تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم التمثيل عام 1998، شارك في العديد من المهرجانات المسرحية في إيطاليا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وكندا. حاز جائزة الامتياز في التمثيل في مهرجان ميدلاند الدولي للمسرح في الولايات المتحدة الأميركية، وجائزة أفضل ممثل بدور رئيسي في مهرجان ياكومو الدولي للمسرح في اليابان، وحاز كمخرج على جائزة أفضل عرض دولي في مهرجان ليفربوول الدولي للمسرح في كندا.
شارك في أكثر من خمسين عملاً درامياً، أشهرها "باب الحارة" و"الظاهر بيبرس" و"نزار قباني" و"خالد بن الوليد" و"كليوباترا" و"زمن البرغوت" و"أنا القدس".
الممثل السوري رامز الأسود حل ضيفاً على موقع "الفن" من خلال الحوار التالي:
بداية، حدثنا عن مشاركاتك في الموسم الحالي.
شاركت في مسلسل "هوا أصفر" ولعبت فيه شخصية "أدهم" التي تجسد وجها من وجوه الفساد، وهو شاب انتهازي، مستعد أن يقدم على أي فعل مهما كان شنيعاً في سبيل الوصول إلى أهدافه وهي السلطة والمال.
كما شاركت في مسلسل "وهم" بدور "جواد" الذي ينتمي إلى المجتمع البسيط العشوائي، يتعرض لجملة من الأزمات تدور في فلك الجرائم الثلاث القائم عليها النص.
سينمائياً، شاركت في الفيلم الروائي الطويل "أمينة" للمخرج أيمن زيدان.
أسست فرقة "مسرح الخريف" المستقلة في دمشق 2006، ما مصير هذه الفرقة؟
أسست الفرقة بالشراكة مع الممثل نوار بلبل، وظلت نشطة لمدة خمس سنوات، لكنها انتهت للأسف بعد مغادرة نوار لسوريا عام 2012، وبالتالي انقسمت الفرقة إلى قسمين.
أعتقد أن الفرقة كانت ضحية من ضحايا الحرب، إذ توقفت مع توقف جملة من النشاطات الفنية والثقافية في سوريا، وهي حالياً فرقة مجمدة في الوقت الحالي على الأقل.
عملت أستاذاً مساعداً لمادة الليونة والحركة المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق 1999-2000، كيف تقيّم طلاب المعهد اليوم؟
أعتقد أن أمور المعهد العالي للفنون المسرحية ليست بخير إذا قيّمناه ضمن المستويات الأكاديمية المطلوبة عالمياً، وأرى أنه متأخر جداً عن المعاهد الموجودة في بقية الدول بحكم عدم وجود كوادر بشرية كافية كي تخرّج طالبا أكاديميا مكتملا.
أما على الصعيد الطلاب، فبالطبع ما يزال هناك طلاب مهتمين بشكل شخصي بدراستهم، وهناك نسبة من الخريجين لديها ثقافة عميقة للمهنة وتفهم أبعادها "بينرفع فيها الرأس"، وبرأيي الأمر يعتمد على الثقافة الشخصية لكل طالب والمنازل التي جاءوا منها والتجارب التي خاضوها في حياتهم.
أرى أن شكل العلاقة بهذه المهنة مرتبط بالثقافة الحياتية التي يعيشها الإنسان، وبصرف النظر عن تردي ظروفه الحالية بسبب الحرب على سوريا والتي أثرت على المعهد كما على كل مناحي الحياة، فإني أتخيل أن المعهد لم يعد كسابق عهده، وإنما يعيش حالة تردي تزداد عبر السنوات بسبب عدم الاهتمام به بالشكل الأمثل.
أنت أكاديمي، واليوم نرى على الساحة ممثلين ليسوا كذلك، فهل الأكاديمي مظلوم؟
هذه المهنة مكان يتسع للجميع وليست حكراً على خريجي المعهد، لكنني أقول إن المنافسة صعبة جداً في ظل وجود عدد هائل من الخريجين ونسب متميزة منهم، ومن الصعب أن يتمكن أي شاب أو شابة بعد تدريب متواضع أن ينافس الخريج.
وجود شخص غير خريج يعمل في المهنة أمر طبيعي وله أسباب متعددة كون الأعمال الفنية بحاجة إلى كم كبير من الممثلين، وغالباً ما يتم توظيفه بأدوار خدمية أو أخرى.
وفي حال تطرقنا للحديث عن اللاخريجين الذين يعملون اليوم بصدارة الأعمال الدرامية فلا ضير في ذلك إذا كانوا قادرين على تقديم نتاج ناضج وجيد، وطبعاً الجمهور هو الوحيد الذي يحكم على ذلك.
وبرأيي ان سبب انتشارهم مؤخراً يعود إلى الوضع الإنتاجي المتردي وحاجة المنتجين لهواة بأجور سيئة، لأن خريجي المعهد عادة لا يقبلون بأجور سيئة وهذا جزء من دفاعهم عن المهنة، هو الأقرب لفهم طبيعة وماهية المهنة وهو لا يسمح بانتقاص حقوقه، أما اللاخريج فإنه يراها فرصة ولو على حساب الأجور، وذلك من أجل الصعود إلى أماكن متقدمة في الدراما التلفزيونية، وهذه ليست كل الأسباب وإنما بعضها.
تتواجد في الكثير من أعمال البيئة الشامية.. ما سبب دعوتك للمشاركة بهذا النمط من الأعمال؟
هناك مجموعة كبيرة من أعمال البيئة لم أكن جزءاً منها، شاركتُ في "باب الحارة" و"بيت جدي" ومؤخراً "أبواب الريح" و"قناديل العشاق".
