عادة ما نلاحظ عدداً من الأشخاص في محيطنا يتميزون بشخصية قوية لا يتأثرون بمحيطهم إذا كان سلبياً وهم ناجحون في حياتهم ونتساءل عن السبب.. والجواب بسيط إنه الثقة بالنفس ، نعم، صفة سحرية يتمتع بها كل من يريد تخطي العقبات في الحياة ومواجهة المصاعب والنجاح، فـ الثقة بالنفس هي إيمان الإنسان بنفسه، بقدراته وإمكاناته وأهدافه وقراراته.
كيفية تقوية الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي من السمات الشخصية المُكتسبة من البيئة المُحيطة بالفرد، وهناك الكثير من الطرائق لاكتسابها والحِفاظ على ديمومتها في ظِلّ جميع المواقف والظروف، وتطويرها بشكلٍ مستمر، وفيما يلي بعض الخُطوات المُساعدة في كيفيّة تقوية الثقة بالنفس والمُحافظة عليها:
المظهر العام
محافظة الفرد على سلامة المظهر العام، وارتِداء الثّياب النظيفة والأنيقة، والمُلائمة لكلّ حال وموقف، والاهتمام بالنّظافة الشخصيّة، والابتعاد عن العادات التي تُولّد نفور الآخرين بالإضافة إلى استقبال الناس بوجه بشوش وسعيد وصوت هادئ بعيد عن ترك طابع الهم والاكتئاب.
مقاومة الخوف
يَجب على الفَرد مُقاومة مَخاوفه وفسح المجال لنفسه لمُمارسة الخبرات الجديدة والمواهب المُختلفة، وتوسيع المَعارف والمَدارك.
الاختلاط بالناس
التمرين الذاتي على الانخراط في العلاقات الاجتماعية، والمُشاركة بها، وتوسيع دائرة التواصل مع الآخرين، وحُضور المُناسبات والتجمّعات.
التفاؤل
مُحاولة استدعاء التفاؤل في شتّى الظروف، و الثقة بأنّه لا يُوجد حال يَدوم على حاله. تعويد النفس والذات على التفكير الإيجابي والاستجابات الإيجابيّة.
العطاء
المُبادرة لبذلِ العطاء في جميع أشكاله الماديّة والمعنويّة، وعدم التردّد في تَقديم النصح والإرشاد في المَواقف المُختلفة.
حبّ الذات
حبّ الذات بجميع تفاصيلها وبكلّ ما تملك، وتقبُّل المَهارات والقُدرات والكفاءات الموجودة لدى الفرد، والسعي الدائم إلى تَطويرها وتَدريبها وإضافة كلّ ما هو جديد لها. تمرين النفس على الردّ على جميعِ الأسئلة الموجّهة ولو بتأجيل الإجابة، والابتعاد عن التصريح بعدمِ المعرفة، والتدريب المُستمر على التحدّث مع الآخرين والمُشاركة بالنقاشات والحوارات، وقهر الخوف الداخلي والتوتّر، والتغلّب عليه بالمُداومة والإصرار على إحرازِ التطوّر في آليّة المُشاركة في كلّ نِقاش حاصل.
الاستفادة من تجارب الآخرين
الاستفادة من تَجارب الغير، والابتِعاد عن الأخطاء التي وقعوا بها. الابتعاد عن مقارنة النفس بالآخرين، وعَدَم انتظار الثناء منهم، والظُّهور أمامهم بالقدرات الحقيقيّة، وعدم إخفاء القصور في بعض القدرات، فالجميع لديه كفاءة عالية في مَجالٍ مُعيّن، والضّعف في مجالٍ آخر.
الابتعاد عن الإحساس بالعزلة
الابتعاد عن إحساس الفرد تجاه نفسه بأنّه شخص غير مرغوب فيه ومنبوذ تجاه أيّ تقصير صادر من الآخرين. الابتعاد عن اتّخاذ القرارت بشكل مُتسرّع، وأهميّة دِراسة الاحتِمالات والخيارات المُتاحة بشكلٍ مَنهجي، وفصل الآثار السلبيّة والإيجابيّة المُترتّبة على قرارٍ ما، واختيار البديل أو القرار المُناسب. مُحاولة الاسترخاء لفتراتٍ مُتقطّعةٍ خلال اليوم.
