نجم مصري كبير أحدث حالة من الحراك المسرحي خلال سنوات ركود المسرح المصري الأخيرة، وعلى الرغم من مواجهته هجوما عنيفا في بداية الأمر من المسرحيين ووصفهم لما يُقدمه بأنه لا يندرج ضمن فن المسرح المُتعارف عليه، إلا أنه إلتزم الصمت وجاءت ردود الأفعال القوية من الجمهور لتكون أبلغ رد على الجميع، حيث أن جميع عروض المسرح كاملة العدد خلال الفترة الأخيرة.
. هو الممثل أشرف عبد الباقي الذي يتحدث لـ"الفن" عن خطواته الفنية الأخيرة وغيابه عن السينما وأسبابه وتجربة تقديم البرامج التي أثبت نجاحه فيها بقوة وعن تشجيعه الدائم للنجوم الشباب والكثير من التفاصيل، فكان لنا معه اللقاء التالي:
في البداية.. دعنا نتحدث معك عن مسلسل "عائلة زيزو" الذي عُرض لك مؤخرا وحقق نسب مشاهدة وأصداء طيبة.. فما هو إنطباعك عن هذا العمل؟
إنطباعي عن هذا العمل إيجابي للغاية من خلال ردود الأفعال التي وصلتني عنه بشكل إيجابي سواء من خلال الجمهور في مصر أو بعض الدول العربية، لاسيما وأن المسلسل تجربة إجتماعية مختلفة وكوميديا هادفة لا تحتوي على أي ألفاظ غير لائقة وهذا ما أسعى إليه من خلال أعمالي وهذا الأمر يعرفه كل من حولي وكذلك الجمهور لأنني لا أستطيع إضحاك الناس عن خطوط حمراء لا أقترب منها.
ما الذي بحثت عنه من خلال تقديمك لـ"عائلة زيزو"؟
كُنت أبحث عن إسعاد الجمهور من خلال خلطة إجتماعية كوميدية تكون قريبة من الناس وتناقش أزماتهم ومشاكلهم اليومية، وهذا ما أعتمد عليه في اعمالي خلال العشرة أعوام الأخيرة، حيث قدمت "راجل وست ستات" و "حكايات زوج معاصر" و "عائلة زيزو" وغيرها من الأعمال التي كانت قريبة من الناس ومازال يتذكرها الجمهور.
ألا ترى أنه من الصعب تقديم فكرة واحدة ضمن إطار الدراما الإجتماعية الكوميدية من دون أن يشعر الجمهور بالتكرار؟
أُدقق كثيرا في خِياراتي ولا أدع نفسي أقع في فخ التكرار، فما قدمته طوال مسيرتي الفنية لم يتشابه على الإطلاق مع بعضه البعض، كل عمل كانت له ظروفه وقصته وطقوسه التي اختلفت من عمل إلى آخر، فحين قدمت "حكايات زوج معاصر" منذ أكثر من عشرة أعوام، كان الوضع العام مختلفا عن الوقت الحالي، ومن بعده جاء التطور في أعمال كثيرة قدمتها أبرزها "راجل وست ستات" على مدى سنوات طويلة، فأعمالي لابد أن تُعبر عما يعيشه المجتمع تبعا للوقت والزمن الذي تُعرض فيه.
ما رأيك بوجود مواسم درامية جديدة حاليا بعيدا عن رمضان؟
هذا أمر ضروري كي لا تكون الدراما فقط في شهر رمضان، فتتكدس فيه الأعمال حتى أن بعضها يكون مميزا و يتعرض للظلم اذ لا يحظى بفرصته من المتابعة لأن الجمهور لا يستطيع ان يتابع كل الأعمال التي يتم عرضها في هذا الموسم، ومن الضروري سد الفجوة التي تركتها الدراما المدبلجة طالما أن لدينا القدرة على خوض مواسم جديدة بعيدا عن رمضان، وفي الوقت نفسه أثبتت التجارب السابقة من المسلسلات التي تم عرضها خارج رمضان، نجاحها ونسب مشاهدتها العالية.. فلما لا نقوم بذلك ونشجع المنتجين والفنانين على هذه الخطوة؟!
تستعين غالبا بالنجوم الشباب في أعمالك الفنية وخصوصا من "مسرح مصر".. فما السبب؟
أُشجع حضور الفنانين الشباب في الأعمال الفنية طالما أن موهبتهم جاهزة وهي بحاجة الى فرصة لكي تظهر وتتبلور للجمهور. انا لا امانع هذا الأمر طالما أنني أستعين بوجوه لديها مُلكة التمثيل والكوميديا وخصوصا من "مسرح مصر" لأن هناك نسبة عالية منهم مناسبة للبرنامج وتفاعل الجمهور مع كل من شاركوا بهذا المسرح كبير، ولا بد من تواجدهم في أعمالي والأعمال الأخرى لأن كل الفنانين الشباب اللذين شاركوا بمواسم "مسرح مصر" موهوبين ويستحقون ذلك.
