هي ممثلة لبنانية محبوبة على الرغم من أنها غابت لفترة طويلة عن محبيها وعن لبنان نظراً لإقامتها في الخارج بين أميركا والمغرب، متزوجة من أميركي ولديها ولدان، أوين وأوليفر، خفيفة الظل متواضعة، التصق باسمها لقب هو عبارة عن عنوان مسلسل علق في أذهان الجمهور اللبناني مع أنها قدمت العديد من المسلسلات غيره مثل سكرتيرة بابا ونساء في العاصفة ودكتور هلا، خاضت تجربة الكتابة مرتين وتعود إليها مجدداً، هي غنوجة بيا، الممثلة ريتا برصونا التي كان لنا في موقع الفن معها حوار شيق في العمق على الصعيدين المهني والشخصي.
عدت إلى لبنان بعد فترة طويلة كنت موجودة فيها خارج البلاد.
نعم أنا سافرت منذ 10 سنوات وكنت أزور لبنان من وقت لآخر للسياحة، لكنني عدت منذ 5 سنوات من أجل عمل تمثيلي هو مسلسل "فرصة عيد".
هل برأيك هناك شح في النصوص الكوميدية في لبنان، ولماذا؟
بالطبع، لأن هناك صعوبة كبيرة في كتابة نص كوميدي ومواقف "مهضومة"، إضحاك كل الناس أمر صعب. هناك الكثير من النصوص الدرامية، لكن هناك القليل من النصوص الكوميدية.
من من الممثلين ترتاحين في العمل معه؟
أنا أحب كثيراً جورج خباز كانت لدي تجربة جميلة جداً معه وهو من الأشخاص الذين تستمتعين بالعمل معه، يعطي من قلبه يتسلى مع الممثل الذي يعمل معه.
هل تحبين المسرح؟
بالتأكيد ولكنني اتجهت إلى التلفزيون لأن المسرح يحتاج إلى تفرغ.
كم ولداً لديك؟
لدي ولدان، أوين 7 سنوات وأوليفر 4 سنوات.
سمعنا أنه يمكن أن تقومي بجزء ثان من مسلسل "غنوجة بيا" الذي اشتهرت به كثيراً، ما مدى صحة الأمر؟
بدأت القصة أنني سأعود إلى لبنان، أي راجعة الغنوجة، وهذا اللقب ما زال يلاحقني حتى اليوم مع أنني عملت في مسلسلات كثيرة من بعده، فظن الناس أنني عدت وسأقوم بجزء ثان من المسلسل، وتم تداول الأخبار، لكن لم يكن هناك مشروع نهائياً.
هل ترغبين في حال كُتب نصٌ جيد، أن تقومي بجزء ثان من المسلسل؟
بالتأكيد إذا كُتب نص يأخذ الأعمار في الاعتبار، لأننا نتقدم في السن.
ما سر رشاقتك؟
أنتبه جيداً إلى نوعية طعامي مع أن "ضرسي كتير طيب" وأحب المطبخ اللبناني وزوجي يحبه أيضاً وأنا أطبخ أي أكلة لبنانية وهو يحبها لأنه ليس خبيراً جداً في هذا الإطار، وطفليّ أيضاً يتناولان الطعام اللبناني، كما انني أمارس الرياضة.
هل يتحدث ولداك بالعربية؟ وهل تفكرين باصطحابهما إلى لبنان؟
هما يفهمان اللغة العربية لكن لا يتحدثانها لكنني أتحدث معهما دائما باللغة العربية، ولكن يحيط بهما جو كل من فيه يتحدثون بالإنكليزية!كنت آتي بهما من وقت لآخر كي يريا أهلي ويختلطا بهم، لكن المشكلة أنهما عندما يأتيان إلى لبنان يتحدث أهلي وأصدقائي معهما بالإنكليزية. ولهذا السبب، أرى انهما يجب أن يبقيا فترة طويلة بلبنان كي يتحدثا جيداً بالعربية.
