هي واحدة من أفضل من قدموا أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم بصوتهن ولقد حققت مبيعات كبيرة بهذا الصدد في طفولتها، وكان من عجائب الغناء في هذا التوقيت أن تقوم طفلة صغيرة في العمر بأداء أغنيات كوكب الشرق بمنتهى الإحتراف أمر صعب لم يكن أحد يُصدقه، ولكنها غابت بعد ذلك لظروف انتاجية اضافة الى عقد إحتكار مع إحدى شركات الموسيقى، ولكن عودتها كانت مميزة من خلال ألبوم "دنيتي جنة" وتقديم ديو مع النجم الهندي شاروخان.. هي الفنانة شيماء الشايب التي تتحدث لـ"الفن" عن دور والدتها فاطمة عيد في مشوارها وأسباب عدم الغناء معها وعن كيفية الخروج من عباءة أم كلثوم وموقفها من التمثيل وتفاصيل أخرى كثيرة في هذا اللقاء...
بداية.. اخبرينا عن جديدك بعد عودتك للغناء بألبوم "دنيتي جنة"؟
اعمل حاليا على ميني ألبوم أوشكت على الإنتهاء منه، ومن المُقرر طرحه قريبا، اضافة الى أنني سأقوم بطرح أغنيات منفردة للتواصل مع الجمهور وعدم الغياب مُجددا، ونجاح ألبوم "دنيتي جنة" هو ما حفّزني على ذلك بالإضافة إلى وعي وتحفيز المنتج ريتشارد الحاج على حضوري وتواجدي على الساحة.
قدمتِ مؤخرا أغنية "حبيبي رادها"، وهي النسخة العربية للدعاية لفيلم النجم الهندي "شاروخان" بدلا من مواطنته أنوشكا شارما.. كيف شعرتِ حين عُرضت عليكِ الفكرة؟
شعرت بأنني في حلم أن تستدعيني الجهة المنتجة للعمل والموزعة له في الدول العربية، وكانت سعادتي لا توصف لأنها خطوة إيجابية ومميزة بالنسبة إليّ والتي تزامنت مع عودتي للغناء بألبومي الأخير، والحمد لله الأغنية تم طرحها على اليوتيوب منذ عدة أشهر وحققت نجاحا غير معهود وتخطت نسب مشاهدتها الملايين.
ولكن المُطرب عبدالفتاح الجريني سبقك بهذه الخطوة مع "شاروخان" أيضا حين غنى الأغنية الدعائية لفيلم "رئيس"...
أعرف ذلك، وأغنيته حققت نجاحا كبيرا وقتها، ولكن أنا أول فنانة عربية يتم إستدعاؤها لهذه الخطوة وهذا شيء يسعدني وأعتبره نقطة بيضاء كبيرة في مشواري الفني، فضلا عن أن السينما الهندية عالمية والعالم كله يتابعها وشاروخان نجم كبير ومعروف في كل العالم، وهي خطوة إيجابية بالنسبة لي بغض النظر عمّن سبقني.
على الرغم من دعم والدتك الفنانة فاطمة عيد لكِ في مشوارك الغنائي منذ طفولتك، إلا أنكِ لم تُقدمي ديوا غنائيا معها حتى الآن، لماذا؟
الأسباب تتلخص في السعي نحو الإستقلالية ومحاولة الغناء بعيدا عن إسم والدتي والحمد لله أثبتّ نفسي من خلال شرائط الكاسيت التي كُنت أقوم بغنائها للسيدة العظيمة أم كلثوم وحققت مبيعات كبيرة وقتها، فضلا عن أن والدتي لها لونها الغنائي وهو بعيد كل البعد عني، ولكن بعد إثبات نفسي لو توافرت فكرة مميزة للغناء معها فسوف أقوم بذلك لأنه بالطبع شيء يُشرّفني.
في طفولتك وحين بدأت تتجلى موهبتك، هل كانت هناك نصائح من الاهل، للاهتمام بلون موسيقي مُعين؟
لم يكن الأمر كذلك إنما كانت هناك حرية في إختيار اللون الغنائي الذي يُعجبني، كما أن والدتي ووالدي كانا يستمعان لكل الألوان الغنائية من خلال الإستماع في المنزل أو خلال السفر وكنت أجلس معهما. واكثر ما ظهرت موهبتي خلال السفر في إحدى المرات الى الإسكندرية وكنت أغني مع أم كلثوم وتركوا لي الحرية الكاملة في ذلك. والداي لم ينصحاني بالسير على درب والدتي لأنها برأيي هي منفردة بغناء لونها الخاص.
