تعد كليوبترا الملكة السابعة في تاريخ حكم مصر، تحمل الأصل اليوناني، ويعني اسمها باللغة اليونانية "ابنة المجد"، وقد حكمت مصر بمشاركة أخيها بطليموس الثالث عشر الذي تزوجها فيما بعد، وفقا لعاداتهم وتقاليدهم، وعند استلامها للعرش كانت في 17 من عمرها، بينما اخيها كان يبلغ 10 من عمره، كما ان كليوبترا هي آخر ملوك الفراعنة في مصر.
ميزات كليوبترا وقصص عشقها
امتازت كليوبترا بشخصيتها القوية والرصينة، اضافة الى تمتعها بالذكاء والدهاء الخارقين، كما الحنكة والتخطيط الاستراتيجي وحب المجد والسلطة.
وبسبب جمالها الساحر وهيبتها، استولت على قلب رجلين من أعظم الرجال في ذلك الزمان، وهما: "يوليوس قيصر"، و"ماركوس أنطوليوس"، إلّا أنّ النقود المعدنية التي تحمل صورها، بينت للكثير من علماء الآثار أنها لم تكن ذات جمال خارق، إلّا أنّ الكاريزما التي تتمتّع بها جعلت منها ملكة فاتنة في ذلك الوقت.
عقب تولي كليوبترا للحكم بفترةٍ وجيزة، قام أوصياء أخيها على العرش بطردها من الاسكندرية، اذ ان مصر حينها كانت تحت وصاية الرومان، وتزامن ذلك مع وصول حاكم روما القيصر يوليوس إلى مدينة الاسكندرية، الذي هاجم كل اخصامها، حيث قام بإغراق أخيها بطليموس الثالث عشر، وإعادتها إلى العرش لحكم البلاد من جديد مع أخيها بطليموس الرابع عشر.
بعد فترة من الزمن، أنجبت كليوبترا ولداً قالت حينها أنّه ابن يوليوس قيصر وأسمته قيصرون، وبعد ذلك قُتل يوليوس قيصر في روما، وكانت مصر تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية التي كان يرأسها ماركوس أنطونيوس، الذي وقع في حب كليوبترا وتزوجها وأنجبت منه ثلاثة أبناء.
اعلن أوكتافيوس الحرب على كليوبترا وماركوس أنطونيوس، وقد هزمهم في معركة "أكتيوم البحرية"، ومن ثم عادت كليوبترا وماركوس أنطونيوس عقب الحرب إلى الاسكندرية ولحق بهم أوكتافيوس، وعند وصوله إلى حدود مصر ترددت معلومات عن ان كليوبترا انتحرت، فقتل ماركوس أنطونيوس نفسه حزناً عليها، ثمّ انتحرت كليوبترا بعد ذلك عن طريق لدغ نفسها بأفعى كوبرا، وغدت مصر في شباك حكم الرومان.
احب ماركوس كليوبترا حبّا جمّا، ولاقت هذه العلاقة معارضةٍ شديدة لسببين: لأنّ عليه أن يتزوّج فقط من الرومان، والسبب الثاني انه كان متزوجاً من أخت أكتافيوس، بعد خسارته قام بالانتحار، وتمّ نقل خبر موت ماركوس إلى أن وصل إلى مصر وإلى كليوباترا التي قامت الأخرى بالانتحار لانها اعتبرت انه الحل الوحيد بالنسبة اليها.
ومن الامور المستغربة التي تم تناقلها عن كليوبترا ،انها كانت حين تريد أن تفتح شهيتها على الطعام، ان تتناول قطعة من الشمام مُتبلة بالثوم!
حقيقة قتلها اقاربها
قامت كليوباترا في حياتها بقتل العديد من أفراد أسرتها، وذلك حفاظًا على سلامتها وتربعها على العرش، وظهرت العديد من الأفلام الوثائقية التي تبيّن ان قلب كليوبترا قاس وبارد، كما خرج العديد من المؤرخين بنتيجة افعالها، بأنها لجأت إلى القتل عندما وجدت حجم الخطر الكبير الذي يواجهها من اقاربها، اذ انها قامت بإقناع زوجها مارك أنتوني بإصدار الأمر بقتل أختها أرسينوي، وبعد ان أنجبت ابنها قيصرون من يولويس قيصر قامت بتسميم أخيها بطليموس الرابع عشر لتبقى على عرش حكم مصر.
جمال كليوبترا واسراره
قام العديد من المؤرخين بانتقاد كليوباترا اذ انهم وصفوها بالملكة التافهة التي تنفق الكثير على جمالها وانوثتها، وهي بالفعل كانت الملكة تهتم كثيرًا بشكلها وكانت ترتدي ملابس ثمينة، وضمّت 50% من دخل النتاج المحلي الإجمالي لمصر لحسابها، الا انها ايضا حكمت مصر بطريقة جيدة ومتّزنة حيث انها كانت شخصية جادة وذكية ورصينة، فقد قامت بتنفيذ خطط استراتيجية كبيرة لصالح مصر وشعبها في ذلك الوقت.
كيف توفيت؟
أشيع ان كليوباترا توفيت بـ بلدغة ثعبان، لكن الحقيقة أنها ماتت بسبب تعاطيها لخلطة من الأفيون والشوكران وخانق الذئب، وهذه التركيبة من السموم لا طعم لها وتؤدي إلى موت سريع بلا ألم وكانت وقتها تبلغ من العمر التاسعة والثلاثين فقط. أظهرت الأعمال الدرامية التي تناولتحياتها أن سبب انتحارها يرجع لحزنها على وفاة زوجها وحبيبها مارك أنطوني الا ان ذلك ليس صحيحاً