ما أحوجنا في زمن التشنج والشحن الطائفي والغالطات الجمة على الاصعد كافة، إلى قصص رومانسية تنقلنا من واقع المرارة هذا إلى حقبات تاريخية كان ينعم فيها لبنان بأجواء من السلام والوئام والمحبة بعيداً من كل مستلزمات الطائفية.
ولعل مسلسل "كل الحب كل الغرام" الذي يعرض عبر شاشة LBCI من الاحد الى الاربعاء بتمام الساعة الثامنة والنصف يشكل مساحة للعبور بالزمن إلى الزمن الجميل.
نعم نتحدث عن قصة رومانسية تدور احداثها من عام 1914 حتّى 1943، ضمن إطار رومانسي، اجتماعي، ووطني مرتبط بالحوادث التي طبعت هذه الحقبة من تاريخ لبنان. وتسلط الحبكة الضوء على نسرين (كارول الحاج)، وهي فتاة يتيمة نشأت وتربّت في منزل الخواجة وجيه (فادي إبراهيم) وزوجته حنان (أليسار حاموش) اللذين لديهما ابنة تدعى رانيا (تاتيانا مرعب) وابن يدعى ربيع (باسم مغنية).
العمل ومنذ انطلاقته والذي ستتجاوز عدد حلقاته 80 بعدما استلزم سنة ونصف من التصوير والاستمرار بتصويره حتى اليوم يحقق نسبة مشاهدة عالية جداً. فقد بلغت نسبة مشاهدة الحلقة الثانية 18 ليصل اليوم إلى 20 وهذا ما يعتبر إنجازاً للدراما اللبنانية وسابقة في الوقت ذاته.
وهنا لا بد من إلقاء التحية على الكاتب الراحل مروان العبد الذي أبدع في كتابة العديد من القصص وفي جعبته 7000 ساعة ان كان لتلفزيون لبنان أو للتلفزيونات كافة. مروان العبد المبدع يجيد اثارة المشاهد ويملك في نصه كل مقومات الجذب التلفزيوني ونقصد من خلال الحبكة والتشويق والاحداث التي تنضب في كل حلقة كي يجنب المشاهد قدر المستطاع الملل والرتابة. ناهيك عن ذلك تعلق اللبنانيين على وجه الخصوص بهذه الاعمال التاريخية والتي تروي قصص حب حقيقية بعيدة كل البعد من المصالح المهيمنة في الوقت الراهن.
كما لا بد من كلمة حق تقال في حق المنتج والمخرج إيلي معلوف الذي قدم العمل بصورة جميلة جدا.
وهنا لا بد من الاشادة بإحتراف الممثلين المشاركين في العمل والذين وظفوا خبراتهم على مر السنوات لإكساب العمل نكهة مميزة من الخبرة والابداع.
ومن أبرز المشاركين في العمل فادي إبراهيم الذي يلعب دور الخواجة وجيه والبخيل جدا، جو طراد، تاتيانا مرعب التي تجسد دور المرأة القوية والمستبدة، هيام أبو شديد، جيهان خمّاس، باتريك مبارك، منى كريم، إيلي شالوحي، خالد السيد، مي صايغ، نغم أبو شديد، روزي الخولي، وأليسار حاموش التي عادت إلى هذا العمل بعد طول غياب عن الشاشة.
وأكثر ما لفتنا هو الهجوم غير المبرر وغير المنطقي على العمل بحجة انه يشبه "ياسمينة" . وفي الواقع علينا ان نتريث قبل اطلاق التهم جزافاً. فالعمل لا يشبه "ياسمينة" على الاطلاق لان احداثه تدور حول قصة حب بين كارول الحاج التي تلعب دور نسرين وباسم مغنية الذي يلعب دور ربيع والذي يتزوج من امرأة اخرى على خلاف "ياسمينة". علما ان الحقبة التاريخية مختلفة بين العملين ناهيك عن الكثير من الاحداث التي تعتبر مختلفة بالكامل عن سابقه ،ولا يجوز التشبيه والاساءة إلى عمل يرقى بالدراما اللبنانية إلى مستوى جيد جداً.
وفي ظاهرة لم تحدث من قبل في دلالة واضحة على نسبة مشاهدة العمل، لاحظنا ان العمل يعرض على شاشات التلفزة في المطاعم بعدما كان ذلك محصورا بمباريات كرة القدم.
في الختام دعوة إلى الجميع لمتابعة مسلسل "كل الحب كل الغرام"، فهو جدير بالحضور والمتابعة على الاصعدة كافة. وعلى ما يبدو أننا موعودون بمزيد من الحلقات والمؤثرة والتي تحتوي على عنصر المفاجأة بشكل ملفت.