فنان ونجم كوميدي كبير لا مثيل له، وعلاقته بـ"الإفيه" وطيدة وتجلى ذلك في كثير من الاعمال التي ظهر فيها بإرتجالية كبيرة، فلقد بدأ مشواره الفني في منتصف الستينيات من القرن الماضي وتم حصره في نوعية مُعينة من الأدوار ولكنه أثبت جدارته بالتنوع في ما يُقدمه، كما أن مُخرجين كبار كثر كانوا يعتبرون أن لديه إمكانيات كبيرة لم تظهر الآن.. هو الممثل القدير حسن حسني الذي خص "الفن" بحديث خاص، والمعروف عنه أنه بعيد جدا عن الصحافة والإعلام ولا يُجري أحاديث صحافية إلا حين تكون لديه أعمال فنية، ويكشف لنا رأيه بالنجوم الشباب والنوعيات الفنية في التمثيل ورأيه في أفلام المقاولات والإيقاع التمثيلي والمسرح والكثير من التفاصيل في اللقاء التالي:
في البداية، ما هو تعليقك على تكريمك من مهرجان شرم الشيخ السينمائي، وما رأيك بهذه الدورة؟
المجهود الكبير المبذول من القائمين على المهرجان في دورته الثانية، كبير جدا، حتى أنني شعرت وكأنني في مهرجان ظهر للنور منذ سنوات. وأشكر القائمين عليه على تكريمي، وسعيد بكل هذا الحب الذي وجدته من الناس وأتمنى أن تكون عودتي المُقبلة مميزة وتعوض عن غيابي في الفترة الماضية.
هل تضع في حساباتك فكرة النوعية بالنسبة للأدوار سواء دور شر أو كوميديا أو توليفات أخرى؟
لا أضع في حساباتي إنتماء الدور لنوعية معينة سواء في إطار الشر أو الكوميديا، إنما أنتقي ما يناسبني من أدوار وأعيش الشخصية كما هي وكأنني أرتديها بالفعل، فلا أحب أن أكون شريرا أو كوميديا بل أحب أن أُقدم شخصيات متنوعة ومختلفة عليّ تماما.
هل ترى أنك ظُلمت في فترة التسعينيات بسبب حصر بعض المُخرجين لك في اطار الكوميديا مع فنانين يؤدون نفس النوعية من الأدوار؟
أعتقد ذلك، وبعض أصدقائي لاحظوا ذلك خلال مشواري لأنني لم أبدأ بأدوار الكوميديا بل قدمت الكثير من الأدوار المختلفة البعيدة عن الكوميديا، ولكن بعد ذلك كانت هناك عناية في الإختيار من دون البُعد عن نوعية معينة من الأدوار لأنني في النهاية أختار السيناريو والدور إذا أعجبني وأقدمه، ولهذا السبب غبت خلال السنوات الأخيرة بسبب عدم وجود أعمال مناسبة لي.
حدثنا عن ضبط الإيقاع التمثيلي خصوصا أنك تُجيد القيام بذلك وكل مشاهدك يتجلى فيها الإنسجام بينك وبين الفنانين؟
ضبط الايقاع بالنسبة للتمثيل شيء ليس صعبا، فأنا اعرف كيف أتعامل مع كل ممثل يقف أمامي وأُوجد بيننا اسلوبا تمثيليا مميزا. أحد المخرجين قال لي"أنا مش بقلق من أي مشهد بيكون فيه حسن حسني علشان ضبط الإيقاع". وأنا سعيد بإندماجي الشديد مع كل فريق عمل شاركت به لأن الإنسجام في التمثيل شيء مهم للغاية ولابد من وجوده بينك وبين من يقفون معك بكل مشهد.
وكيف تجد ما يعرف ب"أفلام المقاولات"، التي إنتشرت بقوة منذ سنوات؟
أعرف هذه الأفلام وكُنت أشاهدها لمعرفة مُجريات الامور على الساحة الفنية ولكنني لم أُحبها أو أتحمس لمشاهدتها وكُنت دائماأرفضها، وكانت مشاهدتي لهذه الأعمال مرة واحدة كي أرى ما يتم تقديمه بهذه النوعية المُنتشرة، وشعرت بحالة إبتذال كبيرة لم أحبها وبالفعل هي بدأت في الإندثار وأتمنى أن تعود السينما لوضعها الطبيعي ومكانتها الكبيرة المعهودة في مصر.
