تُرجم ربيع الفن في حضرة الرقي، وعلى مسامع عشّاق الأصالة والابداع، نجحت سمية بعلبكي بسرقة انفاسنا واخذها الى عالم امتزج فيه الحنين والشوق، فامتدت مع امتداد الصوت الرخيم واتّخذت منها سكينة وصلاة.

ولأن الفن هو منارة لبنان وجزء من ثقافته ومجتمعه، اقيم حفل على مسرح قصر الأونيسكو برعاية وزارة الثقافة، حيث ادّت الفنانة اللبنانية سمية بعلبكي باقة من اجمل الأغنيات، رافقتها الأوركسترا الوطنية بقيادة شقيقها المايسترو لبنان بعلبكي.

سمية حيّت اهل الصحافة والاعلام، وشكرت جميع الحضور على مجيئهم، واعادت بذاكرتنا الى زمن الكبار الى زمن صباح ووديع الصافي، ومن بين الأغنيات التي قدّمتها في الحفل: "سبحان من جمّلك، يا قمر الدار، رح حلفك بالغصن يا عصفور، احنّ الى خبز امي التي استذكرت بها والدتها الراحلة، على الله تعود، عالضيعة، قلعة كبيرة، يا دلع يا دلع"، وختمت بأغنية خاصة لها تحمل عنوان "لا اريد اعتذارا"، كما تم تكريمها من قبل وزارة الثقافة.

وكان للفن هذا اللقاء الخاص مع سمية بعلبكي...

اخبرينا عن حفل الأوركسترا الليلة

سأقدم في هذا الحفل عدة اغنيات لعمالقة لبنان، وسأختم بأغنية قديمة لي اسمها "لا اريد اعتذارا" وهي من كلمات انور سلمان والحان احسان منذر، وقد حصدت بسببها جائزة الميكروفون الذهبي عام 1994.

ما هي مشاريعك المقبلة؟

هناك اغنية انا في صدد تحضيرها مع الملحن احسان المنذر، اضافة الى بعض الحفلات.

ما الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك الفنية؟

واجهتني مشكلة الانتاج، اذ انه هامّ جدا لكل فنان ومن شأنه ان ينعكس على غزارة في انتاج الأغنيات.

كيف هو الوضع الفني اليوم من منظار سمية بعلبكي؟

في مجال الفنّ هناك اعمال جميلة وهناك ايضا السيئة.

لما اخترت هذا النوع من الغناء؟

هذا النوع يمثّل قناعاتي ومبادئي، واحببته منذ صغري كما ان صوتي يتلاءم معه.

بدوره اكّد المايسترو لبنان بعلبكي لنا، ان هذا النوع من الفن هامّ جدا، فهو راق وينم عن ثقافة موسيقية عالية، كما اعرب عن سعادته بالحضور الهائل.

وكان لنا لقاء خاص مع الدكتور جمال فياض الذي اعرب عن سروره بهذه السهرة، واشار الى ان غناء سمية بعلبكي للدكتور الراحل وديع الصافي والشحرورة الراحلة صباح كان مذهلا، والجميل انها بقيت محافظة على هويتها الخاصة، واختيارها لهذه الأغنيات كان مناسبا، وكأنها ارادت ان تأخذ بنا الى الزمن الجميل، كما ان لبنان البعلبكي هو قائد اوركسترا ممتاز.

وأضاف، اريد بهذه المناسبة ان اقول لوزير الاتصالات الذي لا علاقة له بالموضوع، انت تتبرّع لعدة مهرجانات فنية تقام في بيروت بألاف الدولارات، من ميزانية وزارة الاتصالات، تبرع بمئتي الف دولار لصالة الأونيسكو لأن حالتها حرجة وبحاجة لإعادة تأهيل كي تستعيد مجدها من جديد.

كما ادعو وزير الثقافة لزيارتها والاطلاع على حالتها، وان يقوم بوضع برنامج ثابت لاتباع هذا الحفل كبرنامج شهري في قصر الأونيسكو لنعيد الرونق لهذا الفن.

وعن سؤالنا عمّا اذا كانت بعلبكي لم تأخذ حقّها الكافي؟ وجّه فياض اللوم اليها من هذه الناحية كما لام زوجها الفنان نبيل الخطيب، اذ انها خجولة ولا تسعى لتوسيع دائرة علاقاتها مع الاعلام.

وقال ان هناك تقصير منها، وكشف ان في حوزتها لحن "وصفولي عيونك" وهي من اعمال نور الملاح، حيث كان يجب عليها ان تؤديه، واعتبره انه عمل مميز ورائع.

وختم الدكتور جمال فياض برغبته ان تصل الأصوات القوية والجميلة الى الصف الأوّل، واشار الى ان الملحّن قادر ان يصنع النجوم، وان الملحنين باتوا قلّة في لبنان.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغط هنا .