إدوار الهاشم ممثل محترف وقدير له رهبته على الكاميرا، فنان من جيل الفن الجميل وموهبة مثقلة بالثقافة والعلم.
لعب هذا الممثل الكثير من الادوار الصعبة والمركبة، كما شارك بأعمال عالمية لكنه لم يحظ بفرصة النجومية المطلقة الاولى. ناقشنا في حوارنا معه الكثير من الملفات الفنية المطروحة على الساحة الفنية اليوم:
ماذا يذكر ادوار الهاشم من ذكريات زمن الفن الجميل؟
كانت الحياة الفنية في ذاك الزمن بسيطة وبعيدة عن الانانية والحسد. كنا نعمل بروح التآخي والالفة وكان كل منا يخاف على مصلحة الآخر.
بدأت مشوارك الفني باكرا؟
كنت في اوائل عشرينيات العمر وكان الوطن في بداياته التلفزيونية في حقبة الخمسينيات ايام تلفزيون لبنان والمشرق.
هل تؤمن بالصدفة في حياتنا؟
بالطبع، أنا بدأت حياتي بالملاحة الجوية اختصاصي الاساسي، الا ان الصدفة حملتني الى الفن وبدلت اتجاهاتي بالحياة وغيّرت أشياء كثيرة لم تكن في الحسبان عندي.
لماذا لم تحقق النجومية المطلقة؟
كنت اتمتع بكل المواصفات التي يجب ان يتحلى بها النجم من ناحية الموهبة او الشكل الحسن الى المخزون الثقافي. كنت اكثر من يتقن اللغة العربية الفصحى، لكن الحظ لم يحالفني كما حالف مثلا عبد المجيد مجذوب ومحمود سعيد وغيرهم .لو سألتني عن السبب صدقني انا ذاتي لا اعرف لماذا.
برأيك نجومية هذا الزمن ثابتة ومتينة كما في السابق؟
النجومية اليوم غير ثابتة ومتقلبة ولها مدلولات غير التي كانت عليه. كثيرون من النجوم حققوا نجومية واسعة سرعان ما تقلصت اليوم وغابوا عن الساحة وأصبحوا من المنسيين.
الا تعتبر نفسك مقصرا في ناحية ما من فنك؟
صحيح انا مقصر بحق نفسي فنيا وكرامتي لا تسمح لي بدق ابواب المنتجين والمخرجين ومن يريد التعاون معي فليتفضل.
حين صوّرتَ اعلانا في ماليزيا تمنيت لو ان المنتجين عندنا يتعاملون بالمثل، ماذا قصدت ؟
صحيح، كانوا يبحثون عن مواصفات محددة للاعلان وجدوها لديّ، وقصدت بكلامي الاهتمام الكبير الذي يبذلونه من ناحية التنفيذ والتركيز على ادق التفاصيل الصغيرة .
كيف تقيّم هذه التجربة؟
الاجانب خبراء في ادارة اعمالهم بعيدا عن المجاملات وكرماء جدا بالانتاجات مهما ارتفعت نسبة التكاليف ويحترمون الممثل احتراما شديدا فيؤمنون له كافة سبل الراحة.
هل تجذبك الاعمال االدرامية التي تعرضها الشاشات المحلية اليوم؟
بالعربي الفصيح... هناك بعض الاعمال الهزلية التي لا تمت لعالم الدراما بصلة.
ما هي اسباب هذه الهزلية ؟
الخلل بالنص او الاخراج او الانتاج، فالمشاهد اللبناني متعطش للاعمال اللبنانية لكنه يريد اعمالا تُعبّر عن هويته وتاريخه وتصور حقيقة قضاياه الاجتماعية.
هل يطعم التمثيل خبزا؟
اكيد واسعار الفنانين تبقى سرية ما بين المنتج والممثل لاننا احيانا نحصل على اجور متواضعة واحيانا تكون مرتفعة. حياتنا كممثلين معرضة لتقلبات مادية مرتبطة بظروف عملنا.
وهل ادوار الهاشم يكتفي في هذا العمر من مهنة التمثيل؟
الحمد لله مكتفي، ولكنني عاتب على الادارات والوزارات المعنية التي تتجاهل توفير الضمان الصحي حفاظا على شيخوخة الممثل.
تعرّضت للنصب من احد المنتجين؟
صحيح، احد المنتجين سرق حقوقي المادية ولم يدفعها لكن هذا الامر لا ينطبق على الجميع، لدينا منتجين يحترمون الممثل وتاريخه الفني.
من هو هذا المنتج؟
"خلّينا ما نسميه"، عدد كبير من الزملاء يعرفونه.
هل تعاود التعامل معه مرة ثانية؟
ابدا حتى وان اعتذر عن فعلته فمن يخدع ويستولي على حقوق الناس مرة يفعلها كل مرة.
ما زلت تحلم بدور ما لم تلعبه في حياتك الفنية؟
لعبت الكثير من الادوار ونوّعت في خِياراتي للشخصيات، فالممثل مهما لعب من كاركتيرات لا يكتفي ويعيش حالة من القلق بحثا عن دورجديد بعيدا عن التكرار.
تلعب في مسلسل " البيت الابيض" شخصية نافرة وقاسية ؟
صحيح العب دور مدمن على الخمر والقمار وهذا الدور اخذ مني مجهودا كبيرا لان تركيبة الحالة النفسية فيه معقدة وثمة دوافع كانت السبب وراء انحرافه.
لو كنت رئيسا للوزراء ما هي الحقيبة الوزارية التي تقرها في وزارتك؟
نحن بحاجة لوزارة فنية مستقلة عن وزارة الثقافة ترعى شؤون الممثلين والفنانين وتفرض رسوما على النجوم الاجانب وتنظم الفن وتقر ضمان الشيخوخة لان الفنان في لبنان حقوقه مهضومة.
اذا عاد الزمن للوراء ماذا تحذف من حياتك؟
لا احذف شيئا لان الانسان يولد ومسيرة حياته مرسومة على جبينه قد اعدل في بعض الامور او اتعلم من اخطائي.
ماذا يجرحك كفنان؟
استهتار بعض المنتجين وعدم احترامهم لتاريخ الفنانين المخضرمين.