"ثقافة المسرح"، لعلّ هذه العبارة توقظ أصحاب الضمائر الفنية لتحيي ثقافة عريقة من جديد.
فهي لم تمت، وربّما لم تنته بعد، إلاّ أنّها باتت تنحدر نزولاً وصولاً إلى وقتٍ تصرخ فيه منصة المسرح "كفاكم إهمالي". ولكن يبقى لأصحاب الأذواق السليمة أن يعودوا من جديد بهذا التراث، الّذي يعدّ منبراً لصوت المشاهد ومشاكله، ومرآة لصورة المجتمع الّذي تبنّى هذه الثقافة.
المخرج والكاتب غبريال يمّين يعود إلى هذه الثقافة بحلّة جديدة، طالباً المعونة من أهل الإعلام بتسليط الضوء عليها لإحيائها بقوة من جديد، ومن أصحاب الرؤية الفنّية أن يشاركوا بكل حماس من أجل استمرار هذا الفن. وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد بمناسبة إطلاق مسرحية جديدة في رصيد الفن اللبناني تحت عنوان "One Angry Man"، عقده إلى جانب ممثّل وزير الثقافة اللبنانية غطاّس خوري، والممثل الكوميدي ماريو باسيل، إضافة إلى حضور مميّز للممثّلين المشاركين في هذا العمل، تينا عبيد، يارا خوام وسيرجيو كوليانا.
فبدعم من وزارة الثقافة، المعنيّة الأولى بإنهاض هذا الفن من جديد، يقدّم يمّين الممثّل ماريو بلباس جديد، والّذي اعتبر أنّ هذه المسرحية هي تتويج لكل أعماله السابقة، وكل ما قدّمه من برامج وأعمال كوميدية، كـ "الليلة جنون" و الـ"كوميدي نايت". على الرغم من أنّه كان دائماً يحاول الانتفاض على العادات التقليدية للفن بعيداً عن استخدام المضامين الرخيصة وبطريقة إبداعية بحسب قوله، وذلك من أجل جذب كل من كان بعيداً عن المسرح، ومن خلال تقديم القالب الّذي يوافق تفكير المشاهد وما يريده، مع تفخيخها بالرسالة الّي يريد إيصالها، وذلك ليقترب إلى المسرح من جديد.
وخلال المؤتمر، تحدّى ماريو منتقديه من خلال استعداده لشرح القصد لكل كلمة تم لفظها خلال مسرحياته السابقة، مطلقاً على نفسه صفة "ست البيت" لأنّها دائماً تلجأ إلى كل ما هو أحسن وأرقى. معتبراً أنّ الفنّان يجب أن يغذّي نفسه بكل تجربة أو أداء يمرّ به.
One Angry Man ، مسرحيّة أراد المخرج أن يقدّم خلالها شخصية جديدة لماريو الإنسان، المواطن والممثّل الحقيقي، بعيداً عن ماريوكا. وبأنّ المشاهد سيضحك، ويبكي، ويعاني مع هذه الشخصيّة الّتي تجسّد مشاكل الحياة وأوجاع المشاهدين، لذلك لقّب بالرجل "المأنغر".
يذكر أنّ المسرحية ستعرض على مسرح المدينة، في عشرين عرض.
لمشاهدة ألبوم الصور،إضغط هنا.