بحضور حشد كبير من أهل الفنّ والإعلام، إنطلق فيلم "في سوريا"، من بطولة الممثلة ديامان بو عبود وهيام عباس تحت إدارة المخرج البلجيكي فيليب فان لو الذي كتب الفيلم أيضاً، وذلك الى جانب العديد من الممثلين في بيروت.
قصة الفيلم تدور في دمشق، داخل منزل "إم يزن" المحاصر التي تؤدي دورها الممثلة هيام عباس، الأم لثلاثة أولاد وتحاول قدر المستطاع حماية أبنائها من الحرب وحجزهم في المنزل. (حليمة) ديامان بو عبود جارتها في الطابق الخامس، تحاول إقناع زوجها بالإنتقال للعيش في بيروت من أجل طفلها الصغير، يقصف منزلها فتنتقل للعيش مع إبنها في بيت جارتها "إم يزن"، تعاني كثيراً بينما يُردى زوجها قنصا أثناء مغادرته المنزل. فيقتحم اللصوص منزل "إم يزن" لترويعهم ويصبح المنزل عبارة عن حياة أم موت. فمن من الأسرة سيضحي من أجل الحفاظ على باقي أفراد العائلة؟
قصّة الفيلم رائعة، تنقل وجع حياة السوريين في الحرب بقالب مأساوي ينقل الواقع المرير. وقد عمل المخرج فيليب فان لو على نقل الصورة بلون غامض يشير الى تلك المآسي. وأوضح المخرج أن الفيلم صوّر في لبنان بمنطقة الحمرا مع العلم أن القصّة تدور في سوريا.
وبعد مشاهدتنا لهذا الفيلم، نثني على أداء الممثلة اللبنانية بو عبود التي قدمت دوراً رائعاً وكان واضحاً تأثر الحضور وتعاطفهم مع شخصيتها، حتى أنها هي نفسها عادت وتأثرت بالشخصية حيث لاحظ الجميع أنها بكت خلال العرض الأوّل.
أمّا أداء الممثلة الفلسطينيّة هيام عباس التي كانت طيلة الفيلم بإنتظار زوجها منذر وتحاول حماية عائلتها، فهو بغنى عن التعريف، الجميع شعر معها أنه فعلاً في حالة حرب وتوترّ حيث انها قدمت أداءً رائعاً جدير بأن يُدرّس.
نهاية الفيلم كانت مفاجِئة، حيث إنتهت القصة من دون سابق إنذار، ربما هي اشارة الى استمرار الحرب "في سوريا". اما ما لا يمكن إغفاله، فهو ان جميع الأدوات التي كانت موجودة في المنزل السوري تعود للبيئة اللبنانية.
يشارك في بطولة الفيلم أيضاً كل من الممثلين، جولييت نافيس، محسن عباس، مصطفى الكار، محمد سليك، أليسار كغادو، نينار حلبي، والياس خاطر.
موقع "الفن" حضر العرض الأوّل للفيلم المميّز " في سوريا" وقام بحوار صغير مع الممثلة ديامان بو عبود والمخرج البلجيكي فيليب فان لو:
الممثلة ديامان بو عبود: أكدّت أن التعاون مع المخرج فيليب كان سهلاً وبقي التواصل بينهما طيلة مدّة كتابة الفيلم، فضلاً عن أنها عملت معهسابقاً كمديرة تصوير في الفيلم اللبناني "طالع نازل". وعن المعايير التي تختار من خلالها أدوارها، أشارت عبود أنها تنظر أولاً الى النص، وبعدها الى هويّة الشخصية التي تحمل رسالة وتعمل على تطويرها لإيصالها بأسلوبها الخاص.
اما كاتب ومخرج الفيلم فيليب فان لو، فكشف أنه يسعى من خلال الفيلم الى ايصال الضعف والقوة اللذين نعيشهما كلنا عند حدوث مصيبة. وغريزة البقاء ولو حتى على حساب الآخرين والفشل الأخلاقي وحقيقة الواقع المجرّد.