وماذا تقول عن تجربتك في برنامج "عيش الليلة"، الذي حققت به الرقم عشرين بمجال تقديم البرامج؟
أرى أنها تجربة ناجحة وحققت نسب مشاهدة عالية، والجمهور إستمتع بحلقات البرنامج التي شارك فيها عدد كبير من الفنانين اللذين إستمتعوا أيضا والأمر نفسه بالنسبة لي. والحمد لله أرى أن خطوة تقديم البرامج أفادتني كثيرا وحققت بها النجاح ولولا نجاحاتي السابقة لما كنت إستمريت بهذا المجال الذي أعتبر نجاحه مهما بالنسبة إليّ كما حققت بالتمثيل، وأفضل ما في مجال الفن أنه لا يقيّد الشخص بالتمثيل فقط بل يمكن ان يخوض مجالات أخرى موازية يكسر بها حالة الروتين التي قد تُصيب الجمهور والفنان في آن.
ما هو تعليقك على حالة السعادة الكبيرة التي خلقها "مسرح مصر" في قلب الجمهور المصري والعربي؟
أراها حالة صحية جدا وتُسعدني موسم بعد موسم، فردة الفعل التي تلقيتها على الموسم الثالث والذي إنتهى مؤخرا، كانت أقوى من الموسمين الماضيين وهذا دليل على نجاح التجربة وإستمراريتها، ولقد حققنا نجاحا كبيرا من خلال هذه العروض المسرحية التي عبرت بالجمهور المصري الى بر السعادة، والحمد لله كل النجوم اللذين ظهروا في العروض أصبحوا نجوما يشاركون في السينما والدراما وهذا أكثر ما يُسعدني، وسوف نستمر في تقديم هذه العروض من أجل إسعاد الناس.
ولماذا أنت بعيد عن السينما منذ سنوات؟
في البداية ولكي نوضح للجمهور، دعنا نتفق على أن غيابي عن السينما ليس بيدي، فالمسألة لا علاقة لها بإنشغالي بتصوير عروض "مسرح مصر" أو تقديم البرامج أو مشاركاتي الدرامية الأخيرة إنما هناك عدد من النصوص السينمائية التي قُدمت لي مؤخرا لم تنل إعجابي، وأنا لا أعمل بمبدأ التواجد بل لابد من أن يكون الحضور قوي ومؤثر في الناس ولا يمر مرور الكرام لأن هذا ليس مبدأي في العمل، لديّ شوق للسينما وللمشاركة بأعمال سينمائية مميزة خلال الفترة المقبلة.
ولماذا تحاول تقديم خطوات موازية بمجال المسرح إنطلاقا من نجاح "مسرح مصر"؟
قدمنا "مسرح مصر" وحقق نجاحا كبيرا وسافرنا لتقديم عروض مسرحية في الإمارات منذ أشهر طويلة وحققت نجاحا كبيرا، وكذلك قدمنا "مسرح مصر للأطفال" بالإسكندرية وهي بورها لاقت النجاح. وخلال الفترة المقبلة سنُقدم عروضا أخرى للاطفال، وهناك إنفتاح على دول عربية أخرى لتقديم العروض هناك، وأرى أن هذه خطوات جيدة للنهوض بالمسرح ونقل الكوميديا المصرية للدول الأخرى. هذه ليست محاولات وإنما تفكير في خطوات فنية جديدة لإسعاد الناس.
عدد من المسرحيين هاجم "مسرح مصر" ووصفه بأنه لا يندرج ضمن الفن المسرحي بل هي مُجرد عروض مسرحية تلفزيونية.. كيف تعاملت مع هذا النقد؟
قابلت هذا النقد بصدر رحب، وطالما أننا حققنا نجاحا كبيرا في المائة عرض التي قدمناها للجمهور، إذا فالحكم للجمهور، ولا أحد يُنكر أن "مسرح مصر" أحدث حراكا مسرحيا بمصر وكان الشرارة الأولى لعودة المسرح من جديد وتقديم الأعمال المسرحية، وهذا أمر من الضروري أن يتذكره الجميع سواء إتفقنا أو إختلفنا في الرأي. وأنا سعيد بتجربة "مسرح مصر" وأراها خطوة مُشرفة في تاريخي الفني وتجربة ستعيش مع الجمهور لسنوات طويلة.