وهل هذا النوع من السينما موجود في مصر فقط؟
ليس في مصر فقط إنما هو موجود بكل سينمات العالم سواء في هوليوود أو الدول الأخرى ولا يتبع المناطق الجغرافية، ولكن الفن الحقيقي هو ما يدوم ويعيش مع الناس طوال العمر، وأعتقد أن الجمهور ذكي ومُدرك للفن الراقي والهادف ويميزه عن المُبتذل.
أريد أن أتطرق معك الى المسرح، ألا تُشجع عودة المسرح العسكري من جديد والذي كان موجودا في العقد الثالث من القرن العشرين؟
بالتأكيد، أُرجح عودة هذا المسرح الذي كان موجودا وبقوة في تلك الفترة، وكانت هناك فرقة خاصة ومتميزة تُقدم عروضا متنوعة، ولكن بعد النكسة تم حل هذه الفرقة، وأعتقد أن عودة هذا المسرح مهمة للغاية وتؤدي الى تنشيط المسرح بشكل عام.
قدمت عددا من المسرحيات المميزة، ألا تشعر بالرغبة بالعودة للمسرح من جديد؟
سعيد كثيرا بمشواري المسرحي وما قدمته من أعمال حقق نجاحا كبيرا وظلت تُعرض لفترات طويلة، وأنا أُحب المسرح وأتمنى العودة حين أجد عملا مناسبا، ولكن الفكرة هي في صعوبة العمل المسرحي بشكل عام من حيث البروفات والإرتباط بالعروض، وفي الفترة الحالية عودتي ستكون من خلال السينما وأحب أن أُركز على هذه الخطوة.
تختار بدقة المُخرجين الذين تتعاون معهم.. فما السبب؟
السبب يخص الشق التمثيلي، لأنني حينما أتعاون مع مُخرج لابد أن أتعلم من خبراته ويكون تعاوني معه إضافة لمشواري الفني وليس مُجرد تعاون والسلام، وأصبحت لدي حاسة جديدة لمعرفة قُدرات المُخرج الذي أتعاون معه مع تصوير أول مشهد تحت قيادته، وهذا الأمر مازلت أعمل به حتى الآن لأن المُخرج هو عين الممثل التى ترى الأفضل دوما، ومن الضروري إنتقاء المُخرج الذي أتعاون معه.
ولكن لماذا برأيك الكوميديا غائبة اليوم عن الساحة الفنية التي تنجح فيها أفلام الأكشن والتشويق؟
الكوميديا هي حالة فنية جميلة نفتقدها في الوقت الحالي، فأصبحت الكثير من الأعمال مُستهلكة فقط من أجل إضحاك الناس، ولكن الكوميديا هي رسالة وفكرة أفضلها كوميديا الموقف، وإنطلاقا من ذلك يُولد ما يُسمى بـ"الإفيه"، وقد يكون غياب الكوميديا سببه الأوضاع التي يعيشها الناس بعد ثورة يناير.
وهل الكوميديا و"الإفيهات" التي تطلقها، تأتي من وحي خيالك وهي غير مذكورة في النص؟
هناك الكثير من "الإفيهات" التي أقولها إرتجالية ولم تكن مكتوبة بالنص وهذا مهم بالنسبة لأي عمل كوميدي، والأمر نفسه يعتمد على كوميديا الموقف وفكرة الفيلم بالمقام الأول وإمكانيات المُخرج في معرفة إن كان "الإفيه" الذي أقوله سيُضحك الناس أم لا، وقد اكتسبت هذا الأمر من المشهد الذي يُسمى بـ"ون شوت" أو الذي تتم إعادته وكنت على الفور أقوم بتغيير كلامي و"إفيهاتي".
وفي النهاية..كيف تجد فكرة التعاون مع الممثلين الشباب وخصوصا أنك لُقبت بـ"عم الشباب"؟
لا أعارض التعاون مع النجوم الشباب وفي كثير من الاعمال ظهرت مع نجوم شباب وكان تعاون مُثمر وأنا دائما أُشجع على هذا التعاون لأن هناك قُدرات فنية كبيرة للكثير من نجوم الأجيال الأخرى، وما يتحكم في خِياراتي في المقام الاول هو النص المميز والمخرج الذي يتولى اخراج العمل.