عدم الاستسلام
امنح نفسك الثقة فهي تستحقها، ولاتستلم لنقاط الفشل، فهي أولى خطوات النجاح. وابحث في ذاتك بحب ورضا، بالتأكيد تمتلك أشياء جميلة لم تكتشفها بعد، ولاتنظر إلى الوراء إلا لاكتساب الخبرة وتطوير الذات. ابدء أولى مراحل نجاحك بنفس واثقة تنعم بالسلام الداخلي، فالثقة هي نتاج أفكارك الإيجابية وإنجازاتك الناجحة في حياتك.
نقاط قوتك
لاتيأس وتقول بأنك لاتملك نقاط قوة. ابحث في ذاتك جيداً واستغل نقاط قوتك وأبرزها ونمها. إن كنتِ تجيد التحدث بالإنجليزية استغل هذه الإجادة في مجال معين وانجح فيه. إن كنت تتسم بلباقة الحديث استغل ذلك في تكوين علاقات اجتماعية جديدة. إن كانت لديك لياقة بدنية مارس الرياضة فإنها تعزز الثقة بالنفس وأثبت ذاتك.
نقاط ضعفك
حدد نقاط ضعفك حتى تحسنها وتطور ذاتك، فكل إنسان عنده نقاط ضعف،لايوجد شخص كامل. وتأكد بأن هذا الشخص الناجح الواثق من نفسه لم يصل إلى ما هو عليه إلا بعد أن أخطأ أكثر من مرة، ونمى قدراته وعمل على تحسين نقاط ضعفه.
تحلّ بالشجاعة
الخوف حتماً سينتقص من قدرتك على الإنجاز وثقتك بنفسك، فلاتستلم له أبداً. كن شجاعا وأقدم على كل ماهو جديد ونافع، وتعامل مع الناس واكتسب مهارات جديدة.
شجع نفسك سواء إن أخفقت وكافئها إن نجحتِ.
وسع مداركك
داوم على قراءة الصحف، الكتب والمجلات، واحرص على الاطلاع على كل ماهو جديد يدور حولك. فالقراءة تساعدك على اكتساب المعرفة والقدرة على التفكيربصورة أفضل.
أصدقاء إيجابيون
ابتعد عن الأصدقاء السلبيين ونظرتهم المحبطة للحياة. فالصديق الذي يجنح دوماً إلى الانتقاد ويركز على نقاط الضعف لن يساعدك على تعزيز الثقة بذاتك. فالحفاظ على الإيجابية ليس أمراً هيناً وسيكون أصعب وسط أصدقاء سلبيين.ابحث عن أصدقاء إيجابيين يدعمونك ويثنون على جهدك ويدفعونك إلى الأمام.
مارس هوايتك
إن لم يكن لكِ هواية معينة ابحث عن شيء تحبيه لتمارسه، وأقبل على هوايات جديدة حتى إن لم تتخيل يوماً أنك تمارسها. فممارسة الهوايات تحسن حالتك المزاجية وتزيد طاقتك وتعزز ثقتك بنفسك.
المشاركة
شارك بالمناقشات والحوارات مع الأصدقاء وتبادل الآراء بشجاعة واكتسب مهارات الحديث، فذلك سيزيد ثقتك بنفسك مع مرور الوقت.
ادعم نفسك وادعم الآخرين
شجع نفسك دائماً، وإن شعرت بالإحباط للحظة ذكر نفسك بنقاط قوتك والخطوات الإيجابية التي اتخذتها حتى لوكانت صغيرة. كن مصدر طاقة إيجابية لنفسك وللآخرين، ادفع أصدقاءك إلى الأمام ووجههم إن كانت لك ملاحظات.فدعمك لأصدقائك سينعكس إيجابياً عليك. وابحث عن علاقات إيجابية في حياتك من خلالها تدعم نفسك بنفسك ويدعمك الآخرون، وتوقف عن جلد الذات.
التأمل
اللحظات التأملية ستمنحك سلاماً داخلياً، وتمدك بطاقة إيجابية تعزز ثقتك بنفسك. فأحياناً نحتاج إلى التواجد في مكان هادئ ممتلئ بالخضرة حتى تتحرر أنفسنا من الانفعالات ويصفى الذهن من كل الأفكار والطاقات السلبية.