فنان مخضرم قدير، عَبَرَ العالم العربي بأسره من خلال اعماله المنتقاة بعناية وذكاء حتى شكّل حالة تجسد ما الذي يجب ان يكون عليه الممثل في هذه الجهة من العالم، انه الممثل المصري القدير ممدوح عبد العليم، الذي شكّل حالة تميّز و تألق خلال مسيرته التمثيليّة من خلال اعماله التي تكللت بالنجاح و القبول وشخصيته الفذّة وطلّته البهية.
ولد في 10 نوفمبر 1956، لم يخف يوما شغفه بالتمثيل واصراره عليه، و شكّل منذ طفولته مع اقربائه فرقة فنية للغناء اسمها "الكتاكيت"، من بعدها دخل الفرقة القومية للفنون الشعبية، قدمه المخرج المصري نور الدمرداش وهو في العاشرة من عمره ليلعب دور نجل الممثلة كريمة مختار، كما كان طالبا متفوقا وحصل على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية، الا انه لم يعمل في مجال تخصصه، و التحق بحبه الأول و الأخير و هو التمثيل الذي احترفه منذ مطلع الثمانينيات.
يُعرف الممثل ممدوح عبد العليم، بعاطفته القوية و حنينه الدائم، اذ انه كان مرهف الاحساس، وسريع البكاء، وفي عام 2014 صرّح عن سبب ابتعاده عن التمثيل، معلّلا ذلك بالظروف الصعبة التي سادت مصر و الدول العربية، حيث تأثر في اللقاء التلفزيوني وبكى وقال "مصر كانت موجوعة وصعب كنت أمثل".
لقاء....فزواج
ارتبط الممثل المصري ممدوح عبد العليم بالإعلامية شافكي المنيري، بعد ان عاشا قصة حب جميلة كقصص المسلسلات و قدما نموذجا ناجحا عن الزواج، فأثناء تصوير الجزء الخامس من مسلسل "ليالي الحلمية"، عرضت عليه شافكي مقابلة خاصة للتحدّث عن اعماله الجديدة في حلقة بمناسبة العيد في لندن، و خلال اللقاء اشتعلت نبضات الحب و ظهرت براعمه التي تفتحت بكل عطرها واستمرت متّقدة فوّاحة بينهما حتى وفاته، وأثمر زواجهما عن ابنته الوحيدة "هنا".
يُعرف عن الممثل ممدوح عبد العليم أنه كان يحتفل بعيد ميلاده في تاريخ 31 كانون الاول/ ديسمبر من كل عام على الرغم من أنه من مواليد 10 تشرين الثاني/نوفمبر، الى ان ولدت ابنته في 17 من الشهر نفسه وبسبب حبه لها، قرر العودة للإحتفال في تاريخ ميلاده الحقيقي.
عاش ممدوح عبد العليم حياة هادئة و سعيدة بعيدة كل البعد عن المشاكل و الصراعات. وبتاريخ 5يناير 2016 غادر العملاق دار الفناء وانتقل الى دار البقاء، اثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، موجة من الحزن رافقتها اطياف الصدمة سادت الوسط الفني كما جمهوره و عائلته ايضا.
اعمال الممثل ممدوح عبد العليم
لدى الممثل الراحل تاريخ فني عريق، ففي عام1981
شارك في مسلسل " صيام"، اضافة الى السهرة التلفزيونية "الأم المثالية"
كما شارك في فيلم"قهوة المواردي" مع الفنان فريد شوقي ويوسف شعبان ونبيلة عبيد وفاروق الفيشاوي، وهو يعتبر اول فيلم سينمائي له، و يحمل توقيع المخرج هشام أبو النصر، حيث حصل حينها على جائزة أفضل وجه جديد.
في العام 1982 ، شارك في مسلسل "أصابع الزمن".
عام 1983 مسلسل "الحب في الخريف" وفيلم "العذراء والشعر الأبيض" الذي حصل على جائزة أفضل ممثل دور ثاني من مهرجان الإسكندرية السينمائي، و مسلسل "دمعة حب"، ومسلسل "أخو البنات".
تابع بعد ذلك تقديم الأعمال المتنوعة مثل: مسرحية "بداية ونهاية"، فيلم "ملائكة الشوارع"، فيلم "البريء"، فيلم "وداعاً يا ولدي"، فيلم "الحرافيش"، فيلم "تحت التهديد"، فيلم "مشوار عمر"، فيلم "وعد ومكتوب"، مسلسل "الحب وأشياء أخرى"، فيلم "البدرون"، فيلم "أنا" وغيرها من الاعمال.
عام 1988 شارك في جميع أجزاء السلسلة الناجحة "ليالي الحلمية"، بدور "علي سليم البدري"،
في نهاية الثمانينيات، شارك في الافلام التالية: "حقد إمرأة"، "الملائكة لا تسكن الأرض"، "صائد الأحلام"، "بطل من ورق"، "المتمرد"، "شباب في الجحيم "، "باب شرق" و "كتيبة الإعدام".
في فترة التسعينيات، واضافة الى العديد من الأعمال مثل فيلم "سوبر ماركت" وفيلم "سمع هس" وفيلم "المشاغبات والكابتن"، شارك في مسلسل "في قلب الليل"، ثم فيلم "الحب المر"، وفيلم "الحب في طابا"، وفيلم "الشجعان"، افلتمثيلية التلفزيونية "الاختيار"، ومسرحية "لا بلاش كدة"، مسلسل "شارع المواردي"، فيلم "ليلة القتل"، فيلم "الرايا حمرا"، مسلسل "حكايات مجنونة"، مسلسل "خالتي صفية والدير"، فيلم "رومانتيكا" والذي حصل على جائزة أفضل ممثل عن دوره فيه من مهرجان الإسكندرية السينمائي، مسلسل "الشراقي"، مسلسل "رجال تحت الشمس"، مسلسل "جمهورية زفتي" ومسلسل "الضوء الشارد" الذي يعتبر دوره فيه اي شخصية "رفيع بيه العزايزي"، من أهم أدواره في الدراما التلفزيونية.
خلال سنوات الألفين، شارك في العديد من الأعمال وهي: فيلم "فل الفل"، مسلسل "حارة المعز"، مسلسل "الكومي"، مسلسل "أبيض في أبيض"، مسلسل "الطارق"، مسلسل "الحب موتاً"، مسلسل "الفريسة والصياد"، مسلسل "شط اسكندرية"، "مسلسل المصراوية".
وكان له موقف سياسي لما جرى في مصر حيث انه تكلّم عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك
ممدوح عبد العليم....ممثل غاب في الجسد الا انه يعيش دائما في قلوب من أحبّوه ومن حجز مكانا له في قلوبهم، ومن يعيش ابدا من خلال ذكره الطيب واعماله العديدة.