أعتقد أنني بتركيبتي كممثل وبمخزوني الشخصي كوني دمشقي المنشأ، أجد أنني قريب من روح البيئة الشامية، والأمر ملموس بالنسبة لصناع الأعمال البيئية، وأتخيل ان هذا احد أسباب طلبي للمشاركة فيها، وأنا شخصياً أحبها وأستمتع بلعبها إذا كان النص مكتوباً بشكل جيد.
وما سبب عدم تواجدك بالأعمال الشامية الأخرى؟
إما بسبب تردي النص أو بسبب الإنتاجات السيئة، حاولتُ التواجد في الأعمال الجيدة التي تقدم صورة حضارية عن الدراما البيئية التي أرغب أن تقدم عادة إلى الجمهور.
لعبت شخصية "أبو دراع" في مسلسل "باب الحارة" في ثلاثة أجزاء.. فما سبب غيابك عن البقية؟
"باب الحارة"، العمل لم يُكتب منذ البداية على أساس أنه سلسة، وإنما تعددت أجزاؤه بناءً على نجاح الأول، فهو ليس مشروعاً مستداماً وإنما ذو أهداف تجارية بحتة.
لم أنسحب من العمل، وإنما عدم وجودي فيه كان بسبب عدم وجود الشخصية كون العمل كُتب من قبل أكثر من خمسة كُتّاب.
هل ترى بأن "باب الحارة" حقق لك شعبية جماهيرية؟
لا أعتقد أن العمل خدمني كما خدم جملة من الممثلين، وإنما ساهم أكثر بانتشارنا لدى الشريحة الأوسع من المشاهدين، وأعتقد أن هذه الغاية قد تحققت بفترة ذروة العمل، أي خلال الأجزاء الأولى، أما بعد ذلك فلم تعد بالمستوى ذاته ولم تعد لديّ أي رغبة بأن أكون جزءاً من هذا المشروع الذي أصبح رخيصاً.
وما رأيك باستمراريته.... وهل تشجع تعدد الأجزاء بشكل عام؟
استمرارية العمل موجودة بقرار من القناة المنتجة لأسباب مادية بحتة، كون العمل تجاري بحت، وأنا لا أحب المشاركة في المشاريع التجارية البحتة، وبالتالي فإن استمرارية العمل ليس لها أي معنى.
وبالنسبة للاجزاء، ففي حال وجود مادة تستوعبها انا مع الفكرة، ومع تعدد الأجزاء إذا كان المشروع مبنيا على هذه الفكرة من الاساس.
تظهر في غالبية مشاركاتك في الأعمال الاجتماعية بشخصية شريرة، ما السبب؟
صحيح، غالباً ما يتم طلبي للأدوار التي تميل الى الشر أو غير الطيبة على أقل تقدير، ربما بسبب ملامح وجهي التي توحي ببعض القسوة، كما أن انتباه المخرجين لي بهذا النوع من الأدوار يجعلهم يطلبونني لأدائها.
أعتقد أن الدراما التلفزيونية التجارية التي نقدمها لا تتطلب الكثير من المعايير الفنية ولا سيما مؤخرا، نتيجة التردي العام للمعيار، والمطلوب فيها هو "الجاهز"، وأعتقد أنني ممثل جاهز للعب دور الشرير.
وبالمقابل هذا الموضوع ليس سهلاً بالنسبة لي كوني في كل مرة أحاول خلق تفاصيل جديدة تخص الشخصية وتبتعد عن النمطية بأداء فكرة الدور الشرير.
ما الذي ينقصك للعب دور بطولة مطلقة؟
ربما كل ممثل في لحظة من اللحظات يرى نفسه قادراً على أداء دور بطولة مطلقة، ولا ينقصني شيء للعب هذه البطولة.
الدراما التلفزيونية بالعالم العربي أخذت طابعا وشكلا تجاريا بحت، والأمر مرتبط بالقنوات والشبكات والتمويل الذي يُفرض على الأعمال لأن تكون أعمالا تجارية سخيفة لا تحمل أي معنى.
أرغب بالضحك اليوم ومن الممكن أن أرد بجواب سخيف لكنه حقيقي، فالصلع هو ما يمنعني من لعب دور بطولة، لأن أشكال الدراما السخيفة التي تطرح حالياً ليست بحاجة لممثلين جيدين وإنما لشباب "كرابيج".
ما سبب إبعادك عائلتك عن الجمهور؟
لا أحب التحدث عن عائلتي في اللقاءات الصحفية، كي لا أورط أولادي بحياتي الفنية، وأشعر أن هذا الأمر ليس من حقي، لذا لا أفضل الحديث عن حياتي الشخصية.
ما سر شغفك الكبير بكرة القدم؟
كرة القدم هوايتي المفضلة وعكفت على ممارستها منذ صغري، وهي وسيلة للتفريغ والتخلص من الضغوطات، وتقدم طاقة للإنسان، وأرى أنها ضرورية لكل إنسان، كما هي فسحة كي ألتقي وأجتمع ببعض الأصدقاء، وأنا ألعبها بمشاركة أصدقاء ممثلين شغوفين أيضاً بها، والعالم الكروي الذي تعيشه البشرية اليوم جميل جداً.
اي فريق هو فريقك المفضل؟
منتخبنا السوري هو فريقي المفضل، وبرشلونة على صعيد الأندية، أما فريقي العالمي فهو البرازيل.