لكل منّا نظريّة مختلفة في ما يخص الأعياد، البعض يعتبرها مناسبة للإحتفال والسهر، والبعض الآخر يرى فيها مناسبة للمساعدة والرجوع الى الذات.
لن نقول إنها الوحيدة التي قامت بهذه اللفتة الانسانية بمناسبة الميلاد المجيد، ولكنها حتماً من بين قلائل إذ أنه من النادر أن نرى اليوم فناناً بحجم نجوى كرم يجول بين المسنين لزرع الفرح في قلوبهم.
لم تنشر كرم صوراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتباهي أو للإعلام لأنها حتماً ليست بحاجة لها، بل نشرتها للإضاءة على حقيقة موجعة، كبار تركوا وحدهم في مأوى بعيداً عن أولادهم.
نجوى كرم تخلّت عن نجوميتها وخلعت الثوب لترتدي ملابس "سانتا كلوز" وحملت الجرس بيدها وقامت بزيارة كبار السن ووزعت عليهم الهدايا، في الوقت الذي كانت تستطيع أن تقدّم لهم الرعاية الماديّة ولكنها تعلم جيداً أن ما يحتاجون له هو "الإهتمام" لأنه "ليس بالخبز وحده يحيا الانسان".
وجودها في الدار مع أولئك الكبار لا يثمّن، فالعطاء والمحبّة هما كل ما يحتاجان له هؤلاء الكبار وبالفعل نحن اليوم بحاجة لنعلم بأعمال الخير. أفعال الشر بتكاثر وتظهر الى العلن يومياً، فلماذا نخبئ الأعمال الخيرية في وقت قد تكون دافعاً لتشجيع الجميع على الإكثار منها وخصوصاً إذا كان هدفها وجود النجوم قرب المحتاجين لدعمهم أقله على الصعيد النفسي.
شكراً نجوى كرم، كلمتك كانت في محّلها:" الكبار فعلاً لا يحتاجون سوى لحبنا واهتمامنا ودفئنا وأموال العالم لا تعني لهم".