تحدّثت الممثلة السورية إغراء، عن الحادث الذي تعرّضت له قبل فترة، والذي ألزمها البقاء من دون حركة لأكثر من عام، واعتبرت أن الجيل الجديد يعرف أفلامها من خلال الانترنت وأن عدداً من صالات السينما لا تزال تعرضها، لأنها الإسم الوحيد القادر على جذب الجمهور بعدما هجرها المنتجون والرواد.
وقالت إغراء في برنامج المختار مع الإعلامي باسل محرز، عبر المدينة اف ام، إن مشاركتها في فيلم الفهد مع المؤسسة العامة للسينما كان تضحية كبيرة منها في سبيل إنجاح الفيلم، وإن المشهد الشهير لها فيه هو من عرّف الجمهور على سينما القطاع العام، التي كانت غائبة تماماً في الوقت التي كانت فيه سينما القطاع الخاص هي الأنجح وتحقق الإيرادات، وأضافت أن الناس كانوا يأتون لمشاهدة أفلامها من مختلف المحافظات بالآلاف، وإتهامها بأنها الوحيدة التي كانت تقدم الجرأة في الأفلام ليس دقيقاً لأن عدداً كبيراً من الممثلات اللواتي تحولن إلى التلفزيون، قدّمن في السينما مشاهد جريئة ولكن الجدل لم يثر حولهن لأن أفلامهن كانت فاشلة، وإن من يتهم أفلامها بالجرأة يسقط من حساباته ما نشاهده اليوم في المسلسلات والأفلام والكليبات وعروض الأزياء وحتى البرامج، مشيرة الى أن "وقتنا الحالي غير الكثير من المفاهيم، وأصبح كل ما كان ممنوعاً من قبل متاحاً للجميع".
وتساءلت إغراء أنه إذا كانت أفلام القطاع العام كما توصف جادة وجيدة وخلاّقة وتحصد الجوائز، فما مبرر عدم إقبال الناس عليها؟ مضيفةً أن الإستهتار إلى حد التجريح في القطاع الخاص والنظر إليه على أنه تافه وتجاري ومنعه من العمل و"تطفيش المنتجين" عبر الروتين والتسلط، كان السياسة التي إتبعها القائمون على السينما، رغم أن هذه الأفلام كانت تباع لغالبية الدول العربية، وتحقق ايرادات خيالية وتنافس الأفلام المصرية.
وعما اذا كانت أدوارها أثرت على نظرة المجتمع لها، أوضحت إغراء أن هذه النظرة قاصرة وجاهلة، لأن أفلامها كانت تعالج قضايا إجتماعية، مهمة وخاصة مشاكل الأسر البسيطة والشرائح الاجتماعية المهمشة.
وعن سبب عدم تكريمها حتى الآن، قالت إغراء إن القائمين على السينما كرموا ممثلات سوريات منهن من لم تقدم للسينما أي شيء، ولم يكن هناك إلتزام بالقوانين والمعايير للتكريمات، ولذلك لا يعنيها موضوع التكريم مطلقاً، لأن تكريمها الحقيقي نالته من الناس.
وأشارت الى أن الفيلم الوثائقي الذي كان سيتناول قصة حياتها من إخراج الراحل عمر أميرلاي، لازال قائماً بعد وفاته بعدما انتقلت حقوق ملكيته إلى شركة إنتاج إسبانية فرنسية، ولكنه تأخر بسبب رحيل أميرلاي والحادث الذي تعرضت له، وكشفت أنه عرض عليها عدة أدوار في التلفزيون كان آخرها في مسلسل "عناية مشددة" مع المخرج أحمد ابراهيم أحمد، لكنها اعتذرت لأن الدور لم يناسبها لا من حيث الشكل ولا طبيعة الشخصية.
وإعترفت إغراء بأنها تخاف من الموت وأن السنوات تسرق الصحة والشباب والأحبة ولكنها لم تنل منها حتى الآن، ورغم أنها كبرت بدون والديها إلا أنها لم تشعر بعقدة اليتم، ولا تزال تستحضر روح والدتها بشكل دائم، وتجري حوارات ونقاشات معها كأنها حقيقية.
وتحدثت للمرة الاولى عن زواجها من المخرج محمد حلمي، قائلةً إنها تأخرت في إتخاذ قرار الزواج رغم كل الإشاعات التي طالتها، لأنها كانت تبحث عن مواصفات محددة وعلى الرغم من أن زوجها يصغرها بالسن، ولكن هذا الأمر لم يؤثر على علاقتهما.
كما بينت إغراء أنها راضية عن كل ما أنجزته وقدمته خلال حياتها، ولازالت لغاية اليوم تلمس محبة الناس وخصوصا السيدات، وأضافت أن ما بداخلها من خجل لا يشبه ما تقدمه في أدوارها، كما قالت إن بصماتها ستبقى مزروعة في تاريخ السينما السورية، شاء من شاء وأبى من أبى.