على الرغم من الغياب الطويل عن الدراما التلفزيونية، حافظت النجمة فيفيان انطونيوس على مكانتها الفنية في ذاكرة المشاهد بفضل اختيارها الموفّق للادوار التي لعبتها، فجاءت العودة دافئة متواضعة لان الحرفية العالية التي تتمتع بها والاداء العفوي جعلا منها نجمة بكل المقاييس الفنية .
كثيرة هي الملفات التي طرحناها في حوارنا معها الذي تميز بالصراحة والوضوح.
هل أثّرت نجوميتك المبكرة سلبا على حضورك الفني اليوم؟
على العكس، أنا بدأت التمثيل في سن مبكرة وتحمّلت مسؤوليات جسيمة لانني لعبت ادوارا معقدة تقوم على مهارة بفن الاداء والمعالجة . ابتعادي عن التمثيل جاء حصيلة قرار شخصي هدفه الارتباط وتأسيس عائلة .
وهل ضحّت فيفيان انطونيوس بنجوميتها لاجل الارتباط؟
كانت النجومية عندي مجرد مساحة من الزمن، بينما كنت ابحث في اعماقي عن ذات تكملني لان كل انثى تطمح لممارسة الامومة حتى يكتمل دورها في الحياة.
غيابك الطويل أوجد فجوة بينك وبين النجومية الاولى المُطلقة؟
هذا الامر لم يعد يعنيني لانني لعبت البطولة الاولى وانا في مرحلة ما قبل العشرينيات من العمر، كما ان مواصفات البطولة تغيرت عما كانت عليه في ايامنا.
ما هي التغييرات التي طرأت على مواصفات البطولة الاولى ما بين جيلك وجيل نجمات اليوم؟
اوه ...امور كثيرة تغيرت نحن من جيل البساطة والعفوية والالتزام، بينما زمن اليوم هو زمن الابهار بكل ما فيه.
انت ممثلة محظوظة في عالم الفن؟
جدا جدا، يكفي انني مثلت امام عمالقة التمثيل واكتسبت خبرة عالية وعملت تحت اشراف كبار الكتّاب امثال مروان نجار وشكري انيس فاخوري وعايشت الدراما وهي تستعيد عافيتها.
عودتك في مسلسل "ثورة الفلاحين" تعتبرينها عودة خصبة ولو انها في غير البطولة ؟
البطولة في هذا العمل الكبير جماعية وكل ممثل او ممثلة بطل في كاركتيره لان الكاتبة كلوديا مارشليان استاذة في توظيف الشخصيات وتفصيلها على مقاس النجوم المشاركين في هذا العمل.
وهل فيفيان انطونيوس الكاتبة، مقصّرة في انتاجاتها اليوم؟
انا لا اعتبر نفسي كاتبة بل كانت لي محاولات في هذا المجال، والكتابة بالنسبة لي هي مرآة الواقع المعيشي الذي نمارسه في يومياتنا. لهذا السبب الكاتب الحقيقي هو ابن الشارع والعين اللاقطة للاحداث.
مسلسلي "شوارع الذل " و"الى يارا"، ماذا اضافا الى مسيرتك الفنية؟
اضافا قيمة معنوية وكشفا عن موهبة الكتابة التي تسكنني لانهما نبعا من الواقع الاجتماعي الذي نعيشه. فأنا استوحيت مضمون مسلسل " الى يارا"، الذي يعالج بقصته كيفية محاربة الانسان بعزيمة جبارة مرض السرطان من شخص مقرب مني استطاع مواجهة هذا المرض الخبيث ومحاربته بشجاعة.
هل تعيشين اليوم حالة من الدهشة "فنيا"؟
برافو، هذا ما كنت ابحث عن تفسيره، فأنا عايشت عصرا ذهبيا على كافة الصعد وتتلمذت على أيدي الكبار سواء من الكتاّب او المخرجين. و بصراحة بعد عودتي اعيش حالة من الدهشة لان "مبارح عندي لا يشبه اليوم ابدا".
بماذا تختلف نجوميتك عن نجومية جيل اليوم؟
انا عشت النجومية بسن مبكرة جدا بينما نجمات اليوم حقّقن نجوميتهن في اعمار متقدمة ناضجة فكانت وطأة المسؤولية عليهن اقل مما كانت علي.
تعشين وهج هذه النجومية في حياتك الخاصة ؟
ابدا، كنت اعيش حياة بسيطة وعادية حتى في زواجي ما زلت انا منيخرج لشراء الخضار واشرف بنفسي على شؤون اولادي وزوجي واتبضع من السوبر ماركت مثلي مثل اي سيدة عادية .
هل تعتبرين ان البساطة في الحياة هي سر من اسرار السعادة؟
القناعة والرضى هما مفتاحا السعادة لان الانسان بطبيعته جشع لا يرضى بما قسمه له الله ويفضل ان يستأثر بكل شيء لنفسه.
فيفيان اليوم هي في الاربعينيات من العمر ( العمر الطويل)، هل يفرض هذا العمر ادوارا معينة؟
بصراحة انا اطمح لتمثيل دور الام لانه من اسمى الادوار بشرط ان يكون بعيدا عن الصورة التي يرسمها الكتاّب عنها، اي الصورة التقليدية التي تصورها في المطبخ او المغلوب على امرها. يجب ان يكون هناك تخصصية بالكتابة لهذه المرحلة من العمر ليظهر الممثل قدراته بعيدا عن الرومانسية وقصص الحب.
وهل تؤمنين بال"تخصصية" في قطاع الكتابة وان لكل كاتب حلبته الخاصة؟
الكتابة في الدراما او الكوميديا لها قواعدها وثوابتها فلا يستطيع الكاتب ان يقفز من مشهد الى آخر بطريقة عشوائية . طبعا التخصصية موجودة وكل كاتب له هويته او بصمته المميزة .
لماذا كتبت فيفيان انطونيوس؟
فشة خلق، لانني كنت ابحث عن دور مميز يلائم عمري وقدراتي في التمثيل .
بعد نجاحك في فيلم " احبيني "تراجعت خطواتك السينمائية ؟
بعد هذا الفيلم تلقيت عرضا في السينما المصرية تحلم به كل ممثلة ولكن بسبب حملي اضطررت للاعتذار عنه. السينما ليست بعيدة عني انما اللعبة السينمائية لدى الممثلة لها شروطها بدء من النص الجيد الى الجهة الانتاجية .
كيف حالك مع الزواج؟
مسؤولية كبيرة خصوصا عندما تكون العائلة كبيرة. الحمد لله تحملت مسؤوليتي كزوجة وام على اكمل وجه.
تقومين بواجباتك الزوجية من طبخ الى تنظيف الى تدريس الاولاد؟
بالنسبة للتنظيف عندي من يساعدني اما بالنسبة للاشياء الاخرى فلا اسمح لاحد بالقيام بها حتى انني انا اوصل الاولاد الى المدرسة. دور الام في مرحلة اعمار اولادي مهم جدا.