مُنتج وممثل ومخرج فلسطيني حالم سعى للوصول الى هوليوود حتى أثبت نفسه هناك، ولكنه وجد نفسه بمواجهة هجوم ضدّه إثر حضوره مهرجان شرم الشيخ السينمائي ومُشاركته بإحدى مُسابقات المهرجان بفيلم من إنتاجه، والسبب يعود لإلتقاط مُنتج إسرائيلي صورة معه منذ خمسة أعوام من دون أن يكون على علم بذلك كما أكد لنا، فلقد تحول حضور الفلسطيني إياد حجاج بالمهرجان من شخص يحلم بجائزة وتكريم له على فيلم "أحلام لم تراودني"، الى مُتهم لا يعرف اين أخطأ....
في حديث حصري لـ إياد لـ"الفن"، خصّنا بردود قوية على ما نُشر ضده مؤخرا، كما كشف لنا حقيقة علاقته بالمنتج الإسرائيلي، مؤكدا على ثقته الكبيرة بنا.
بداية... هل قرأت ما كُتب ضدك بالصحافة والهجوم الذي شُنّ عليك بعد إنتشار صورة تجمعك بمنتج إسرائيلي؟
الكثير من أصدقائي ارسلوا لي ما كُتب عني، ورأيي في هذا الأمر أنني فنان وأُقدم أفلاما وأرى أن حديث الصحافة عني بهذا الشكل أمر عادي.
ولماذا لم تحاول الرد على هذه الإتهامات خصوصا بعد نشر صورتك مع المنتج الإسرائيلي "شلومو"؟
أولا أنا ضيف على مهرجان شرم الشيخ السينمائي، ولقد قاموا بالرد على هذا الأمر في بيان صحافي، فلا فائدة من ردي على هذه الإتهامات لأنني فنان ومنتج ومخرج معروف في هوليوود. وحين أذهب وأُشارك بأي مهرجان الناس تقوم لالتقاط الصور معي، فهل اسأل من يقومون بالتصوير معي عن أسمائهم أو جنسياتهم وما شابه ذلك؟
ولكن هناك إتفاقية مصرية وقرار من إتحاد النقابات الفنية المصرية، تمنع مشاركة أي فنان يقوم بالتطبيع مع إسرائيل؟
عملت مع منتج وشركة إنتاج في هوليوود وكان هذا التعامل عن بُعد، ولا اعرف من أين جاءت كلمة تطبيع ولماذا، خصوصا أن هوليوود فيها نسبة 80% من اليهود ممن يتحكمون فيها بشكل كبير.
هل تقصد الفنان عمرو واكد حين شارك في "House of Saddam"؟
لم أقصد اي فنان بشكل خاص ولكن ما قصدته أن صناعة السينما الأميركية قائمة على اليهود ولكن أنا ليس من حقي أن اسأله أنت يهودي أو صهيوني أو اسرائيلي؟؟ لأننا نعيش في أميركا التي ليس فيها عنصرية، ولو أن هناك أشخاص يسألونني عن جنسيتي وديانتي فسوف أكون غاضباً منهم.
ولكن إسم "شلومو" واضح أنه إسرائيلي وليس عربيا؟
80% من اليهود الذين يعيشون في أميركا أسماؤهم "شلومو" و "سبيل بيرغ" و "غولد بيرج" وغيرها، ونحن نعرف هذا الأمر أكثر منكم، كما أن الهاتف الذي تحدث لي منه كان من لوس أنجلوس، فأنا ألتقيته عند صديق بمكتبه وطلب مني أن أعاونه فالتقيت بـ"شلومو" وليس من حقي أن اسأل عن أي تفاصيل تخصه.
ولكن الازمة أنك ابن فلسطين التي تعيش في صراع مع إسرائيل منذ سنوات؟
لا أرى أن هناك أزمة لأنني لم أُقدم أعمالا تخص الصراع العربي الإسرائيلي، ولم أقدم أي عمل يُشجع على التطبيع من قريب أو من بعيد، فكل الحكاية أن هذا الشخص إلتقط صورة معي.
