لأننا في موقع الفن إعتدنا ان نقدر المبدعين في هذا البلد الذي ما عاد يدر إلا القليل منهم، لا يمكننا الا ان نتوقف بمرور الزمن على تاريخ أنجب لنا موسيقياً متشرباً من نبعها الصافي كل الاصول، وكيف لا وهو ابن العملاق والكبير منصور الرحباني.
انه المبدع الذي نجد في معالمه واعماله امتدادا للكبار من عائلته والذين صنعوا مجدا للفن اللبناني حتى بات يعرف بوطن الرحابنة.
هو المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني الذي نحتفل اليوم بعيد ميلاده الذي نتمنى ان يعاد عليه بالكثير من الحب والنجاح والتألق في مجال الموسيقى الذي يشكل بالنسبة إليه اختصارا لذرية العالم.
ولربما بالنسبة إليه العالم موسيقى كونية تصدح في النفوس التواقة إلى الموسيقى الراقية بمختلف أنواعها.
أسامة الرحباني الذي طبع بهويته الكثير من الاعمال لوالده ونقصد الاعمال المسرحية، شكل مع الفنانة هبة طوجي ثنائية باتت العلامة الفارقة للفن الملتزم والراقي الذي يشكل احد اعمدة الفن الحقيقي في لبنان.
أسامة الذي يشغل منصب رئيس جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى Sacem لم يتوان يوماً عن المطالبة بحقوق المؤلفين والملحنين على حد سواء وفق المعطيات المنصوص عليها في القانون رافضا المساومة على حقوق زملائه تحت اي ذريعة كانت.
قد تختلف مع الذوق الموسيقي لاسامة وخصوصاً في الاعمال التي قد تتطلب قدرات صوتية عالية جدا وبلوغ اعلى نوتات السلم الموسيقي لكنك حتماً ستنحني احتراماً امام احتراف ومواظبة وابداع في عالم الموسيقى الذي آثر وأسر اسامة من هذا العالم الفني اليوم المنعتق بأتون الاسفاف بجانب كبير منه.
أسامة الرحباني الذي أبدع في التأليف الموسيقي للعديد من الاعمال المسرحية الرحبانية الغنائية والتي تحولت إلى مدرسة في هذا المسرح نعول على استمراره في التأليف الموسيقي لهذا النوع من المسرح كما على غيره لأن المسرح الغنائي يتسع لكثر وخصوصاً لكل موهوب في هذا النوع من المسارح. وقد اثبتت التجارب الاخيرة ان المسرح الغنائي ليس حكراً على أحد إنما مساحة ابداع تحتضن كل مبدع في هذا المجال.
في الختام لا يمكننا الا ان نعاود معايدتنا لأسامة الرحباني ونحن على اشد الامنيات في تعاونات جديدة تجمعه بكبار النجوم والنجمات كالسيدة ماجدة الرومي على سبيل المثال، والفنانة جوليا بطرس، ولا يسعنا إلا ان نكون من المنتمين لهذا التاريخ بالذات والذي أنجب مبدع آخر من بلادنا.