هل يسمعان أغنيات لفنانين لبنانيين كالسيدة فيروز وصباح؟
نعم بالطبع، أسمعهما أغنيات لبنانية ، تفاجأت مرة بابني الصغير في مشهد طريف حيث كان يستمع إلى ترتيلة للسيدة فيروز "اليوم علق على خشبة"، ووُثّقت الأمر بالفيديو.
هل تشجعينهما إذا أرادا كليهما او احدهما، الغناء مثلاً؟ وهل من الممكن أن يدخلا ضمن فرقة على الطريقة الأجنبية؟
نعم أشجعهما على اختيارهما وأشعر أنهما ممكن إذا اختارا الغناء، ان يكون ذلك على الطريقة الأجنبية.
هل تؤيدين الخلطة العربية والبطولة المشتركة؟
أؤيدها إذا كانت اللهجات متقاربة ومفهومة وتمر بأسلوب سلس وان تكون القصة منطقية. ومن الممكن أن يأتي المنتج بممثل سوري أو مصري لديه شعبية كبيرة ويدخل معه ممثلين لبنانيين.
فالأزمات التي مر بها الشرق الأوسط في مصر وسوريا و تونس بعد ثورة الربيع العربي أثّرت على الفنانين في تلك البلدان ما اضطر بعض الممثلين أن يغادروا إلى بلدان مثل لبنان لأنه آمن أكثر، وكذلك المصوّرين، لذلك صرنا نستعين أكثر بهم وهذا من أسباب تواجدهم في لبنان. كما ان في الماضي كانت هناك أيضاً تجارب سينمائية مشتركة مثل أفلام فريد الأطرش ودريد لحام وفي حينها كانوا يختارون بعناية ضيوف الشرف المعروفين جداً في لبنان لكن اليوم هذا الأمر تغير، فالحروب في بعض البلدان المجاورة دفعت بهذه الشريحة من الممثلين والكتّاب لأن يأتوا إلى بلدان أخرى وهذا يريح المنتج اللبناني كي يستعين بهذه الوجوه بتكلفة أقل مما إذا أراد أن يأتي بهم من بلدهم.
هل تشعرين أن الإنتاج اللبناني ما زال خجولاً مقارنة بالإنتاج السوري والمصري؟
هذا يتعلق بعدد السكان فلبنان لا يحتمل، والمنتجون قلائل وهناك من لا يؤمنون بالدراما اللبنانية وهذا يتطلب عملاً وتسويقاً أكثر، لكن الكثير من المسلسلات الدرامية اللبنانية انتشرت عربياً، وحتى باللهجة اللبنانية، فأنا تأتيني أصداء رائعة مثلا من جمهوري في المغرب على مسلسل "أصحاب 3".
وهل برأيك سيحقق "أصحاب 3" قريباً ما حققه "غنوجة بيا"؟
هذا المسلسل سيكون له تأثير قوي لأن القصة لامست كل امرأة وهناك نساء كثيرات يعشن هذه الحالات، وأجسد دور المرأة التي تعيش صراعاً بين الرجل المتقدم في السن وبين الشاب الصغير في السن، فهي حائرة بين انها تريد أن تؤمّن مستقبلها مع هذا الرجل المسن الذي يملك المال وينفق عليها وبين سعيها في السر للزواج من شاب صغير في السن، وهناك شريحة كبيرة من هؤلاء. هذه المرة الاولى التي تتم فيها معالجة هذه المشكلة بهذه الطريقة، ويحتوي المسلسل شخصيات عديدة تلامس الواقع، ويعرض في وقت الذورة. لقد أصبح للدراما وقت جديد هو الساعة السابعة ومع أن مدة الحلقة قصيرة الا انه يحظه بنسبة مشاهدة كبيرة. صوّرنا الحلقات على ان مدة كل منها ساعة، ولكن ولأنهم قرروا عرضه باكرا، قرّروا أن يقسموها فأصبحت مدة الحلقة 25 دقيقة، والمسلسل يتألف من 40 حلقة لكن يمكن بهذا التقسيم أن يصبح 80 حلقة مثلاً.
