كثر هي تلك القواعد التي يخضع لها كل شخص أراد أن يخوض عالم الشهرة، ولكن على ما يبدو أنّ هذه الشروط التي كانت قد جعلت من الفن اللبناني يطبع بصمته على الخارطة العالمية، بدأت تغيب وتزول عند العديد من الأشخاص.
ما يحصل في الآونة الأخيرة بدأ يتجاوز الخطوط الحمر، ليس بمفهوم الفن الأصيل، فأصبح كل شخص يمتلك شعرة من الصوت الجميل، يلجأ إلى الغناء وصناعة العديد من الأعمال الغنائية ظنّا منه بأنّه سيصبح نجماً.
ولكن الأكثر خطورة، هنّ أولئك اللواتي بدأن يقدّمن للفن مفهوما آخر، على حساب أجسادهن العارية، وذلك بهدف الشهرة لا أكثر. وبالفعل نجحن بأن يسلّطن الأضواء عليهن من قبل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت منبرا لأشخاص لا يستحقونها.
ولا شكّ في أنّ هدف هؤلاء الّلواتي يصفن أنفسهن بالمنفتحات هو الشهرة لا غير.
وأبرزهن، رولا يمّوت، التي إذا دخل أي متابع إلى صفحاتها الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوجد صورها العارية، إن كان على السرير أو حتّى خلال تواجدها في المجتمع. وكذلك ريما ديب، والتي وصفها البعض بالظاهرة الجديدة، والتي بالفعل بدأت تستفز المتابعين من خلال إطلالاتها المثيرة، وشبه العارية، بالإضافة إلى حركاتها المستفزة لعين المشاهد.
ولا شكّ في أنّ هذه "الظاهرة" لا تنطبق في لبنان فقط، فقد نجد مثلهن في العديد من مناطق الجوار وبالتالي عالميا كنجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان التي حازت شهرة واسعة رغم أنّها لا تمتلك أي مستوى من الفن، سوى أنّها كانت عارضة أزياء للمجلة العالمية Play Boy.
وغيرهن من الشخصيات الّلواتي ينعتن أنفسهن بفنّانات، ويهاجمن كل فرد أراد أن ينتقد ما تقدّمه من استعراضات ليس لها أي صلة بالفن الأصيل، والفن الذي اعتاد عليه المتابع.
فبالفعل أين هو ذلك "الزمن الجميل"، الذي كان ينتظر فيه الجمهور أعمال فنانهم وليس أزياءه؟، وأين هي تلك اللحظات التي كان فيها الفنان ينشهر ويسلّط عليه الضوء بسبب ما يقدّمه من أعمال ناجحة؟.
وأكثر الأمور إستفزازاً هو أنّ الإعلام ما زال يسلط الضوء على مثل تلك الشخصيات بهدف "الرايتنغ" على الرغم من أنّ هناك العديد من الأسماء التي لعبت أدوارا مهمة خلال مسيرتها، إلا أنّها لم تحصل على أدوار بطولة، ولم يسلّط عليها الضوء بشكل كبير، منهم الممثلة مارينال سركيس، الممثلة غريتا عون، والممثل علي سموري، وغيرهم من الشخصيات التي تستحق أدوار البطولة إلا أنّها لا تحصل عليها، بالرغم من أنّهم يمتلكون قدرة واسعة في هذا المجال.
فالعديد من الأشخاص يصفون أنفسهم بالمنفتحين، فقط من أجل خدمة مصالحهم الخاصة، وإثارة ضجّة بهدف الشهرة التي تحوّلت إلى هوس لدى الكثيرين.