هو ليس مخرجا عاديا، بل مخرج إنطلق من الواقع الى السينما، فكشف عورات المجتمع المصري في الكثير من أعماله، وهذا ما ساهم بالتحفيز نحو تغير سياسي كان يجب أن يطرأ على الحكم في مصر.
إبان الثورة المصرية في العام 2011 التي اطاحت بحكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، كان المخرج خالد يوسف من بين صانعي تلك الثورة، بعدما كان من أبرز محفزيها بأعماله، وتفرغ حينها للعمل السياسي من ثم انتقل الى الندوة البرلمانية بعدما تم انتخابه في العام 2015 واصبح عضوا في مجلس الشعب.
من مهندس كهربائي الى مساعد ليوسف شاهين
ولد المخرج المصري خالد يوسف في قرية "كفر شكر" عام 1964 وكان والده يشغل منصب العمدة بجانب عمله لموقع أمين الاتحاد الاشتراكي بمركز كفر شكر، وبحكم عمل والده في السياسة تأثر يوسف بالجو العام وبدأ منذ نعومة أظافره يقرأ المشهد السياسي بالكثير من النضوج.
بعدما ترعرع وكبر واشتد عوده، تأثر خالد يوسف بالعمل السياسي بشكل كبير فكان أحد القيادات البارزة للحركة الطلابية في الثمانينات، ورئيسا لاتحاد طلاب جامعة الزقازيق فرع بنها سنة 1988، في الوقت الذي كان يحصّل تعليمه الى ان حصل على بكالوريوس الهندسة قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية من هندسة شبرا.
من خلال عمله السياسي تقرب خالد يوسف من الكثير من المثقفين والمبدعين المصريين من بينهم المخرج الراحل يوسف شاهين الذي لمس لديه طاقة كبيرة يمكن استغلالها في السينما فعرض عليه العمل في السينما من خلال الاشتراك في فيلم روائي تسجيلي قصير "القاهرة منورة بأهلها" فأسند له دورا تمثيليا بالاضافة إلى تدربه على الإخراج وسرعان ما اكتشف في نفسه ميلا وانجذاباً للإخراج فانضم إلى كتيبة طالبي العلم من مدرسة يوسف شاهين.
مرة أخرى كان لشاهين فضل كبير في صناعة المخرج "خالد يوسف" حيث اختاره في العام 1992 ليكون مساعداً له في فيلم "المهاجر" وقد شاركه في كتابة السيناريو والحوار لهذا الفيلم.
خالد يوسف الى عالم الإخراج من بابه الواسع
بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم "المهاجر" فتحت بوجه خالد يوسف أبواب المجد في الإخراج، فتولى مسؤولية المخرج المنفذ لأفلام"المصير" و"الآخر" و"إسكندرية نيويورك" وشارك يوسف شاهين بقصة وسيناريو تلك الأعمال.
في العام 2000 وبعد ثماني سنوات من العمل مع المخرج يوسف شاهين قرر يوسف أن يأخذ مبادرة شخصية في عالم الإخراج حيث انجز فيلمه الأول بعنوان " العاصفة " وهو من تأليفه وإخراجه، وعند عرض العمل حقق من خلاله نجاحات كبيرة وحصل على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولى "الهرم الفضى" وجائزة أحسن فيلم عربي وحصل على أحسن مخرج "عمل أول".
أفلام اشعلت شرارة الثورة المصرية
توالت سريعاً نجاحات يوسف في عالم السينما فقد قدم على التوالي: "جواز بقرار جمهوري" وحصل من خلاله على جائزة أحسن مخرج (عمل أول) في المهرجان القومي للسينما المصرية، ثم "أنت عمري"، و"ويجا" و"خيانة مشروعة" وكانا من تأليفه وإخراجه، وشارك يوسف شاهين في العام 2007 بإخراج فيلم "هي فوضى"، وفي العام نفسه قدم فيلم "حين ميسرة" الذي صور المشكلات الحقيقية التي يعاني منها المجتمع المصري، والبعض يعتبره أول شرارة فعلية نحو الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وتم تعزيز هذا الفكر من خلال أعمال يوسف الثلاثة: "حين ميسرة"، "كلمني شكراً"، "دكان شحاتة".