ما رأيك بالمساكنة؟ وهل أنت مع طرح هذا الموضوع في الدراما؟
ليست لديّ فكرة إذا طرح في الدراما بأي إطار سيكون، ويجب أن يُطرح بطريقة أنه سيئ وإلا فسوف يعتبرون أنك تشجعين الأمر، وأنا عشت محافِظة في لبنان وعشت في الخارج وتشبّعت من الثقافة الغربية والتفكير الغربي، وأظن أن المرأة اليوم مثل الرجل، جسدها ملكها وهي حرة التصرف فيه كما تريد لكن أن تحافظ عليه، وأن تقرر هي إذا كانت تريد أن تعيش معه لترى مدى نجاح علاقتهما وإذا كانا سينجحا في الزواج، وأنا أحترم حرية الفرد الشخصية والأمر نفسه بالنسبة للمثلية، وهذا قرار شخصي، فهؤلاء الأشخاص لديهم كامل الحرية بجسدهم وبحريتهم الشخصية ومن نحن لنحاسب. الإنسان لديه الحرية المطلقة والمهم ألّا يضايق غيره او يزعجه. وبرأيي انه حين يُعطى الإنسان الحرية يحافظ عليها أكثر منه حين يُقمع، اذ عندها سيقع في الخطأ عند أول فرصة، لأنه ليست لديه الخبرة والحرية الكافيين للمحافظة على نفسه.
لدى ولديك الجنسية الأميركية، هل ترغبين في أن تمنحي جنسيتك اللبنانية لهما؟ وما رأيك بالحملة لدعم هذا الموضوع؟
أنا مع هذه الحملة والنضال في هذا الاطار مستمر منذ سنوات والوضع سياسي أكثر مما هو قانوني، وبالنسبة لي المرأة اللبنانية يحق لها أن تمنح جنسيتها اللبنانية لأولادها، فالمرأة مساوية للرجل والدستور كرّس هذه المساواة، وإذا طُلب مني دعم الجمعية وكنت موجودة في لبنان بالطبع لن أتأخر وهذه أقل واجباتنا وأنا مررت بهذه المشكلة وأمر بأوقات عصيبة كثيراً لاتمام أوراق النفوس لولديّ، ونُعامل كالغرباء وهذا أمر لا يشرف، ولكن وعلى الرغم من كل ذلك انا بالطبع مع منح الجنسية.
أنت خضت مجال كتابة السيناريو لكن لم تتم الإضاءة على الموضوع...
في "الحب الممنوع" كُتب اسمي بخط صغير جداً في الجنريك وكنت أحتاج إلى مكبر كي أقرأه ولم ينتبه أحد الى أنني كتبته وكان من إخراج فيليب أسمر، "فيليب كبّر إسمو وزغّر إسمي ككاتبة".
بيتر سمعان بدأ بمشروع الكتابة؟ هل تشجعين الممثلين أن يخوضوا هذه التجربة إذا كانت لديهم المقدرة؟
أتمنى له التوفيق، طبعاً أشجع أي شخص لديه هذه الموهبة أن يكتب، خبرة الممثل في النصوص يمكن ان تجعله يتقن كتابة الحوار والسيناريو، لكن ليس أياً كان يستطيع الكتابة، لأنها تتطلب موهبة، وكل شخص لديه أفكار لكن إذا أردت أن تضعيها على الورق فالامر ليس فقط أننا رسمنا ملامح الشخصية لأن كل شخصية لها بعد نفسي وزمني، وهنا نتحدث عن النصوص الصحيحة، وما هب ودب نراه يكتب أحياناً، ولكن النص الجيد يتطلب وقتاً طويلاً كي تتم كتابته، ولا نستطع أن نكتبه بشهر أو شهرين، ويتطلب موهبة ولغة عربية صحيحة.
صفي لي علاقتك بالجمهور
الفنان يجب أن يبقى متواضعاً ويبقى على علاقة مع جمهوره، فكان تواصلي الوحيد مع الفانز عندما سافرت هو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقرار العودة إلى لبنان اتخذته بناء على إصرار كبير من محبيني وجمهوري الذين كانوا يقولون لي إننا نحب أن نراك بأعمال جديدة "مثل الولد لزغير اللي بينق عإمو"، حابين نشفلك أعمال واشتقنا لطلتك فكانوا متفاعلين، وكنت أنتظر الظرف المناسب وأنا مع محبيني أراهم دائماً وأتصور معهم وسعادتي معهم وأنا عدت لأجلهم.
