اللقاء.

أهلاً وسهلاً بك في لبنان.

شكراً، أهلاً بكم.

أنت من أنسباء الكاتب الشهير أمين معلوف، هل تأثرت بأعماله؟

بالتأكيد، لقد قرأت جميع كتاباته، والكثير من أعماله كانت محط إلهامي في طفولتي والآن بعض أعماله هي الكتب التي تبقى الى جانب سريري.

هل بإمكاني القول معك ومع الكاتب أمين معلوف الذي تم تكريمه في عدد من الدول الأجنبية، أن لا أحد يعتبر نبياً في بلده؟

كان من الممكن أن أوافق على هذا القول قبل سنتين أو أكثر. لكن منذ سنتين، أي بعد مهرجانات بيت الدين، بيبلوس، بعلبك واليوم البترون ومؤخراً مع جائزة الموريكس دور وغيرها، أظن أن اللبنانيين بدأوا بتقدير أعمالي، مما يترك أثراً كبيراً في نفسي.

هل الموسيقى التي تعزفها تتوجه إلى متذوقي الموسيقى (mélomane) فقط؟

لسوء الحظ، يصنف البعض الموسيقى التي أعزفها في إطار الجاز، والمعلوم أن الجاز يتوجه الى متذوقي الموسيقى. لكن الموسيقى التي أعزفها لا تعتبر جاز، وآمل أنها تتوجه الى جميع الناس وجميع الثقافات.

ربما لأنك تعزف على البوق؟

ربما، لكن الناس لم يعتادوا على العزف الموسيقي، وإن لم يكن هناك مغني أو مغنية لا يعيرون هذه الموسيقى إهتمامهم. من الضروري توعية الناس وثتقيفهم حول ماهية العزف الموسيقى الذي غذى لسنين طويلة الأفلام الهوليوودية والأفلام المصرية. بالفعل، العزف الموسيقي يرافقنا في كل يوم.

سبق أن ذكرت أن تكريمك في مهرجانات بعلبك قد ترك في نفسك أثراً كبيراً. لماذا تكريمك في بعلبك بالتحديد، مع العلم أنه تم تكريمك في عدد كبير من البلدان؟

لأنه عندما يتم تقديم جائزة أو نوع من التقدير لأعمالك في وطنك يكون له تأثر أكبر من التقدير من أناس لا تعرفهم. تعلمون أنني كبرت في فرنسا وقضيت معظم أيام حياتي في الغربة، ومع ذلك يبقى لبنان هو حياتي وثقافتي.

هل شاركت في الانتخابات النيابية؟

في وقت الانتخابات كنت في جولة فنية، ولم تتسنَّ لي فرصة الاقتراع لا في لبنان ولا في فرنسا.

لو شاركت، لمن كنت ستدلي بصوتك؟

هذا السؤال معقد بعض الشيء، لأنني لست على إطلاع بالبرامج الانتخابية للمرشحين. أعتقد أن طريقتي في القيام بواجبي الوطني هي في إعطاء الشعب اللبناني بعضاً من الطمأنينة وراحة البال من خلال الموسيقى التي أعزفها.

ذكرت أنك ستقدم في المهرجان موسيقى تقليدية، هل تقصد موسيقى فولكلورية؟

لا، بل أقصد الموسيقى التي تدخل في إطار الطرب في الموسيقى العربية.

البوق آلة غربية، هل توجد فيه الربع نوتة الموجودة في الآلات الموسيقية الشرقية؟

أبي عمل منذ ستين عاماً على آلة البوق ليدخل عليها الربع نوتة الشرقية، لذا سأعزف في مهرجانات البترون كل الموسيقى الشرقية والتقليدية والفلكلورية والطرب العربي على آلة البوق، وآمل أن تلقى هذه الأعمال إعجاب الجمهور.

رائع. هل تعلم أن الراحل عبد الله شاهين قام بمحاولة مشابهة لكن من خلال إستخدام البيانو؟

بالتأكيد إني مطلع على هذه المحاولة.

إذاً أنت تعطي قيمة للموسيقى التي يعزفها زياد الرحباني، لأنه يمزج بين الجاز وما يسمى بـ الربع نوتة.

بالتأكيد أنا معجب بأعماله.