بدأت مسيرتها الفنيّة من على خشبة المسرح حينما ضربت بقدمها أدراجه وقالت أنا سيّدته، لتنتقل بعدها إلى الغناء، فتتصبّب عواميد الشهرة خجلاً من موهبة استثناية نادراً ما تشهدها الساحة الفنيّة. "كارول سماحة"، اسم كبير في عالم الفن، سُلّطت عليه الأضواء من كافّة جوانبه الإبداعية، فهي بالفعل لا تعرف معنى الحدود الإبداعي لا في "حدود الأرض ولا في حدود السما".
لم تبدع سماحة بغنائها اللّون الشرقي فقط، لا بل أتحفت ايضا كل من سمع صوتها باللون الأجنبي، لتدغدغ آذان السامعين بكلمات خجلت من الوقوف أمام مثل هذه الموهبة الماهرة. لتكون آخر محطّة لها، بنشر أغنية "All I want for Christmas" على إحدى منصّات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها. والّتي كانت قد غنّتها السنة الفائتة.
وما إن نشرت سماحة هذه الأغنية حتّى لاقت إعجاب آلاف المستمعين الذين يبصمون أنّهم يستمعون لفنّانة عالمية، وما تحمل هذه الصفة من معانٍ حقيقية، متمكنة من لهجة أخرى بحرفية تامّة.
وإذا عدنا بالزمن قليلاً إلى الوراء، لإكتشفنا أنّ سماحة تركت بصمتها على الشاشة الصغيرة، من خلال تجسيدها لدور الراحلة الكبيرة صباح، والتي أبدعت فيه غناء وتمثيلاً. الأمر الذي جعل أقلام الكتّاب تحسب ألف حساب قبل تقديم قصص بسيطة لفنّانة تحمل مسيرة ضخمة في حياتها. لذلك غابت عن الشاشة لفترة، لتعود إليها من جديد بقصّة تحاكي واقع المواطن اللبناني تحت عنوان "بالصدفة"، والتي استغرقت أربع سنوات من كتابتها قبل أن تبصر النور، وتتحقّق على أيدي كارول.
ربما هي بالصدفة أن يمتلك الفنّان مواهب عديدة، لكنها ليست بالصدفة بتاتاً أن يكون متمكناً منها جميعا بشكل محترف يعكس ثقافة الفن بحقيقته، وهذا ما تسهر عليه كارول من تدريبات كي تصل إلى أعلى مستوى من الحرفية.
من موقع الفن، نعبّر عن احترامنا وتقديرنا لهذه الموهبة الاستثنائية التي يفتخر بها لبنان، والتي تميزها عن فنّانات كثيرات قصدن الغناء بلغة اجنبية الا انهن لم يتقن ذلك كما اتقنته كارول.
ومن جهة أخرى، كانت سماحة قد أعلنت في الآونة الأخيرة عن موعد حفلتها المقبلة على مسرح أولمبيا بباريس، لتنضمّ بذلك إلى قائمة مشاهير هذا المسرح.