هل تقصد أنك لم تعمل معه في فيلم "Raptor Ranch"؟
قمت بالمساعدة في أشياء وتفاصيل بسيطة، فنحن كمنتجين ومخرجين، لنا علاقاتنا ومعرفتنا بأماكن التصوير وما شابه ذلك، هناك شخص صديق طلب مني ان أُقدم مساعدة فقط وليس أكثر، وأنا أتحدى أي صحافي يُقدم لي صورة في الـ"set" الخاص بهذا الفيلم، كما أنه لو كان لديه اي غاية كإسرائيلي أن يقوم بالتصوير معي لأنني فلسطيني، فهذه مشكلته وليست مشكلتي أنا، لأن الامر لم يكن في بالي على الإطلاق، كما أن الأديان والثقافات تعمل مع بعضها في أميركا، والتعامل هناك سطحي للغاية وليس هناك صداقات، كما أنه ليس هناك وقت لذلك، والصورة التي إنتشرت مع "شلومو" كانت في حدث فني حيث قام بأخذ صورة معي، والكثيرون يلتقطون الصور معي في أي مكان وهذا الامر لا دخل لي به.
أشعر بأن الموضوع غريب لأن غالبية اليهود ينتمون لإسرائيل وأنت لم "تستشعر" هذا الأمر؟
الأمور في أميركا تختلف عن مصر والدول العربية، فلو أنك وجدت شخصا يهوديا بأي دولة عربية ستقول إنه إسرائيلي، ولكن هناك في أميركا أديان وجنسيات مختلفة، وأنا شاركت بأعمال كثيرة وهناك يهود كثر يمسكون بصناعة السينما في أميركا، وليس من المعقول أن أذهب واطلب السيرة الذاتية لكل من يعملون في الأعمال الفنية كي أعرف من منهم يهودي إسرائيلي، كما أن هذا الشخص لم يؤذني ولم يتطرق الى السياسة ولم يقل لي إنني فلسطيني أو أنه إسرائيلي، ولم يقل شيئا يوحي لي بأنه إسرائيلي.
قُلت بأن المنتج "شلومو" يهودي ولم تكن تعرف جنسيته؟
هذا صحيح، وأنا لا أعرف من أين عرفت الصحافة بأنه إسرائيلي ويحمل جنسية مزدوجة إسرائيلية وإنكليزية، فأنا لا أعرف عن أي شيء أدافع وهذا الكلام أراه تافها لأنني شاركت بعمل فني وقدمت فيه مساعدات وإسمي لم يكن على الفيلم نفسه، وأتحدى أي شخص يأتي لي بنسخة من الفيلم يكون عليها إسمي.
وهل تتوقع بعد كل هذا الجدل الذي حدث حولك وإتهامك بالتطبيع، أن يحصل فيلم "أحلام لم تراودني" الذي يُشارك بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، على جائزة؟
جئت بفيلم يحمل قصة مميزة وعلى أمل كصانع سينما، أن أكسب جائزة بغض النظر عن الآراء السياسية والخلافات التي تدور خارج نطاق الفيلم لأنه لم يحدث عليه أي خلافات من قبل، ولقد سبق وحصل هذا الفيلم على عدة جوائز.
ولكن الجدل والهجوم عليك خلق إنطباعا سلبيا عن أعمالك؟
لا أعرف ذلك، والكلام والهجوم لم يكن على هذا العمل لأنه لا علاقة له بما يدور من هجوم ضدي بل إن الكلام عن فكرة معينة وأراها فاشلة ولا تمت الى الحقيقة بصلة، وأنا أوجه رسالة لأي شخص يتحدث ويهاجمني أن يذهب ويسكن في هوليوود ولو لسنة واحدة، وبعدما يعود لابد من أن يرد على أسئلتي لأقول له: "هل أنت قمت بشراء القهوة ولم يكن الشخص الذي باعها لك يهودي؟ أو إشتريت طعاما؟ أو كنت على متن حافلة ولم يكن معك اي يهودي؟
وهل حاولت تقديم ما شابه لخطوات الراحل مصطفى العقاد؟
أنا أنتجت الفيلم بأموالي الخاصة وهناك من رفضوا مشاركتي بالإنتاج لأنهم لا يريدون القصة التي أرغب في تقديمها في هوليوود.
ختاما... هل تواصلت مع أي منتج عربي ورفض مشاركتك؟
لا اعرف من هم الأشخاص المهتمين بهذا الامر، فيلم "أحلام لم تراودني" هو أول عمل فني أُقدمه في الوطن العربي، ولي الشرف أن يكون أول عمل لي بالوطن العربي إنطلاقا من مصر.