ينتظر المشاهد العربي الموسم الدرامي الرمضاني ككل عام ليتابع ابرز الأعمال الدرامية التي يتم انتاجها لتحل ضيفة على الشهر الكريم، فتحقق هذه الأعمال نسب مشاهدة عالية وتتنافس دول أساسية على جذب المشاهد كمصر، وسوريا، ولبنان في السنوات الأخيرة حيث تمكنت الدراما اللبنانية من ناحية، والمشتركة بين لبناني-سوري-مصري، أحيانا أخرى، ان تحجز مكاناً مهماً لها لدى المشاهد.
في سوريا وفي السنوات الأخيرة نجحت مسلسلات البيئة الشامية في ان تستقطب جماهيرية عالية، وأحيانا جماهيرية غير متوقعة كما حدث مع مسلسل "باب الحارة" الذي توالت اجزاؤه الى أن وصلت الى تسعة، تناوبت عليها باقة من أبرز نجوم الدراما السورية، وبات العمل دجاجة تبيض ذهباً لمنتجيها وكل من يشارك فيه.
مع إزدياد شهرة "باب الحارة" وعرضه على القناة الأبرز عربياً MBC سال لعاب المنتجين السوريين حول نوعية أعمال البيئة الشامية، فتم إنتاج العشرات من المسلسلات مثل: "خاتون"، "عطر الشام"، "أهل الراية"، "الدبور" وغيرها من الأعمال التي حققت جماهيرية جيدة، ومن بينها ما يُستكمل عرضه بجزء جديد حالياً كـ"عطر الشام"، الذي غاب عنه في جزئه الثالث هذا العام بعض نجومه ومنهم رشيد عساف، وبقي من بقي يحمل العمل على كتفيه كسلمى المصري التي تبذل كل ما بوسعها ليخرج العمل بنجاح يقارب نجاح أجزائه السابقة، وهذا ربما ما دفع بالكثير من القنوات العربية الى استبعاد المسلسلات السورية، وليس الدراما السورية المشتركة، عن خريطتها الرمضانية، فإنتشرت تلك الأعمال على محطات داخلية سورية، ومحطات عربية بشكل محدود.
يزعم البعض ان الدراما السورية تأثرت بسبب الحرب السورية القائمة منذ 7 أعوام على التوالي، وهذه نظرية مهمة وصحيحة، لكنها تستوعب نصف المشكلة، فالحرب تتحمل مشكلة هجرة الممثلين والمنتجين، لكنها لا تبرر رداءة النصوص في بعض الأعمال الحالية.
للأسف غابت هذا العام الدراما السورية عن مكانها الطبيعي في قائمة المنافسة، تلك الدراما التي سحرت لسنوات المشاهد العربي واضحكته وابكته وسمّرته امام الشاشات بنجومها الكبار كدريد لحام، منى واصف، وفاء موصلي، ياسر العظمة، أسعد فضة، عباس النوري، سامر المصري، جمال سليمان، بسام كوسا وغيرهم.