في كتارا.
.. الحي الثقافي الذي يتوّج بعراقته العاصمة القطرية الدوحة، يستمر مهرجان كتارا الثاني لآلة العود باحتفاله بهذه الآلة الشرقية الأصيلة وتنظيمه، إلى جانب الحفلات الموسيقية الليلية، عدد كبير من الفعاليات والحاضرات والمحطات اليومية التي من شأنها إلقاء الضوء على عراقة وأهمية وأصالة آلة العود.
وحفل اليوم الثالث من المهرجان بتقديم عدد من الندوات القيّمة التي زوّدت الحاضرين بالكثير من المعلومات العلمية والتاريخية الهامة، فسلّط الدكتور التونسي محمد الماجري الضوء خلال محاضرته على مدارس العزف في العالم وأبرزها المدرسة العراقية والمصرية والشامية، متناولاً أهم المحطات التاريخية لآلة العود بدءاً من العجم وصولاً إلى بلاد الشام. في حين قدّم التركي أحمد تونش، المتخصص في صناعة الأعواد، محاضرة تحدث فيها عن هذه الصناعة وتفاصيلها والفرق بين عود وآخر وبين وتر وغيره. ولفت تونش إلى أن العود التركي يشبه العود العربي في الشكل إلى حد بعيد، لكن الفرق يكمن في أن العربي يتطلّب أن يكون أحد الأصوات منخفضاً.
أما مسرح الفارابي، فشهد بدوره عرضين مميزين أولهما للفرقة الماليزية التي ألهبت الحضور وفاجأتهم بتقديمها مجموعة من المعزوفات واللوحات الاستعراضية بإيقاعات شرقية وكلمات عربية. أما العرض الثاني فقدّمه العازف الموريتاني شيخ ولد أب وعرّف من خلاله الجمهور على الثقافة الموسيقية لكا من ماليزيا وموريتانيا.
ومع تواصل النجاحات الواضحة التي يحققها في نسخته الثانية، يصل مهرجان كتارا الثاني لآلة العود الليلة إلى خواتيمه، والاستعدادات لليلة الختامية توضح بشكل جلي مدى اهتمام القائمين على هذا المهرجان وحرصهم على إبراز دور وأهمية آلة العود، وتمسكهم بالموسيقى الشرقية بما فيها من تميّز وخصوصية. وقد أرادت اللجنة المنظّمة للمهرجان أن يكون ختامه مسكاً بجمعه بين الطرب الشعبي والعزف تحت عنوان "سمرة مع العود"، يحييها الفنان القطري منصور المهندي، الفرقة الأندونيسية (بلاشك)، صالح الجريد من الكويت، والعازفة اليابانية يوشيكو مانسودا. هذا ومن المفترض أن تجمع دار الأوبرا في كتارا جميع العازفين المشاركين في المهرجان خلال الحفل الختامي أيضاً ليقدموا معاً المعزوفة الأخيرة.