لا شك في أن محاولة تفضيل المسلسلات العربية على الشاشات العربية هي أمر ملفت وخطوة تشجيعية جيدة للدراما العربية بشكل عام. ولكن هل مقاطعة الدراما التركية هي الحل؟
فقد تفاجأ الجمهور بتوقف عرض المسلسلات التركية على بعض القنوات العربية المهمة، من دون معرفة الأسباب، مما جعل المشاهد يقع في حيرة من أمره.
وكانت تصاريح صحفية قد اكدت توقف المسلسلات التركية التي تُعرض، واستبدالها بمسلسلات أخرى، واشارت الى أن القرار يشمل ايضا قنوات تلفزيونية إقليمية عدة، ويتخطّى كونه قراراً مهنياً وتجارياً "ربما هذه الخطوة مناسبة لإنتاج المزيد من المحتوى الدرامي الخليجي والعربي النوعي وعرضه على مختلف الشاشات العربية بأسرع وقت ممكن".
وقالت التصاريح: "القرار جاء نتيجة اتخاذ موقف عربي بالتوقف عن بثّ كل ما يتعلق بالقوة الناعمة التركية والترويج لتركيا داخل البيوت العربية، حيث تتخذ تركيا إجراءات لا تصبّ في مصلحة المنطقة العربية ووحدة وسلامة واستقرار الوطن العربي".
كما كان هناك تصاريح اخرى قالت ان تركيا دولة لطالما كانت معادية للدول العربية ولا يجوز الترويج لها الى هذا الحد الكبير.
الحقيقة ان هذا ليس الحل، فمن الممكن للشعب العربي الذي يعشق الدراما التركية ان يلجأ الى الانترنت ومشاهدة اي عمل يريده، بالاضافة الى ذلك التقدم الضعيف للدراما العربية يعود سببه للتلفزيونات التي باتت تبخل على المنتجين لدى شراء المسلسل مما يُضعف قوة المنتج على الانتاج وايضاً الشح بالنصوص الجديدة والميزانية الضعيفة هي اسباب تقدم الدراما التركية على العربية، والحل يكون في ايجاد حلول جذرية للدراما العربية.
اما الاهم من كل ذلك، فهو ان المشاهد ليس قاصرا وهناك من يجب ان يقرر عنه ويوجّه خِياراته!! الشاشة الصغيرة تشكل احدى الثوابت اليومية في حياة الكثيرين ممن يتابعون من خلالها برامج ومسلسلات اختاروها بملء ارادتهم للترفيه عن انفسهم والخروج من ضغوط الحياة وصعوباتها، وليس من حق احد ان يحرمهم منها بين ليلة وضحاها لحاجة في نفس يعقوب...اكتفينا في هذه البقعة من العالم، من ان يسوقنا الجميع كما يحلو لهم...