يُعتبر أشهر مغني ريغي في العالم، هو روبرت نيستا مارلي ( بوب مارلي )، الذي ولد يوم 6 شباط/فبراير عام 1954 في قرية (سانت آن) شمال جامايكا، ويكمن سر نجاحه الساحق حول العالم في بساطة كلماته وأهمية الرسالة التي ينشرها، وهي التمرد على الظلم، العدالة، الحرية، السلام، محاربة الفقر والحب بكل أنواعه، وإستطاع أن يجذب من حوله الملايين من كل الأجناس والأعراق.
نجح على الرغم من قصر مسيرته الفنية، التي لم تتجاوز الـ36 عاماً، في ترك بصمة فنية حقيقية في تاريخ الموسيقى الغربية، التي عشقها الجمهور في جميع أنحاء العالم، ليكون أشهر مغني موسيقى "الريغي" الأفريقية على الإطلاق.
والده الكابتن نورفال مارلي بريطاني، الذي تم عزله من الجيش البريطاني بعد عمله به كضابط بالبحرية الإنكليزية، بعد زواجه من الفتاة الجامايكية السوداء "سيديلا بوكر"، وأنجبت ابنهما بوب مارلي من زواجهما الذي سرعان ما انتهى بالانفصال لمعارضة أهل الزوج له، مما ساعده على هجران زوجته وابنه.
عامل نظافة في بداية حياته
ترك بوب مارلي المدرسة مبكراً وعمل في ورشة لِحام، بعدما عاش مع والدته حياة فقيرة في عاصمة جامايكا كينغستون، وخاصة بعد ترك والده للأسرة وانفصاله عن والدته التي تزوجت مجدداً، وانتقلت إلى ولاية ديلاوير الأميركية ورحل مارلي معها بعد ذلك، باحثاً عن وظيفة مع زوجته ريتا التي تزوجها قبل سفره في 10 شباط/فبراير عام 1966، ثم عاشا معاً هناك وحاول كسب رزقه من وظيقته كعامل نظافة في احد الفنادق وكان يمسح الأرض، ثم عمل في مصنع سيارات في الفترة المسائية.
أهم 10 أغاني لـ بوب مارلي
Simmer Down
Concrete Jungle
Get Up, Stand Up
I Shot the Sheriff
Burnin' and Lootin
Them Belly Full (But We Hungry)
Revolution
War
Crazy Baldhead
Redemption Song
أبناؤه الـ13
على الرغم من حياته القصيرة؛ إلا أن بوب مارلي ترك أثره في أبنائه، الذي وصل عددهم إلى 13، إثنين منهم من زوجته ريتا، وثلاثة بالتبني، والثمانية الباقيين مع نساء أخريات.
ديانة "الرستفارية"
بعد معاناته من المعاملة العنصرية للسود في الولايات المتحدة الأميركية، أدخر بوب مارلي ماله وعاد مجدداً إلى جامايكا، بعد ثمانية شهور فقط ولكن المفاجأة إعتناقه لديانة الرستفارية، التي أطلقها الزعيم الجامايكي الشهير ماركوس جارفي، وسرعان ما إنتشرت هذه الديانة منذ انطلاقها في العقد الثالث من القرن العشرين وحتى الآن، ووصل عدد أتباعها إلى مليون شخص حول العالم.
طول شعره لتدينه
لم يكن طول شعر بوب مارلي مجرد موضة بإعتباره أشهر المغنيين في عصره، ولكن تلك الجدائل الطويلة ما هي إلا أحد أهم مظاهر وطقوس دينه وأساسيات الديانة الرستفارية، التي تعتبر جدائل الشعر من أساسياتها والتي رجعوا فيها لبعض التفسيرات الأنجيلية، كما يرجع أصلها إلى كينيا في الأربعينيات عندما جاءت صور صراع التحرر والثوار المختبئين في الجبال كما اتخذوها لتوضيح الفرق بين الشعر الإفريقي المجعد والشعر الأبيض الناعم.
