في وقت تشهد فيه الحركة الثقافية القطرية حراكاً إبداعياً واضحاً، تماشياً مع رؤية وزارة الثقافة والرياضة، وانطلاقاً من مبدأ تكريم الجهود المبذولة للارتقاء بالفن المسرحي، أقام مركز شؤون المسرح احتفالية ضخمة لمناسبة يوم المسرح العالمي كرّم خلالها بوتقة من نجوم المسرح القطري والفنيين المميزين، وذلك على خشبة مسرح قطر الوطني.
حوالي الساعة الثامنة مساء، إنطلق الاحتفال، الذي قدّمته الإعلامية حصة السويدي، مع كلمة يوم المسرح العالمي التي دوّنتها هذا العام الفنانة اللبنانية مايا زبيب وتناولت خلالها رسالة المسرح وعلاقته بالإنسان، وألقاها أستاذ الدراما والاتصال في كلية المجتمع د. مرزوق بشير. ومن ثم كانت كلمة مدير مركز شؤون المسرح الفنان صلاح الملا والتي أشار خلالها إلى أن الاحتفال بيوم المسرح العالمي جاء بالتزامن مع انتهاء الموسم المسرحي القطري 2017 - 2018 الذي شهد منافسة فنية ملموسة، ليبدأ بعدها عرض فيلم وثائقي يتضمّن حصاد الموسم المسرحي الذي تضمّن عروضاً مسرحية مختلفة، إلى جانب كلمات خاصة تفرّد بها أبرز نجوم المسرح القطري.
وبعد الانتهاء من تقديم الكلمات الرسمية، بدأ حفل توزيع جوائز ختام الموسم المسرحي 2017-2018، بتكريم وزير الثقافة والرياضة صلاح بن غانم العلي لمدير الإضاءة الشهير حسن المريخي، ثم لممثلي الوزارات والمؤسسات الداعمة للحركة المسرحية القطرية، وأعضاء لجنة التقييم، وذلك قبل أن يصار إلى توزيع الجوائز التي حصل من خلالها الفنان غانم السليطي على حصة الأسد بعدما فاز بجائزة أفضل ممثل دور أول، وأفضل نص وأفضل إخراج عن مسرحيته "شيللي يصير" التي حصدت بدورها جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل، أفضل إنتاج لشركة الديار القطرية للإنتاج الفني، أفضل ممثل واعد الفنان مشعل المري، أفضل ممثلة دور ثانٍ الفنانة هدية سعيد، أفضل موسيقى وألحان الموسيقار مطر علي، أفضل كلمات أغاني الشاعر عبدالرحيم الصديقي، وأفضل إضاءة فنية للفنان جاسم الأنصاري الذي حصد بدوره أيضاً جائزة الإخراج الخاصة عن مجمل أعماله. أما جائزة التمثيل الخاصة فتقاسمها الفنانان فهد القريشي، وعبدالله العسم، في حين نال المهندس محمد الخليفي جائزة أفضل ديكور عن مسرحية "ديرة العز" التي نال عنها أيضاً الفنان فيصل رشيد جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ. واللافت كان حجب بعض الجوائز عن بعض الفئات مثل جائزة أفضل ممثلة دور أول.
وبعد انتهاء عملية توزيع الجوائز على المكرمين، ألقى وزير الثقافة والرياضة كلمة أكد خلالها أن المسرحيين القطريين برهنوا من خلال فنهم الراقي عن مقدرتهم على تقديم أعمال جماهيرية وبأنهم أعطوه وعداً بأن يكون القادم أفضل. وقد توّج الاحتفال بعرض أوبريت ملحمة "كرامة وطن"، وهي من تأليف وإخراج حمد الرميحي، وبطولة حشد من المسرحيين القطريين مثل علي ميرزا، خالد الحمادي، علي سيف، ندى أحمد، فهد القريشي، وشعيل الكواري.
القول: الاحتفالية انتهت... لكنّ الأصوات المعترضة ارتفعت... والتساؤلات حول كيفية توزيع الجوائز وصوابية الاختيار أحدثت جدلاً واسعاً، بخاصة مع غياب أبرز الأسماء الفنية وحصر الجوائز في عمل واحد ولمصلحة أسماء متكررة، وفي ظل تعتيم على أسماء أخرى تستحق الجوائز التكريمية والمالية... وبجدارة.