ولد أندريا بوتشيللي عام 1958 بحالة مرضية نادرة جعلته أعمى جزئياً ليفقد بصره بالكامل عند بلوغه سن الـ 12 عاماً، بعد أن أصيب في رأسه في مباراة لكرة القدم.
من يقرأ هذه المقدمة الحزينة لا يخيّل إليه أن الشخص الذي نتحدث عنه أصبح اليوم من أشهر مغنيّ العالم، الذين تخطوا بصوتهم حدود بلدهم وأثبتوا أن إعاقتهم لم تقف في وجه موهبتهم العظيمة.
بوتشيللي، المغني والكاتب والمنتج الموسيقي الإيطالي، رأى العالم بصوته لينقل العتمة التي يعيش فيها إلى نور يمرّ من خلال أغنياته وألحانه.
ويعتبر كل ذلك قليلاً امام ما سترونه في فيلم "The Music Of Silence" ، الذي يروي فيه بوتشيللي قصة حياته على شكل سيرة ذاتية تحت إسم آموس باردي الذي أطلقه على الأنا"الـEGO " الخاص به، لينقل من خلاله حياة عائلية سعيدة شجعت موهبته الموسيقية منذ الصغر إلى أزمة فقدانه للبصر وما رافقها، ثمّ التفاني الذي أدى إلى إحترافه وإرتقائه إلى النجومية.
الفيلم من بطولة الممثل توبي سيباستيان الذي يقوم بدور بوتشيللي، والممثل أنطونيو بانديراس الذي أبدع في دور "المايسترو" الذي درّب وعلّم بوتشيللي، والممثلة لويزا رانييري التي ستقوم بدور والدته، والممثل جوردي مولا في دور والده. وهو من كتابة أنّا بافجنانو ومايكل رادفورد بالتعاون مع بوتشيللي.
شهد العرض الأول للفيلم في لبنان الذي أقيم بالأمس في صالة GRAND CINEMA في مجمّع ABC VERDUN ،حضور حشد من الفنانين والممثلين منهم كارلا بطرس، بونيتا سعادة، مي صايغ، ميرنا مكرزل والدكتوران فادي وزاهي الحلو وغيرهم.
وقد نال الفيلم أصداء جميلة جداً نظراً لقصته الإنسانية الواقعية التي يتناولها، وقد بدا التأثر واضحاً على الحاضرين أثناء عرض الفيلم وحتى الى ما بعد خروجهم من الصالة.
وكان للفن لقاءات على هامش العرض أولاً مع المنتج رائد سنان، الذي تحدث عن سبب إختيار شركة Falcon Film لهذا الفيلم وتوزيعه في لبنان والعالم العربي، مشيراً إلى أن الشركة تختار كل سنة عملين فنيين لا يرتكزان بالضرورة على هدف تجاري، ولهذا السبب تم إختيار هذا الفيلم لما يتضمنه من قصة واقعية إنسانية وخصوصا لأنها تتناول قصة حياة شخصية مؤثرة كشخصية أندريا بوتشيللي.
وأضاف أنه على الرغم من عدم طموح الشركة إلى الربح المادي والطابع التجاري من الفيلم، إلا أن الأصداء الأولى للعرض عكست غير ذلك، متوقعاً أن يحقق نجاحاً ملحوظاً على صعيد المردود المالي أيضاً.
وقال سنان إن الفيلم سينطلق يوم الخميس المقبل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر في عدد من صالات السينما اللبنانية منها BEIRUT SOUKS,ABC DBAYEH,ABC ACHRAFIEH,CINEMACITY DAWRA وغيرها.
أمّا اللقاء الثاني فكان مع الممثلة كارلا بطرس التي أبدت إعجابها الكبير بالفيلم وهو نخبوي ولن يكون تجارياً، "وأنا من ناحيتي متذوقة جداً للتينور وأحب جداً الأوبرا خاصةً التينور الثلاثة وبوتشيللي الذي يعتبر تلميذهم حيث أنه أتى من بعدهم".
وهنأت كارلا موزعي الفيلم قائلة :"نحن بحاجة إلى الإضاءة على هذا النوع من الأفلام والفن الراقي في مقابل الفن الهابط السائد اليوم".
ومضيفة "الفن لا يجب أن يكون هدفه دائما تجارياً، بل يجب العمل من خلاله على تحسين ذوق المجتمع، وذكرت أنها نصحت أولادها بالذهاب لحضور الفيلم لما يحمله من رسائل إنسانية وفنيّة".
خاتمة "الأجمل من كل ذلك، هو أن منتجي الفيلم أنتجوه لشخصية لا تزال على قيد الحياة".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا .