بلد الأرز يقرر اليوم مصيرا جديدا من خلال الانتخابات التي انتظرها الشعب اللبناني بأكمله لسنوات، وما علينا الا ان نتمنى ان تكون المرحلة مرحلة جديدة في لبنان تحمل السلام والمحبة والوحدة الوطنية وتحقيق الطموحات الكبيرة التي لطالما بها وتطلع اليها.

وبينما القرى اللبنانية والمدن تعج بالناخبين والشعارات السياسية والنزاعات، هناك من هم فوق وعينهم على لبنان، فالسادس من أيار هو يوم غير عادي للبنان وصحافته...هو يوم شهداء الصحافة اللبنانية .

من السماء ينظرون الينا ويشاهدوننا ونحن نختار مصيرنا ومستقبلنا، وكأنهم يرجوننا الا ننتخب من لا يستحق وألا نستسلم وأن ندرك بوعي كيف نرسم ما حاولوا الدفاع عنه يوما ما وناضلوا من اجله واستُشهدوا في سبيله الى ان اصبحوا تاريخا مجيدا خطّ تاريخه.

هم فعليا مكانهم فوق، ملائكة بالسماء من اجل قضية أو رأي جريء وهم كثر من ذهبوا ضحية قلمهم منذ الاستقلال وما قبله حتى وحتى اليوم، واذا عدنا الى من سقط منهم في التاريخ الحديث، لا بد من البدء بالعام 2005 حين اغتيل في الثاني من حزيران الصحافي في جريدة النهار سمير قصير في انفجار داخل سيارته في منطقة الأشرفية. ثم صباح 12 كانون الأول 2005، حين استُشهد رئيس مجلس ادارة "النهار" والنائب جبران التويني بتفجير سيارته في المنطقة الصناعية في المكلّس.

و في 23 تموز 2006، أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان، استشهدت المصورة الشابة ليال نجيب (23 عاماً)، التي كانت تعمل في مجلة "الجرس" وتتعاون مع "وكالة الصحافة الفرنسية، اثناء توجّهها إلى بلدة قانا.

واستشهد مراسل جريدة "الأخبار" عساف بو رحال بعدما استهدفه الرصاص الإسرائيلي خلال متابعته الإعتداء الاسرائيلي على منطقة العديسة في 3 آب العام 2010.

ونذكر بأسى الرصاص الذي اصاب فريق عمل قناة "الجديد" في 9 نيسان 2012، أثناء تغطية أحوال المنطقة الحدودية بعد اشتباكات شهدتها بين الجيش السوري والمعارضة السورية، فاستشهد المصوّر علي شعبان.

وطبعا لا يمكن أن ننسى ولو ليوم واحد، الشهداء الاحياء الذين نجوا من محاولات اغتيال، ومن بينهم صاحب جريدة "السفير" طلال سلمان (1984) والنائب مروان حمادة (2004) والاعلامية مي شدياق (2005).....

في يوم شهداء الصحافة نقول لهم حيث كانوا نحن نحبكم ونحن اوفياء لذكراكم ، انتم شرف هذا الوطن، لا تتخلوا عن الصلاة من اجله.