كما قدم فيلم"الريس عمر حرب"، وبعدها فيلم "دكان شحاتة"، وفيلم "كلمنى شكراً"، وفيلم "كف القمر" ولم يتمكن من عرضه إلا في نهاية العام 2011 بسبب ظروف ثورة 25 يناير.
حققت أفلام يوسف نجاحات كبيرة لأنها تميزت بقربها من الواقع والإنسجام الكامل مع ما يعانيه الشباب المصري من مشكلات يومية، فتركت تأثيراً لديهم بدأ ينمي فيهم حسهم نحو التغيير، خصوصا فيلم "حين ميسرة" الذي حقق انتشاراً كبيراً ودخل قائمة أهم 100 فيلم عربي.
ثورة على مبارك وعلى الإخوان أوصلته لمجلس الشعب
شارك خالد يوسف الى جانب مجموعة من المثقفين في الحراك الثوري للإطاحة بحكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، الى أن سقط النظام في العام 2011 في ثورة يناير الشهيرة، كما شارك في الثورة المصرية الثانية التي أطاحت بحكم الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي .
انقطع خالد يوسف عن الإخراج في تلك الفترة، وبدأ يشق طريق مشوراه السياسي حتى العام 2015 حين خاض إنتخابات مجلس الشعب وفاز بمقعد في المجلس وانضم للعمل السياسي رسمياً.
عودة خالد يوسف الى الإخراج.. والسر خلف الحبتور
في العام الماضي 2017، قرر خالد يوسف العودة الى عالم الإخراج وذلك بعد إنقطاع 6 سنوات حيث كان أخر أعماله "كف القمر" بعدما وافق على رغبة الملياردير الإماراتي خلف أحمد الحبتور في دخوله عالم الانتاج السينمائي من خلال تمويل إنتاج 4 أفلام ليوسف بميزانية مفتوحة من دون انتظار أية ارباح وراء هذه الأفلام وهذا كبداية في ظل مشروع كبير يخطط له.
كما يعمل خالد يوسف حالياً على مشروعه السينمائي الجديد بعنوان " كارما " من بطولة عمرو سعد، ويتناول اللحظة الآنية الواقعية التي يعيشها المجتمع المصري.
المرأة في حياة يوسف: خطوبة فاشلة على منة شلبي وزواج من فنانة سعودية
ارتبط اسم المخرج المصري خالد يوسف بالممثلة منة شلبي حيث تمت خطوبتهما قبل زواجه من ثم عادا وانفصلا، وفي تصريح لها قالت الممثلة زيزي مصطفى والدة "منة شلبي" إنها عاشت فترة قلق كبيرة خلال علاقة ابنتها منة شلبي بيوسف، مشيرة إلى أنها رفضت خطوبتهما في البداية، لكنها وافقت عليها لأن ابنتها كانت تحبه.
بعد انفصال يوسف عن شلبي حصل للأخيرة حادث سير كاد يودي بحياتها فوجهت بعد الأقلام الصحافية الإتهام ليوسف بأنه وراء الحادثة لكن والدة شلبي أكدت أن لا علاقة ليوسف بالحادث.
في العام 2011 قرر خالد يوسف دخول القفص الذهبي حيث تزوج من الفنانة التشكيلية السعودية شاليمار الشربتلي ، ضمن حفل بسيط في منزل عائلة العروس بمدينة جدة السعودية.
قبل زواجه، لاحقت خالد يوسف الكثير من الشائعات التي تحدثت عن علاقة حب تربطه بالممثلة المصرية غادة عبد الرازق لكنه نفى ذلك مراراً وتكراراً.
وفي العام الماضي 2017 تم القاء القبض على خالد يوسف في مطار القاهرة الدولي وبحوزته حبوب من عقار مخدر، من ثم تم الافراج عنه حيث تبين ان العقاقير المخدرة هي عبارة عن دواء مهدئ يخص زوجته الفنانة التشكيلية شاليمار الشربتلي ، وتمّ صرفه بوصفة طبية من طبيبها المعالج لإصابتها المزمنة بالصداع النصفي