أكثر الفنانين تأثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين
عند حلول الألفية الثالثة، وصفته جريدة "نيويورك تايمز" بأنه "أكثر فنان تأثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين"، واختارت الـBBC أغنيته الشهيرة "One Love" نشيداً لنفس المناسبة، كما مُنح في عام 2001 جائزة "غرامي" الموسيقية الرفيعة عن نتاجه الإبداعي مدى الحياة. ونُقش اسمه في جادَة مشاهير هوليوود في مدينة لوس أنجلوس الأميركية في عام 2001 مع نجوم هوليوود.
وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بين موسيقى الريغي الهادئة نوعاً ما، وموسيقى الروك آند رول الصاخبة وذات الشعبية الساحقة في الولايات المتحدة، فقد تم ضم بوب مارلي إلى متحف مشاهير الروك آند رول في الولايات المتحدة في عام 1994، وذلك اعترافاً بعبقريته الموسيقية، مكما ُنح بوب مارلي وساماً رفيعاً من بلاده قبل شهر من وفاته، تقديراً لدوره في نشر السلام والحرية داخل وخارج جامايكا.
بوب مارلي والماريجوانا
هناك إعتقاد خاطئ بأن بوب مارلي صاحب مزاج، ويحب تدخين الماريجوانا لمزاجه الشخصي، ولكن في الحقيقة أن من عادات ديانة الرستفارية، التي يعتنقها، تستعمل الماريجوانا كجزء من الطقوس الدينية، بسبب الإعتقاد بأنّ لها تأثيرات تقربهم من (JAH) الاله في نظرهم.
تعرضه لمحاولة إغتيال
في 3 كانون الأول/ديسمبر عام 1976، وقبل مشاركته بحفل موسيقي في ساحة الحديقة الوطنية، بكينغستون جامايكا، تعرض بوب مارلي وزوجته ريتا مارلي ومدير أعماله لمحاولة إعتداء من قبل مجهولين مسلحين، وقد أصيب بجروح طفيفة في الصدر والذراع، أما زودته فقد أصيبت برصاصة إخترقت عمامة رأسها، ونجت بأعجوبة.
وبعد هذه الحادثة أصر بوب مارلي على إتمام الحفل، وبعد إنتهاء الحفل في 5 كانون الأول/ديسمبر عام 1976 قرر أن يغادر جامايكا إلى لندن ليستقر بها كمنفى إختياري بعيدا عن التوتر الحاصل، وإستغل فترة وجوده في لندن في كتابة الأغاني وتسجيلها والتسويق لفنه في أوروبا وبقية أرجاء العالم.
رفض العلاج من السرطان
لم تكن ديانة الرستفارية غريبة من حيث النشأة والأصل فقط، ولكن معتقداتها أيضا تسببت في موت بوب مارلي بالسرطان، فقد إكتشف إصابته بعدما جرح أصبع قدمه أثناء لعب كره القدم في لندن عام 1977، وعلى الرغم من علاج الجرح لكنه لم يلتئم، وبعد التشخيص الصحيح تأكد من إصابته بسرطان الجلد، الذي نما تحت ظفر إصبعه وطلب منه الأطباء بتر الأصبع لإنهاء المرض سريعاً، لكنه رفض بسبب معتقداته الدينية وتابع حياته، إلا أن الأطباء إكتشفوا تفشي مرض السرطان في جسده ولا أمل في علاجه، خصوصاً بعد أن وصل للمعدة وإحدى الرئتين.
وفي النهاية، وصل المرض إلى دماغه، مما تسبب في نهاية حياة أسطورة الريغي بميامي الأميركية يوم 11 أيار/مايو عام 1981، وأقيمت له جنازة رسمية وشعبية حاشدة في جامايكا يوم 21 أيار/مايو عام 1981.