نجم فوق العادة يتربع على القمة بعد تحقيقه اعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية بفيلمه الأخير "الخلية"، وحجز لنفسه مكانا منفردا على الساحة الفنية فهو لا يُقدم الدراما إلا بعد سنوات عديدة لأنه حينما يُقرر الظهور والمشاركة بمسلسل درامي فلابد أن يحمل القيمة الفنية التي تجعله يظهر.
. هو الممثل احمد عز الذي يُشارك في دراما رمضان بمسلسل "ابوعمر المصري" ذلك العمل الملحمي الصعب الذي يتحدى نفسه من خلاله، وفي حديثه لـ"الفن" يكشف كواليس العمل وصعوباته والكثير من التفاصيل التي تخص الشخصية والحالة الإنتاجية والتعديلات التي طرأت على الروايتين المأخوذ منهما المسلسل وعن فيلمه الجديد "يونس" والجزء الثاني من "ولاد رزق" وتفاصيل أخرى كثيرة، فكان لنا معه اللقاء التالي:
في البداية.. كيف ترى أصداء مسلسل "أبو عمر المصري" الذي تشارك به في موسم دراما رمضان الجاري؟
الأصداء إيجابية للغاية وتابعت ردة فعل الجمهور ولكن الاهتمام الاكبر في هذا التوقيت ينصب على الإنتهاء من المشاهد المتبقية في العمل وخصوصاً أن كلها صعبة وتنفيذ العمل والإنتهاء منه خلال شهور قليلة هو إنجاز بالنسبة لعمل ملحمي مثل "أبو عمر المصري".
ولماذا تلامس أعمالك الدرامية الأحداث السياسية، هل ترى في ذلك نوعاً من الواقعية؟
قدمت مسلسل "الإكسلانس" منذ سنوات وكان يحمل ويلامس الأحداث السياسية التي عشناها في فترة الإخوان المسلمين، ولكن بالنسبة لـ"أبو عمر المصري" فالأمر مختلف لأنه عمل درامي إجتماعي لا أراه سياسياً، فهو يحارب الإرهاب ولكنه يركز على حالة الظلم وإنحراف المظلوم كردة فعل شخصية من وراء التعرض للظلم، لذا فالأمر مختلف في "أبوعمر المصري" عن "الإكسلانس".
وهل كان مُقرراً تقديم مسلسل "أبو عمر المصري" على جزأين ومن ثم العزوف عن هذا القرار؟
هذا غير صحيح ولم يكن مخططاً أن يتم تقديم المسلسل على جزأين وكان قرار تقديم الروايتين وهما "أبوعمر المصري" و "مقتل فخر الدين" من البداية في مسلسل واحد من ثلاثين حلقة، فضلا عن أن دراما الأجزاء لا تستهويني وأخاف من تقديمها لأن الجمهور يتعلق بالجزء الأول والذي يعتبره الأصلي بالنسبة للفنان، فضلا عن أنني لا أظهر في الدراما كل عام أو إثنين بل قرار الحضور الدرامي على مدار ثلاثة إلى خمسة أعوام.
وكيف ترى صعوبات تصوير عدد كبير من المشاهد الصعبة علماً أن العمل يحمل أكثر من حقبة زمنية مختلفة؟بالتأكيد..كانت هناك صعوبات كبيرة في التصوير وذلك لأنني أصور مشاهدي في هذا العمل بشكل يومي وهذا الأمر صعب القيام به على مدار شهور طويلة، فضلا عن تقديم أكثر من حقبة زمنية في العمل بالنسبة لطريقة سرد مشوار الشخصية في المحاماة وكيف تحول من محامٍ لإرهابي، وما يتطلب وراء ذلك من ديكور وملابس وطريقة في الحديث تناسب كل حقبة، وهذه الصعوبات لم تمسني بمفردي إنما أيضا كانت على كل فريق العمل، ولكننا قدمناها بأفضل شكل ممكن ومتناسب مع كل حقبة.
وكيف تنظر لشخصية "فخر الدين" التي تقدمها؟
أنظر إليها على أنها واقعية وتحمل مشاعر كثيرة ولكن سلوكه خاطئ في التحول من شخص مسالم إلى متوحش إثر الظلم الذي تعرض له وهذا ما أرفضه بشدة، ورغم أنني أشعر بأن ظروف الشخصية هي التي إضطرتها لما يفعله في الأحداث إلا أنني أرفض سلوكها بشدة.
