بين عنصر المفاجأة والحبكة المثيرة للاهتمام، استطاع المسلسل الدرامي اللبناني السوري "تاتغو" ان يغيّر كل التوقعات ويقلب حسابات أولئك الذين لم يعطوه في البداية اهمية، في ظل وجود مسلسلات وابطال مشهورين طبعوا في اذهاننا وجودهم في الموسم الرمضاني.
بسيناريو خفيف قريب من الناس وربط متماسك للاحداث وبسرد مشوق، استحوذ هذا المسلسل على اهتمامنا الاكبر، فقصته ليست مجرد خيانة زوجية، بل هي تربط بين المشاكل الاجتماعية والقصص البوليسية.
لم يخطئ من قال يوماً "المكتوب يُقرأ من عنوان" اذ منذ المشاهد الاولى انطلقت عناصر التشويق، فيما تعودنا في المسلسلات العربية عادة ان يطغى السرد على الحلقات الاولى بهدف التعرف على الشخصيات، وهو ما لم يكن موجودا في "تانغو"، اذ ان الغموض هو اساس لعبة الاثارة في هذا المسلسل فنصدم في كل حلقة ويحدث ما هو غير متوقع!
من كان يظن ان فرح ستموت في الحلقات الاولى؟ ومن كان ينتظر ان يكون سامي كاذبا وان يكون طفل فرح منه؟ وغيرها من الخفايا نكتشفها الواحدة تلو الاخرى... والممتع في هذا المسلسل هو استغلال الكاتب والمخرج لكل زاوية ودور ثانوي في المسلسل لتوصيل رسالة، كقصة زوجة المحقق التي لا تحمل بسهولة، او قصة والدة عامر التي ظلمته في طفولته بعد خيانتها لزوجها ... كما الانتقال بين الماضي والحاضر فهو اكثر من منطقي ومبرر في كل مشهد ما لا نراه في المسلسلات الاخرى، اذ نرى انها تقنية جديدة في التشويق استخدمها المخرج في مسلسله.
أما عن اختيار الممثلين، فلا يسعنا سوى الوقوف احتراماً لهذا التنسيق المتجانس للممثلين الحقيقيين.
بداية مع المفاجأة الاكبر، وهي الممثلة السورية دانا مارديني التي فرضت نفسها كرقم صعب في الدراما، أدّت فيه اصعب المشاهد التي اثنى عليها الرأي العام، غريب كيف تستطيع ان تجعل المشاهد يتعاطف معها بالنظرات قبل الافعال..هكذا يكون الممثل المحترف! باسل خياط الذي اصبح "عشق النساء" اللواتي ينتظرنه في كل ادواره، يثبت مرة اخرى انه من ارقى الممثلين والاكثر اقناعاً. دانييلا رحمة، ورغم انها تجربتها التمثيلية الاولى في البطولة فاجأتنا بامكانيتها في التمثيل، خصوصاً انها لم تعش في لبنان في صغرها، فخاف البعض من لهجتها التي من الممكن ان لا تقنع المشاهد، الا انها عرفت كيف تستغل الموضوع وان تجعل نقاط ضعفها، بحسب البعض، نقاط قوة في دورها، فكان من الضروري ان تكون بهذا الجمال، فهي التي جعلت عامر يضحي بعائلته من اجلها، وصولاً إلى قتلها!
باسم مغنية رغم المخاطرة التي وقع ضحيتها، اذ يتم عرض مسلسلين له في رمضان وعلى نفس المحطة التلفزيونية، الا انه وبأدائه المحترف استطاع ان يفصل نفسه في دماغ المشاهد وادى دور المغدور التعيس بإقناع كبير!
اينما ذهبت وفي اي وقت تطل على وسائل التواصل الاجتماعي، ترى ان "تانغو" يحتل الصدراة في تعليقات الناس الايجابية، ففي زحمة الاعمال المنافسة ومنها "الهيبة" و"طريق" و"الحب الحقيقي" خلق "تانغو" لنفسه حالة مختلفة مميزة وجديدة!