صوت الدنيا الذي إختصر أصوات المسكونة جمعاء...
صوت ملائكي يسبح في الفضاء عائم على كيان كل بشري تائه في اكتشاف الذات.
هو صوت الفيروز الذي ما منّ به الله نعمة إلا على فيروزنا.
نعم هو الصوت العجيب الخارج عن أطر الطبيعة البشرية والكيان الوجودي.
نعم هو الصوت الذي نتحد به بالحب والزعل والثورة والوطن والغضب والرومنسية والاعياد الوطنية والرسمية.
نعم هو صوت الوطن ووطن الصوت الذي لم تقوَ عليه ابواق بعض "الهراطقة" .
فيروزنا في العيد هي العيد وهي الوطن والاستقلال... هي الانتماء وشلوح الارز...
فيروزنا في عيدها الوجدان النابض بالسرمدية... فما عادت فيروز الصباح ، انما الليل والنهار وكل الازمان والامكنة لا تتقد وتسير بعجلة الحياة إلا بصوتها الاسطورة.
فيروز في عيدك انت ذاك الوجه المشرق الذي طبع ذاكرة وطن في وجدان اهله والاغتراب... صوت يلطف بجفاء الغربة يقصيها ويعيد إلى اهلها الانتماء المفقود إلى وطن هجر شعبه.
فيروز وعيدها الذي يقارع الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني والذي نحتفي فيه بعيد الاستقلال لم يكن من باب الصدفة. لان في صوتها الشامخ على جبل صنين استقلالية للذات.
فيروز التي غنت "بحبك يا لبنان" و "حكيلي عن بلدي" هي كيان حكاية الوطن. فكيف لنا ان نخبر عن لبنان من دون ان نخبر عن فيروزنا.
لبنان وكل العالم يرفع اليوم نخب عيد السيدة فيروز ، هو الذي رافقت آماله واحلامه وامنياته.
وفي مثل هذا اليوم كتب في سجل التاريخ الفني ان نجمة لن تتكرر ولدت هنا وعاشت هنا وحققت مجدا من هنا لتكون الصوت الصادح بالضاد في كل اصقاع الارض.
واليوم اجمعين وموحدين بإسم الوطن وفيروز نرفع الكؤوس عاليا... انه نخب الفيروز نضيء لها شموع الصحة وامنيات الاستمرارية ودوام الألق.
نعاهدك ونستودعك محبة خارج اطر الفصول... هي محبة من نوع آخر وتقدير اسمى من كل التقديرات.
فيروز عيدك بات وطناًَ ورسماً ووسماً للجمال وابداع الخلق... كل عام وانت الفيروز للبنان والعالم أجمع.