وهل من تلامس ما بين شخصية "فخر الدين" في نقطة البحث عن حقه حيال من تعرضوا له بالأذى والظلم وما بين شخصيتك في الواقع؟
شخصيتي الواقعية على النقيض بالنسبة لهذا الأمر، فأنا لا اضع في إعتباري أي فكر إنتقامي حيال من تعرضوا لي بالظلم وخصوصاً أنني مقتنع ومؤمن بأن الله قادر على إعطاء كل ذي حق حقه ورد المظالم، فهناك إختلاف كبير في طريقة تفكيري عن طريقة تفكير فخر الدين، كما أنه قرر السفر خارج مصر وترك البلد ولكنني لا يمكن أن أفعل ذلك في الواقع.
وكيف تم تعديل بعض المشاهد الجريئة من الروايتين داخل أحداث مسلسل "أبو عمر المصري" من دون إحداث خلل بالتفاصيل؟
هناك تعديلات جرت بالنسبة لسيناريو العمل ولم نـأخذ التفاصيل كما هي من دون تعديل، وخصوصاً أننا نُقدم مسلسلاً ندخل به البيوت المصرية والعربية ونكون فيه ضيوفاً على المشاهد، لذا فكان من الضروري الابتعاد عن خدش الحياء وعدم تقديم أي مشاهد في هذا النطاق ولكن من دون الإخلال بالتفاصيل والخطوط العريضة بالنسبة للأحداث الأصلية، والموضوع نفسه في طريقة تقديم هذه المشاهد بشكل لا يخدش الحياء.
وكيف ترى التفاصيل الإنتاجية في تقديم عمل ملحمي ضخم مثل "أبو عمر المصري" والصعب تنفيذه في هذا الوقت القياسي الذي قمت به؟
أرى أن الجهة الإنتاجية لم تبخل على الإطلاق في أي شيء إنما سخرت لنا كل العوامل المؤدية للنجاح ولتقديم هذا العمل بأفضل شكل ممكن، والعمل بالفعل ملحمي ومن الصعب تنفيذه في هذا الوقت القياسي الذي قمنا به في غضون أربع شهور فما أكثر، ولكن التحدي الذي وضعناه بداخلنا ورغبتنا في تقديم العمل بأفضل شكل ممكن جعلنا قادرين على النجاح في تصوير العمل والإنتهاء من كافة تفاصيله في وقت قياسي.
وكيف ترى تصريحات جميع أصحاب مسلسلات رمضان بأن أعمالهم هي الأولى والأعلى في نسب المشاهدة بموسم رمضان من دون الإستناد إلى معايير حقيقية؟
نحن لا نملك المعيار والأداة التي يمكن أن نُحدد بها إذا كانت هذه الأعمال هي بالفعل الأولى والأعلى في نسب المشاهدة أو لا، ولكنني لا أشغل بالي بهذه الأمور وأهتم بتقديم عملي على أكمل وجه من دون النظر لمثل هذه الأمور.
بعيدا عن المسلسل، هل ستبدأ بالتحضيرات الخاصة بفيلم "ولاد رزق 2" بعد رمضان؟
سأحصل على فترة راحة وإجازة بعد الإنتهاء من تصوير "أبو عمر المصري" خصوصاً أنني بذلت مجهوداً كبيراً على مدار شهور طويلة، ومن ثم التفكير في "ولاد رزق 2" الذي أتمنى أن يتم ترحيله بعض الوقت بل إنني أحب أن أُقدم جزءاً جديداً من "الخلية" لأن تفاصيله والقضية التي يتناولها تتلاءم مع الظروف في الوقت الحالي وضرورة محاربة الإرهاب وهذا الفكر الغاشم من خلال أعمالنا الفنية.
وماذا عن فيلم "يونس" الذي تعود من خلاله للتعاون مع المخرج احمد علاء؟
أحمد علاء مخرج متميز ومن الشخصيات المحترمة التي أحبها وسعيد بالتعاون معه بعدما قدمنا فيلم "بدل فاقد" معا وحقق نجاحاً كبيراً وقتها، والفيلم يلقي الضوء على ظاهرة المعلومات ومدى تحكمها في مصير الشعوب والدول، وفكرته مختلفة ولم أُقدم دوراً مشابهاً لـ"يونس"، وكل التفاصيل الموجودة بالفيلم جذبتني له إلى جانب الميزانية الضخمة المرصودة له والتي إجتازت الأربعين مليون جنيه وهذا مبلغ كبير للغاية بالنسبة لفيلم سينمائي.
وفي النهاية.. لماذا تُفضل إلتزام الصمت حيال بعض الشائعات التي لا يجب السكوت عنها؟
أحب عملي وارغب في التركيز عليه والنجاح فيه وهذا يجعلني لا أركز في الشائعات التي تُكتب ضدي لأن الرد على كل ما يُقال هو عطلة بالنسبة لشخص طموح يرغب في النجاح وتحقيق طموحاته، وأنا سعيد بحياتي وبمشواري وأرى أن مثل هذه الاشياء هي إبتلاء من الله وعلي أن أتعامل معها بصمت وهدوء كي أركز في عملي.