على الرغم من نجاحك الكبير في إعادة تقديم أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم بصوتك وكانت بكل تأكيد خطوة إيجابية لك، إلا أن محاولات الخروج من عباءتها كانت صعبة، على غرار آمال ماهر من قبلك؟
غنائي للسيدة أم كلثوم شرف كبير يُشعرني بالفخر لما قمت به ولا أستطيع أن أنسى النجاحات الكبيرة التي حققتها وأنا طفلة، ولكن الفكرة كانت في المسؤولية التي تحملتها بسبب هذا النجاح لتقديم أغنيات لنفسي بعيدا عن عباءة أم كلثوم، وهذا الأمر كان يحتاج لمنتج واعِ يُقدمني بأفضل شكل ممكن على غرار ريتشارد الحاج، وحين وجدت ذلك، لم أتأخر أبدا في هذه الخطوة، كما أنني لم ألبس عباءة السيدة أم كلثوم لأنني كُنت أُقدم أغنياتها على طريقتي الخاصة، ولكن هذا لا ينفي أنها كانت سببا في شهرتي المبكرة ونجاحاتي الكبيرة التي حققتها من قبل.
ألا ترين أن الشهرة المُبكرة قد تكون سلاحا ذو حدين؟
على العكس، فالنجاح المُبكر للفنان يُساعده على الكثير من الأشياء الإيجابية التي تتحقق في حياته على غرار معرفته لطبيعة العمل بمجال الفن سريعا ومن دون أي صعوبات،الى جانب بناء اساس مع الجمهور، ولكن الإختفاء هو الصعب في الأمر، فهناك من يفضلون أن يكون هناك فاصل ما بين الغناء أو التمثيل في الطفولة ومن ثم العودة وهناك من يفضلون الإستمرار من دون توقف.
ولكنكِ لم تُحدثينا عن أسباب غيابك عن الساحة لأكثر من ستة اعوام قبل طرح ألبوم "دنيتي جنة"؟
أسباب غيابي تتلخص في توقيعي على عقد إحتكار مع إحدى شركات الإنتاج الموسيقي ولم أستطع التواجد بسبب هذا العقد ولكنني تحررت منه وفور الحصول على حريتي ووجود الأفكار المناسبة والتوافق الذي حدث مع المنتج ريتشارد الحاج، قررنا العودة بالألبوم الجديد "دنيتي جنة"، والذي حقق أصداء ايجابية، علما بأن الألبوم إستغرق أكثر من عامين في التحضير له للظهور بأفضل شكل ممكن.
ولكن لماذا أصريتِ على تقديم اغنيات طربية في ألبوم "دنيتي جنة"، في الوقت الذي تُهيمن فيه الأفكار الشبابية على سوق الغناء؟
عدد كبير من جيل الشباب لديه الحس والذوق الفني ويستمع إلى أغنيات السيدة أم كلثوم. وأنا فضّلت التواصل مع جمهوري قبل تقديم الألبوم ووجدت إصرارا كبيرا منه على الإستمرار في تقديم اللون الطربي، لذا فالجمهور هو من طلب مني ذلك، والحمد لله كل أغنيات الألبوم نالت إعجاب وإستحسان الجمهور.
بعد أن كُنت المرشحة الاقوى لأداء دور السيدة أم كلثوم في المسلسل الذي قدمته صابرين الا انه لم يكن من نصيبك، ألم تُفكري في التمثيل مُجددا؟
حاليا كل تفكيري يصب على الغناء الذي أُريد أن أُحقق فيه نجاحات كبيرة، ولكن التمثيل أمر مهم بالنسبة إليّ وقبولي المشاركة بأعمال تمثيلية يتوقف على الفكرة المناسبة والتي تجذبني للقيام بها.
ماذا تقولين عن القرصنة الإلكترونية وتأثيرها على سوق الغناء؟
انها العامل المُدمر الاقوى على سوق الغناء حاليا، خصوصا لأن الإيرادات كانت تعتمد في البداية على المبيعات الخاصة بالألبومات، ولكن القرصنة دمرت هذا الأمر، ومن الضروري تقنين هذا الأمر ووضع قواعد صارمة ضد من يقومون بذلك.