لفترة ليست ببعيدة عن ذاكرة المشاهد، حققت الممثلة اللبنانية اليسار حاموش مرتبة متقدمة من خلال نوعية الادوار التي لعبتها، وخصوصا بعد نجاحها في مسلسل " بنت الحي"، هذه المشاركة التي نقلتها الى مصاف النجمات وحققت لها انتشارا واسعا. ولكن وعند اول خطوة على سلم النجومية اعتكفت عن الاضواء وغابت عن الشاشة ولكن اعمالها الناجحة بقيت محفورة في بال الناس. لماذا وما هي الاسباب؟ وغيرها من علامات الاستفهام نفك شيفراتها في هذه المقابلة.
بعد نجاحك في مسلسل "بنت الحي" غابت اليسار عن الشاشة، ما سر هذا الغياب؟
صحيح، على الرغم من انني بدأت احقق خطوة على سلم النجومية جاء قرار الزواج ليبعدني عن التمثيل، حتى ان المخرج سمير حبشي انهى لقطاتي في مسلسل "بنت الحي" قبل الزملاء، لانني كنت منشغلة بالتحضيرات للعرس. لتستطرد بالقول : هذا ليس مبررا جوهريا، خصوصا وانني اثبتّ نفسي بالدور الذي لعبته في مسلسل "بنت الحي ". المبرر الحقيقي هو حبي لعائلتي وقناعتي بان امارس امومتي كواجب وان أكون الى جانب ولديّ ( لديها بنت وصبي) في بداية طفولتهما.
اعتكافك عن الشاشة جعل الناس تنسى صورتك؟
تلقيت اثناء الزواج عروضا لم تكن على مستوى قناعاتي خصوصا وان مسلسل "بنت الحي" اعطاني شهرة وحمّلني في الوقت ذاته مسؤولية كبيرة .فالممثل عندما يصل الى مكان ما من النجاح تترتب على وصوله مسؤولية انتقاء أعمال الجيدة.
هل ظل مكانك محجوزا ما بعد العودة الى الساحة الفنية؟
كنت اعتقد بأن الممثل الذي يقدم اعمالا هادفة ذات مستوى جيد، يبقى مكانه محفوظا لدى المعنيين بالشأن الفني، و لكن للاسف وجدت نفسي واهمة وخيب هذا الاعتقاد ظني وتأكدت انني اذا تركت الساحة لحظة سوف يقفز احدهم ويأخذ مكاني، وهذا سبب صراع الفنانين للاحتفاظ بأماكنهم.
ما الذي دفع بك للعودة ثانية الى الفن والتمثيل؟
بصراحة الزميل طارق سويد هو من اصر على عودتي في مسلسل " أماليا" وايضا المخرج سمير حبشي. فأنا كنت مترددة خصوصا وان اشياء كثيرة تغيرت اثناء غيابي.
ما هي التغييرات التي لمستها ما بعد العودة فنيا؟
غياب الكبار عن الفن ادى لظهور ثغرات في الحركة الفنية على كافة المستويات. فكل الاعمال التي تُنتج اليوم من دراما وغناء وغيره تنتج بسرعة ولا تأخذ حقها في التحضيرات .نحن في ساحة تسودها الفوضى والاستهتار.
لماذا لاتتدخل االنقابة لردع هذه الفوضى؟
للاسف الشديد النقابة في وضع ضعيف والانشقاق الحاصل فيها زاد من ضعفها وشلّ حركتها.
ما هو ردك على الاجور العالية التي يتقاضاها النجوم؟
لا تصدق هذه الارقام الخيالية فهي مجرد كلام. بالماضي كانت اجورنا افضل من اليوم لان الحالة الاقتصادية كانت افضل .للاسف احيانا اليوم نشتغل وننتظر سنة لنحصل على اجرنا.
تتابعين البرامج والمسلسلات التي تعرض على الشاشات؟
طبعا لانني مضطرة لاسترجاع مزاجي فنيا. للاسف توجد مساحة عريضة من الاستخفاف والتكرار في اعمالنا ربما مردها تأثرنا بالبرامج التركية او ما شابه.
هل تراودك فكرة الدخول في مجال الكتابة والتاّليف؟
عندي الكثير من الافكار التي تناقش قضايا مهمة وحساسة انما وقتي ضيق ولا يسمح لي بذلك، فالكتابة تحتاج الى تفرغ تام وانا الى جانب التمثيل اعمل في الدوبلاج اضافة الى التزاماتي العائلية.
يبدو انك غير مقتنعة بالاعمال التي تمثلين فيها ما بعد العودة؟
سؤال محرج ولكن من المفروض الرد عليه. بمنتهى الشفافية اعترف بأنني شاركت ما بعد العودة بأعمال كنت غير راضية عنها اتحفظ عن ذكرها لعبتها فقط لاثبات وجودي ونجحت فيها لكنها لم تضف شيئا الى رصيدي الفني.
ما رأيك بالخلطة الفنية التي تُعتمد ببعض المسلسلات اللبنانية والتي تضم اكثر من ممثل من جنسيات مختلفة؟
أنا ضدها لسبب وجيه ولانها خلطة غير مقنعة فلا اتصور الام تحاور ابنها بلهجة لبنانية والابن يرد عليها بلهجة مصرية او سورية! بصراحة ان مثل هذه الخلطة بحاجة الى كتّاب كفوئين تكون نصوصهم مقنعة.
لاي مدى انت شغوفة ويقظة في خِياراتك الفنية؟
لاقصى الحدود، فاذا لم يلامس الكاركتير شعوري لا استطيع تمثيله. انما في بعض الحالات تفرض عليك احيانا استثنائيات. انا اليوم لا اطمح للشهرة والانتشار، بل طموحي محصور بالعمل الجيد الذي يعتبر قيمة مضافة في حياتي الفنية.
لكنك اعترفت سابقا بأنك لعبت ادوارا كنت غير مقتنعة بها؟
صحيح لكنهما عملين نجحت بهما لكن محتوى الشخصيتين ليسا من قناعاتي الفنية.
الاتخشين من تقدم العمر وانحصارك بنوعية من الادوار؟
سبق وقلت لك بأنني اخطأت بعملين ولكن هذا لايعني اني سوف استمر بالخطأ بالعكس انا انتقائية بأعمالي والفن ليس مصدرا اعيش منه. انا امثل لانني اعشق هذه الهواية، لا تتوقع بأن يؤمن الفن مستقبلا، فنحن نعمل شهرا ونحصل على اجورنا بالتقسيط الممل.
من هي الممثلة اليوم التي تعجبك وتلفت انتباهك؟
ريتا حايك لانها تعبت على تطوير نفسها فنيا وعلى صقل موهبتها.
ما هي الصورة التي ترسمينها للقارئ عن الوسط الفني ؟
بالرغم من المحسوبيات والشللية في الوسط الفني، مازالت لدينا كوادر تصنع اعمالا محترمة ولكن الصورة العامة ضبابية وتسودها حالة من الفوضى.
هل انت سعيدة بعودتك او نادمة؟
سعيدة، الا انني فقدت شعور الفرح اثناء التصوير ربما بسبب الاستهتار السائد. بالماضي كنا نعمل بروح الاخوة وكل ممثل منا خائف على زميله. اليوم في البلاتو كل واحد منعزل عن الآخر وهذه حالة فنية مخيفة.