هل تغير الوسط الفني منذ أن غادرت إلى اليوم حين عدت؟
تغير المشهد الفني كثيراً خصوصاً بالنسبة للممثلين، فالممثل يأتي إلى التصوير و"بيبلش نق أيمتى بدو يفل" في حين كنا وما زلنا نأتي إلى التصوير كين نتسلى ونتمتع بالمهنة التي نحبها وهي التمثيل، وأنا آتي إلى التصوير كي أتسلى في ما قبل التصوير، وهم لا يعتبرونها مهنة، ولكن لديهم شيء آخر "صبحية أو عمل آخر او سهرة"، أنا أسميته، هذا جيل "النق".
هل يتدخل زوجك في عملك؟
زوجي تعرف إليّ في لبنان بـ "غنوجة بيا" ويعرف محبة جمهوري، وهو أميركي وليست له جذور عربية.
هل كانت لديك تجارب حب فاشلة قبل زوجك بسبب عقلية معينة؟
الأشخاص الذي أحببتهم في حياتي لم يكن أحداً منهم عربي، والعقلية الشرقية لا أحبها من ناحية تسلط الرجل على المرأة.
ما هي مشاريعك الجديدة؟
سأحل ضيفة شرف على مسلسل جديد اسمه "دورة جونية جبيل" كوميدي، من كتابة رازي وردة وإخراج علي حيدر وبطولة طوني نصير، وسأظهر بإطلالة بمشهد واحد، وقدمت اطلالتي للصديق العزيز والأخ الحبيب الذي يقوم للمرة الأولى ببطولة مطلقة ومن محبتي له أقدم هذه الإطلالة كدعم له.
هذه الروح الرائعة بين الفنانين أمر رائع؟
في الغرب نجد أحياناً روبرت دي نيرو يطل بمشهد واحد، وإذا بعضهم لم يتقاضوا أجراً مقابل إطلالاتهم لا يقبلون أن يطلوا، ان شاءالله اللبنانيي "يِنْعِدو" مني وخصوصا النجوم، آمل أن تكون تصرفاتي مصدر عدوى للبنانيين وخصوصاً للنجوم، وفعلاً أن يقدموا لأشخاص يستحقون فرصة مثل هذه البطولة المطلقة وأشخاص قدموا الكثير من الأعمال فمن حقهم أن يأخذوا هكذا أدوار.
أخبرينا عن الفيلم السينمائي الذي تكتبينه؟
بدأت بكتابة فيلم سينمائي في المغرب وهو قصة عربية بين لبنان وسوريا والمغرب ولا شيء يمنع أن يكون إنتاجه مشتركا بين لبناني ومغربي وأميركي. وإذا كتبته باللغة الإنكليزية يتطلب الأمر وقتاً، وعندها تكون الشخصيات لبنانية أو سورية وتتحدث بالإنكليزية.
أخبريني عن طموحك؟ هل الحصول على جوائز عالمية؟
هذا يكون وفق المكان الذي أتواجد فيه. في المغرب تعرفت على شركة إنتاج مغربية وصورت فيلماً قصيراً مع كاتبة مغربية أميركية، فوفق الناس الذين أتعرف عليهم أقرر ماذا أفعل.
هل يمكن أن نراك تمثلين في هوليوود فهناك ممثلون اميركيون من أصل عربي يشاركون في أفلام هوليوودية؟
هذا كله كلام في الهواء فلكي تشاركي في هذه الأفلام يجب أن تكوني في المكان الصحيح، وأنا أعيش في واشنطن دي سي بعيدة عن صناعة الأفلام وليس إذا كنت أعيش في أميركا يعني أنني أستطيع التمثيل في هوليوود.
سعدت جداً بالحديث معك، وأنت متواضعة ومحبوبة وتدخلين إلى القلب من دون استئذان.
أشكرك وأوجه تحياتي للسيدة هلا المر.